شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الحركة الثقافية
الفصل: الأ سس الفكرية للأدب الحديث
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. معجب بن سعيد الزهراني ( أستاذ الأدب الحديث وعلم الجمال بجامعة الملك سعود )
إعداد: أ.د. معجب بن سعيد الزهراني ( أستاذ الأدب الحديث وعلم الجمال بجامعة الملك سعود ) - د. عبدالعزيز بن صالح بن سلمه ( أستاذ الإعلام المساعد بجامعة الملك سعود سابقا )
التحكيم العلمي: أ.د. منصور بن إبرهيم الحازمي ( أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة الملك سعود سابقا ) - د. حسن بن فهد الهويمل ( رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، أستاذ أستاذ غير متفرغ بجامعة القصيم )

الباب الخامس: الحركة الثقافية

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الخامس: الحركة الثقافية » الفصل الأول: الأسس الفكرية للأدب الحديث

الفصل الأول: الأسس الفكرية للأدب الحديث

كان الركود الثقافي يعم وسط الجزيرة العربية المعروف اليوم بمنطقة الرياض خلال فترات طويلة تفصل بين قيام دولة وسقوط أخرى. لهذا السبب فإن المنطقة - وحتى ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - لم تعرف إلا عددًا قليلاً من الشخصيات التي كان لها إسهامات ثقافية أثرَت وأثَّرت في محيطها، بما في ذلك تدوين التطورات الاجتماعية والسياسية في هذه المنطقة.

ومن هذه الشخصيات المعدودة قلة من المؤرخين، من أقدمهم أحمد بن محمد البسَّام (ت 1040هـ / 1631م)؛ صاحب مؤلَّف (نبذة في تاريخ نجد)، وأحمد بن حمد المنقور 1067 - 1125هـ / 1657 - 1713م صاحب كتاب التاريخ المعروف باسمه (تاريخ الشيخ أحمد بن حمد المنقور)، وحسين بن غنام (ت 1225هـ / 1810م)؛ صاحب كتاب (تاريخ نجد) المعروف باسم (روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام)، ومحمد بن عمر الفاخري 1186 - 1277هـ / 1772 - 1860م؛ صاحب كتاب (تاريخ الفاخري) الذي نُشر بعنوان (الأخبار النجدية)، وعثمان بن عبد الله بن بشر 1210 - 1288هـ / 1795 - 1871م؛ صاحب المؤلَّفات المتعددة ومن أبرزها كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد)، وإبراهيم بن صالح بن عيسى 1270 - 1343هـ / 1854 - 1925م؛ صاحب مؤلَّف (تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد).

أما في مجال الأدب؛ فقد عرفت المنطقة عددًا من الشعراء الذين تناقلت الأجيال قصائدهم جيلاً عن جيل، ومعظمهم - إن لم يكن جميعهم - عُرفوا بنظم الشعر العامي المعروف بـ (الشعر الشعبي) عبد الله بن محمد بن خميس، الأدب الشعبي في جزيرة العرب، (الرياض: مطابع الرياض، 1378 هـ ). .   ومن أبرز هؤلاء وأقدمهم: الشاعر والفلكي المشهور راشد الخلاوي حول حياته انظر: عبد الله بن محمد بن خميس، راشد الخلاوي: حياته، شعره، حكمه، فلسفته، نوادره، حسابه الفلكي، (الرياض: دار اليمامة، 1392 هـ ).   الذي عاش في القرن الحادي عشر الهجري، والشاعر حميدان الشويعر عبد الله ناصر الفوزان، رئيس التحرير حميدان الشويعر، (الرياض: مطابع نجد، 1408 هـ ).   الذي عاصر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في منتصف القرن الثاني عشر الهجري وتوفي عام 1260هـ / 1844م، ومحمد بن حمد بن لعبون أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، ابن لعبون: حياته وشعره، (الكويت: دار ابن حزم للنشر والتوزيع، 1418 هـ ).   1205 - 1247هـ / 1791 - 1831م.

