شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الحدود الشمالية
الباب: الآثار والمواقع التاريخية
الفصل: آثار ما قبل الإسلام
رئيس اللجنة العلمية: أ. د. عبدالعزيز بن سعود الغزّي (أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود)
إعداد: أ. د. محمد بن عبدالرحمن الثنيان(أستاذ علم الآثار الإسلامية بجامعة الملك سعود)
التحكيم العلمي: أ. د. عادل بن محمد نور غباشي (أستاذ علم الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى)-د. سامر بن أحمد سحلة (أستاذ آثار الشرق الأدنى المساعد بجامعة الملك سعود)

الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية

الصفحة الرئيسة » الحدود الشمالية » الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية » الفصل الثاني: آثار ما قبل الإسلام » ثانيًا: الكتابات والنقوش الصفوية

ثانيًا: الكتابات والنقوش الصفوية

تتباين آراء العلماء البارزين والباحثين المتخصصين في دراسة الكتابات السامية القديمة حول أصل منشأ تسمية هذا الخط (الصفوي) فمنهم مَنْ يرى أن سبب التسمية يعود إلى أن الإغريق أطلقوا اسم صفاثن (صفذن:Safathen) على أحد المواضع الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة دمشق، حيث وجد كثير من الكتابات والنقوش الصفوية، ومن ثَمَّ قام العالم دي فوجيه باستخدام هذا المصطلح وتبنيه، الأمر الذي أدى إلى أن أطلق على مستخدمي هذا الخط - المعروف بالصفوي - اسم الصفويين سليمان بن عبدالرحمن الذييب، '' نقوش صفوية جديدة من شمالي المملكة العربية السعودية '' ، العصور، دار المريخ، مج6، (لندن: 1991م)، ج 1، 35، 36. .   وهناك مَنْ يرى أن بعض العلماء اعتمد في تسمية أصحاب هذا الخط (القبائل / رجال القبائل) الصفوية، نتيجة عثورهم على نص يوناني يذكر اسم المنطقة باسم (صفاثن) محمود محمد الروسان، القبائل الثمودية والصفوية:دراسة مقارنة. ط1، (الرياض: عمادة شؤون المكتبات،جامعة الملك سعود، 1407 هـ / 1987م)، 197. .  

أما الرأي السائد والمقبول إلى حدٍّ ما بخصوص هذه التسمية، فإنه يُعَدُّ اصطلاحًا نسبة إلى المنطقة الجنوبية الشرقية في سورية التي تعرف حتى الوقت الحاضر باسم (الصفا)، وتتميز مناطق شاسعة من أراضيها بغطائها الصخري الأسود (أراضٍ بركانية). وفي هذه الأراضي يقع - أيضًا - جبل يعرف باسم (الصفا)، ويسمى المستوطنون المحليون من أبناء البادية الذين يعيشون حول هذا الجبل ووديانه إلى الوقت الحاضر ب (عرب الصفا) المرجع السابق،197. .   وبقيت هذه التسمية متداولة ووسمًا لهذه الكتابات على الرغم من وجود اقتراحين آخرين تبناهما بعض الباحثين، من أشهرهم الباحث الإنجليزي ألفريد بيستون (Beeston) والباحث اليمني يوسف عبد الله، فالأول اقترح تسميتها (خط البادية) أو (أصحاب القوافل)، في حين اقترح الثاني إطلاق اسم الكتابات العادية عليها نسبة إلى قوم عاد؛ وكلا الاقتراحين لم يلقيا القبول والاستحسان الكافيين من الدارسين والباحثين لعدم استنادهما إلى أدلة تاريخية أو أثرية سليمان بن عبدالرحمن الذييب، نقوش صفوية من شمالي المملكة العربية السعودية. ط1، (الرياض: مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، 1424 هـ / 2003م)، 3، 4. .  

وتأسيسًا على ما ورد، اعتمد العلماء المتخصصون قاطبة في إطلاق هذا المصطلح (الكتابات الصفوية) على تلك الخطوط القديمة التي تمثل، حقيقة، صورة من صور الخط العربي الجنوبي المنتشر في أرجاء جنوب الجزيرة العربية.

ويعود الفضل في الكشف عن الكتابات والنقوش الصفوية في بادئ الأمر إلى الباحث البريطاني سيرال جراهام (C.Graham) الذي أطلق عليها مصطلح (الكتابات التي وجدت في منطقة الحرة)؛ بعدئذٍ سماها الباحث الألماني ديفيد مُولر (D.Muller) بـ (كتابات الحرة) المرجع السابق، 3. .   فتضافرت الجهود العلمية فيما بعد لعلماء الكتابات السامية من أمثال الباحث الفرنسي يوسف هاليفي (Joseph Halevy)، والباحث الألماني ديفيد مُولر (David Muller)، والباحث الألماني بلاو (D Blau)، والباحث إنو ليتمان (Enno Littmann)، والباحث الألماني بريتوريوس (F.Praetorus) - منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي في مجال جمع الكتابات والنقوش الصفوية، وتوثيقها، ودراستها، وفك ما غلق منها؛ ونتج من هذه الجهود العلمية وضع أبجدية الحروف الصفوية التي تبلغ ثمانية وعشرين حرفًا، وتشخيص رسم كلماتها، ومن ثَمَّ القدرة على قراءة نصوصها الروسان، محمود. القبائل الثمودية والصفوية، مرجع سابق، 210، 211. .  

وفي الوقت ذاته، انصب جانب من اهتمام العلماء والدارسين والباحثين في الكتابات والنقوش الصفوية على تحديد الإطار التاريخي الذي يتم من خلاله معرفة تاريخ الكتابات الصفوية؛ بغية الوصول إلى تاريخ شبه محدد لتحركات أولئك الأقوام (القبائل) الذين تنسب إليهم هذه الكتابات والنقوش الصخرية القديمة. ويتلخص الرأي العلمي بهذا المضمار، وفقًا لبعض الكتابات والنقوش الصخرية الصفوية المشتملة على تواريخ محلية أو أحداث تاريخية مشهورة، مثل: الحروب ونحوها، في أن النقوش والكتابات الصفوية التي عُثر عليها حتى الوقت الحاضر تعود إلى الفترة التاريخية المحصورة بين القرن الأول قبل الميلاد حتى عام 614م، ويرى آخرون أن الكتابة بالخط الصفوي استُخدمت حتى نهاية القرن الرابع الميلادي - تقريبًا - تزامنًا مع ظهور دولة الغساسنة في صحراء بلاد الشام، وبدء اختفاء سيطرة الصفويين وقوتهم. ومن الشواهد المادية على ذلك العثور على نقوش تدمرية مصاحبة لنقوش صفوية، وذكر الأنباط والرومان والفرس في النقوش الصفوية المرجع السابق، 204 - 207. .  

لقد كُشف عن آلاف النقوش والكتابات الصفوية الصخرية، المنفذة على واجهات القطع الحجرية خصوصًا التي تُشكل جزءًا من الهيكلية المعمارية للرجوم الحجرية والملاذات الصخرية، في سورية؛ وشكلت الصحراء الشرقية السورية التي تُعرف بالحرة، وأراضي الحماد، وشمال جبل سيس، ووسط البلاد حول مدينة حماة مواضع مشهورة؛ لكثافة وجود الكتابات والنقوش الصفوية. كما شكلت الصحراء الشرقية الأردنية وضواحي بعض المدن الأردنية، مثل: أم الجمال، وجاوة، ومأدبا، وجرش، وإربد، أراضي للصفويين حيث عُثر في ربوعها على أعداد كبيرة من الكتابات والنقوش الصفوية. وتمتد الرقعة الجغرافية لوجود الكتابات والنقوش الصفوية لتشمل وادي حوران في سورية، وأواسط لبنان إلى الشمال من بعلبك.

أما ما يخص أراضي المملكة العربية السعودية، فتمثل أراضيها الشمالية والشمالية الغربية امتدادًا حضاريًا وطبيعيًا للرقعة الجغرافية التي تنتشر عبرها هذه الكتابات والنقوش الصفوية القديمة. وتشير الدراسات العلمية والمسوحات الأثرية الميدانية الأخيرة إلى تمركز الكتابات والنقوش الصفوية في مواقع محددة من أراضي منطقة الحدود الشمالية بوجه خاص، ما يُعَدُّ من الدلائل العلمية على استيطانها من قِبل القبائل الصفوية. وغالبًا ما يصاحب هذه الكتابات والنقوش الصفوية رسوم آدمية وحيوانية. ويُعَدُّ وادي الشاظي، الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة عرعر بمسافة تصل إلى نحو 30كم، من المواقع التي عُثر فيها على مجاميع كبيرة من الكتابات والنقوش الصفوية بالمنطقة المعنية، وتزخر السطوح الصخرية الواقعة على امتداد ضفتيه بهذه النقوش والكتابات.

ومن المواقع، أيضًا، التي عُثر فيها على كتابات ونقوش صفوية إلى جانب بعض الرسومات الصخرية لأشكال آدمية ووسوم قبلية، موقع وادي الغرابة، وموقع وادي الصفاوي الطلحي، ضيف الله، وآخرون. آثار منطقة الحدود الشمالية، مرجع سابق، 82. .   كما أن هناك مواقع أخرى في المنطقة نفسها تحتوي على كتابات صفوية، منها: العويصي، وغدير بدينة، ووادي عرعر، ومقر العوّة. وبالإضافة إلى اشتمال هذه المواقع الأثرية على تلك الكتابات والنقوش الصفوية القديمة، فإن بعض المنشآت المعمارية التي يطلق عليها (الدوائر الحجرية) تنتشر في نواحيها.

لقد حظيت الكتابات والنقوش الصفوية التي كشف عنها في منطقة الحدود الشمالية بشكل خاص بعدد من الدراسات العلمية المنشورة من قِبل علماء مختصين في علم الكتابات والنقوش القديمة ومناهجها العلمية. ففي عام 1386هـ / 1966م تمكن محمود الغول من الحصول على مجموعة من الكتابات الصفوية يصل عددها إلى نحو مئة وثلاثة وعشرين نصًا صفويًا خلال ترحاله في نواحي مدينة عرعر ومقر العوّة بوادي الشاظي؛ وقام بإيداع هذه المجموعة في متحف جامعة الملك سعود (كلية الآداب، قسم الآثار والمتاحف) الروسان، محمود. القبائل الثمودية والصفوية، مرجع سابق، 36. .   وفي عام 1390هـ / 1970م تمكن يوسف عبد الله من دراسة هذه المجموعة من الكتابات الصفوية وتحليلها تحليلاً علميًا المرجع السابق، 213؛ الذييب، سليمان، '' نقوش صفوية جديدة من شمالي المملكة '' . العصور، مرجع سابق، 36. ؛   وتُعَدُّ دراسته من الدراسات العلمية الرائدة في مجال دراسة الكتابات والنقوش الصفوية، إذ قدمت للباحثين والدارسين على السواء معلومات جمة فيما يخص أسماء الأعلام والمفردات الصفوية ومعلومات تاريخية ودينية واجتماعية ولغوية عن القبائل الصفوية وخطها الذييب، سليمان. نقوش صفوية من شمالي المملكة، مرجع سابق، 6. .  

وتتابعت الدراسات بعدئذٍ، فقام عالم الكتابات البلجيكي ألبرت جام بدراسة مجموعة من الكتابات والنقوش الصفوية ونشرها، بعد الحصول عليها من قِبل عمال شركة (أرامكو) الذين حصلوا عليها من منطقة الحدود الشمالية في المملكة، وتحديدًا من المنطقة الواقعة إلى الغرب من مدينة عرعر (بدنة) بالقرب من خط أنابيب النفط Jamme, A. ''Safaitic Inscriptions from Saudi Arabia''. Oriens, Antiques 612. 1967. pp. 189 - 213. .   وتتضمن هذه المجموعة نصوصًا صفوية تتوزع على اثنتي عشرة صخرة، قدمت أسماء أعلام تُعرف للمرة الأولى في هذا النوع من الكتابات، كما قدمت عددًا من المفردات الصفوية الجديدة الذييب، سليمان. نقوش صفوية من شمالي المملكة، مرجع سابق، 5. .  

وفي عام 1389هـ / 1969م تمكن العالم نفسه، بعد حصوله على مجموعة أخرى من الكتابات الصفوية عن طريق أحد العاملين بشركة الزيت العربية (أرامكو)، من دراسة أربعة عشر نصًا صفويًا جديدًا ونشرها مع نصوص أخرى يطلق عليها النقوش الأحسائية. وقد جمعت هذه المجموعة من الكتابات والنقوش الصفوية من موقعين متباعدين بمنطقة الحدود الشمالية، أحدهما يقع إلى الجنوب من مدينة طريف بمسافة تصل إلى نحو 20كم، في حين الموقع الثاني هو أحد المواقع القريبة من مدينة عرعر (بدنة) Jamme, A. ''New Safaitic and Hassaean Inscriptions from Northern Arabia''. Sumer. 1969. pp.141 - 255. .  

وبعد زيارته مدينة عرعر عام 1389هـ / 1969م، تمكن العالم نفسه من الحصول على مجموعة كبيرة من النقوش والكتابات الصفوية بلغ عددها نحو مئتين وستة وعشرين نصًا صفويًا موزعة على ست وخمسين قطعة حجرية (صخرة)؛ ودرس هذه المجموعة الجديدة من الكتابات الصفوية ونشرها Jamme, A. ''Safaitic Inscriptions from the County of 'Acar, Ras al - Ananiyah'', Chritentum an Reten Meer I. 1971. pp. 41 - 109 .   ولقد أمدت هذه الدراسة المهتمين بالكتابات الصفوية بمعلومات جديدة تتعلق بتاريخ القبائل الصفوية ولغة كتاباتهم ورسمها، بالإضافة إلى إلقائها الضوء على مفردات صفوية جديدة وأسماء للأعلام تُعرف للمرة الأولى الذييب، سليمان. نقوش صفوية من شمالي المملكة، مرجع سابق، 9،10. .   وفي عام 1390هـ / 1970م، نشر جام دراسة لأربعة نصوص صفوية عُثر عليها بالقرب من مدينة طريف Op.Cit. Jamme, A. ''Four New Safaitic Texts''. al Machriq. 64. 1970. pp. 587 - 590. ؛   كما قام عام 1405هـ / 1985م بنشر أربعة نصوص صفوية أخرى، وقد توزع تنفيذ نصوص هذه النقوش على ثلاث صخرات عُثر عليها بالقرب من مدينة طريف الذييب، سليمان. نقوش صفوية من شمالي المملكة، مرجع سابق، 11. .  

وبين عامي 1390 و 1391هـ / 1970 و 1971م تمكن العالم الكندي ونيت من جمع بعض النصوص للكتابات والنقوش الصفوية الصخرية خلال تجواله شمال المملكة، وما وصل إلى يديه عن طريق الإهداء من مهندسي شركة الزيت العربية (أرامكو)، وقام بنشر هذه النصوص فيما بعد الذييب، سليمان، '' نقوش صفوية جديدة من شمالي المملكة '' ، العصور، مرجع سابق، 36؛ الذييب، سليمان. نقوش صفوية من شمالي المملكة، 8،9 Op.Cit. Winnett, F. and Reed, W. Ancient Records from North Arabia, (Near and middle East Series) Toronto: University of Toronto Press 1970. Ibid. Winnett, F., ''An Arabian Miscellany'' Annali dell' Instituto Orientale de Napoli. Rome. Vol. No.31.1970 - 1971. pp. 443 - 454. .  

ولم تزل الكتابات والنقوش الصفوية محل عناية الباحثين ودراستهم حتى العصر الراهن؛ فقد أولى أحد الباحثين من قسم الآثار والمتاحف، جامعة الملك سعود الكتابات والنقوش الصفوية اهتمامًا علميًا كبيرًا، وقام بدراسة ونشر خمسة وسبعين نصًا صفويًا مكتشفة في مواقع عدة من أراضي منطقة الحدود الشمالية وغيرها من المواقع على أراضي منطقة الجوف، بالقرب من المدن الآتية: دومة الجندل، والقريات، وسكاكا الذييب، سليمان، '' نقوش صفوية جديدة '' ، العصور، مرجع سابق، 35 - 41؛ سليمان بن عبدالرحمن الذييب، '' نقوش صفوية جديدة من متحف قسم الآثار والمتاحف بكلية الآداب، جامعة الملك سعود (مجموعة رقم 2) '' ، مجلة جامعة الملك سعود، الآداب - 2، (الرياض: عمادة شؤون المكتبات، جامعة الملك سعود، 1416 هـ / 1996م)، 375 - 406؛ الذييب، سليمان. نقوش صفوية من شمالي المملكة، مرجع سابق، 27 - 148. .   وهذه النصوص الخمسة والسبعون تُعَدُّ نصوصًا جديدة لم يسبق نشرها من قبل؛ وتتناول موضوعات نصوص هذه المجموعة أمورًا كثيرة ومتباينة، منها: نصوص دعائية، ونصوص الاشتياق، ونصوص الحزن، والنصوص التذكارية، والنصوص الجنائزية (القبورية)، ونصوص المُلْكِية. وعليه، فقد أظهرت دراسة هذه المجموعة من الكتابات الصفوية جوانب علمية عدة، منها:

التعرف إلى الأساليب الخطية للكتابة الصفوية وخصائصها وأنماطها.

التعرف إلى عدد من أسماء أعلام الأشخاص، المفردة والمركبة، واشتقاقاتها الدلالية. ويصل عدد هذه الأسماء إلى ثمانية وثلاثين اسمًا لم يسبق التعرف إليها في الدراسات السابقة، بالإضافة إلى التعرف إلى أسماء بعض القبائل والآلهة.

التمكن من إظهار تقسيمات عدة مختلفة للدلالة اللغوية، حسب أوزان الفعل للكلمة، الكامنة في النصوص الصفوية.

تقديم ألفاظ ومفردات صفوية جديدة وصل عددها إلى نحو ست وثلاثين لفظة ومفردة المرجع السابق، 15 - 26. .  

وفي عام 1403هـ / 1983م تقدم أحد الباحثين بدراسة علمية شاملة تشتمل على منهجية علمية لدراسة مستفيضة مقرونة بالمقارنات لجميع مضامين نصوص النقوش والكتابات الصفوية التي عُثر عليها في البلدان العربية الشقيقة: (سورية، والأردن، والعراق، ولبنان)، إلى جانب ما كشف عنه من كتابات صفوية في شمال المملكة، ومنطقة الحدود الشمالية على وجه الخصوص.

ومن خلال هذه الدراسة تمكن الباحث من التعرف بعمق إلى النص الصفوي، واستقراء مفرداته الحضارية وأبعادها، وارتباطها بنواحي حياة القبيلة الصفوية، والخروج بدلالات علمية، ربما للمرة الأولى. ومن هذه الدلالات الحضارية والثقافية المتصلة بالقبائل الصفوية التي عاشت على أراضي منطقة الحدود الشمالية ما يأتي، (جدول 1)

معرفة ما يربو على عشرين اسمًا من أسماء القبائل الصفوية؛ وردت أسماؤها في نصوص حجرية وجدت في مواقع عدة بالمنطقة، منها: غدير بدينة، ووادي عرعر، ووادي الشاظي، والعويصي، ورجلة بدينة. وتُعَدُّ مواقع هذه النقوش الصفوية مراكز حضارية ومسرحًا لتنقل رجال القبائل الصفوية في حماها الروسان، محمود. القبائل الثمودية والصفوية، مرجع سابق، 376 - 383. .  

الكشف عن أسماء بعض معبودات القبائل الصفوية بالمنطقة ومن أشهرها: اللات، وذو الشرى / ذشر، ورضو / رضى. فقد ذُكر المعبود اللات منفردًا بغدير بدينة ووادي عرعر والعويصي؛ في حين قرن ذكره بذي الشرى في كل من المواقع الآتية: غدير بدينة ووادي عرعر والشاظي ورجلة بدينة. أما قرنه بالمعبود رضو / رضى، فقد ورد مرة واحدة فقط في موقع رجلة بدينة المرجع السابق، 444 - 447. .  

تأصيل أسماء بعض القبائل الصفوية في المنطقة بما يقابلها من القبائل العربية، ومنها: قبيلة بر التي يقابلها من القبائل العربية بر بن كعب وهو فخذ من لخم القحطانية (بنو بر بن كعب بن غنيم بن كليب)، وقبيلة بلقي ويقابلها من القبائل العربية قبيلة بلقين، وقبيلة تيم التي عرفت بالاسم نفسه بطن من بكر بن وائل، والاسم ذاته يطلق على إحدى قبائل ضبة، بالإضافة إلى بني تيم (بطن من قبيلة طيئ)، وهم المعروفون بلقب مصابيح الظلام، وبنو تيم الأدرم من قبيلة قريش. كما أن هناك بعض القبائل الصفوية، مثل: قبيلة حر الوارد اسمها في نقش عرعر (بدنة) الذي يقابله اسم (حور) أحد بطون قبيلة طي القحطانية التي تقوم بتنقلات عبر أراضي بلاد الشام والعراق؛ فقد وجدت نقوشها في الصحراء الأردنية ووادي حوران في سورية المرجع السابق،273، 274، 279، 282، 284، 294، 295. .  

تقديم لمحات ونماذج شائقة لطبيعة حياة المجتمع الصفوي وممارستهم الأعمال المعيشية، ومنها: الرعي، والصيد، والفنون، والقتال، والعادات والتقاليد، مثل: وضع الرجوم وغيرها المرجع السابق، 399، 413. .  

واشتملت أعمال وكالة الآثار والمتاحف، على إرسال بعثات علمية خاصة مكلفة بالقيام بعمل مسوحات ميدانية للكتابات والنقوش الصخرية في شمال المملكة وشماليها الغربي ضمن برنامج حصر النقوش والكتابات الصخرية، وتسجيلها الذي بدأ عام 1404هـ / 1984م؛ ومن حصيلة أعمال هذه البعثات الميدانية التمكن من توثيق كمية كبيرة من الكتابات والنقوش الصخرية في منطقة الحدود الشمالية والمناطق الإدارية المجاورة، وتسجيل مواقعها رسميًا، والمحافظة عليها جيلمور، مايكل، وآخرون، '' برنامج المسح الأثري الشامل '' ، أطلال، مرجع سابق، 19 - 21؛ الليستر ليفنجستون، وآخرون، '' تيماء: 2 - مجسات حديثة ونصوص منقوشة جديدة '' ، أطلال، وكالة الآثار والمتاحف، ع7، (الرياض: 1403 هـ / 1983م)، 81 - 95؛ اليستر ليفنجستون، وآخرون. '' حصر وتسجيل النقوش الصخرية 1404 هـ / 1984م '' ، أطلال، وكالة الآثار والمتاحف، ع9، (الرياض: 1405 هـ / 1985م)، 127 - 145. .  

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م