ومن الشعراء المتأخرين اشتُهر كلٌّ من: الشاعر محمد بن عبد الله بن عثيمين 1270 - 1363هـ / 1854 - 1944م الذي وُلد في بلدة السلمية في محافظة الخرج، وقد جمع بين العامي والفصيح، ولهذا الشاعر - الذي لُقب بشاعر نجد - قصائد متعددة في مدح الملك عبد العزيز - رحمه الله - ومناصرته أثناء مسيرة توحيده المملكة، وله ديوان يضم تلك القصائد وغيرها بعنوان (العقد الثمين من شعر محمد بن عثيمين) وقد جمعه وشرح بعض ألفاظه ومعانيه سعد بن عبد العزيز بن رويشد، وطُبع في القاهرة في منتصف السبعينيات الهجرية، وتكفل الشيخ عبد الله السليمان الحمدان بنفقات طباعته ونشره.

ويماثل هذا الشاعر في الأهمية الشاعر محمد بن عبد الله بن بليهد 1310 - 1377هـ / 1892 - 1957م، وإضافة إلى تميز ابن بليهد - المولود بقرية غسلة بإقليم الوشم - بنظم الشعر بالفصحى وعامية نجد؛ فإنه اهتم - فيما بعد - بعلم الآثار في بلاد العرب، وصدرت له في هذا المجال ثلاثة كتب، إلى جانب ديوان يتضمن مدائحه في الملك عبد العزيز - رحمه الله - بعنوان (ابتسام الأيام في انتصارات الإمام)، وقد صدرت منه عدة طبعات.

وحتى فترة قريبة تعود إلى ما قبل توحيد المملكة في النصف الأول من القرن الهجري الماضي؛ كانت منطقة الرياض تعيش في عزلة نسبية عن العالم، وكان اتصال سكانها مع العالم يتم إما عن طريق الحج والعمرة، وإما عن طريق قوافل التجارة التي كانت تُيمِّم وجهها إلى بلاد الشام والعراق ومصر، أو إلى إمارات الخليج العربي ومناطق شبه القارة الهندية. وقد عاش عدد من أبناء المنطقة لبضع سنوات - أو أقام بشكل دائم - في مدن كانت مراكز تجارية مهمة مثل بومباي، ونيودلهي، والبصرة، وبعض مدن الساحل الشرقي في الخليج العربي.

أما القلة من أبنائها الذين حظوا بقدر من التعليم لا يتجاوز معرفة القراءة والكتابة؛ فكانوا ممن أقام في مكة المكرمة والمدينة المنورة، أو في العراق وبلاد الشام والهند، بينما تابع السواد الأعظم من أبناء مدن المنطقة وقراها تعليمهم في المدارس التقليدية التي اصطُلح على تسميتها بـ (الكتاتيب) ، وقد كانت زوايا في مساجد أو غرفًا من القش أو الطين، وكانت تركز أساسًا على تعليم تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتجويده، وعلوم الدين من تفسير لمعاني كتاب الله والحديث النبوي الشريف، والفقه.

وفي مجال التعليم غير النظامي اشتُهر عدد من المعلمين الأجلاء لمعرفة سِيَر حياة العشرات من هؤلاء العلماء وأعمالهم وإسهاماتهم العلمية انظر: عبد الله بن عبد الرحمن البسام، علماء نجد خلال ثمانية قرون، (الرياض: دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1419 هـ )؛ ويمكن الاطلاع على سِيَر حياة علماء المنطقة في الفترات التي سبقت ذلك في كتاب: خالد بن أحمد السليمان، علماء اليمامة في العصر الإسلامي الأول. ط 1، (الرياض: مطبعة دار طيبة، 1416 هـ ).   المتعمقين في علوم الشريعة، وعمل فيه أيضًا عدد من المعلمين الذين لم تتجاوز معارفهم الكتابة والقراءة، وحفظ ما تيسر من سور القرآن الكريم، وبعض الأحاديث المدونة في كتب الصحاح؛ وتحديدًا صحيحي البخاري ومسلم. وفي كل مدينة من مدن منطقة الرياض وقراها اشتُهر عدد من الأفراد انظر: حمد الجاسر، '' من سوانح الذكريات 40: في قصر الشيوخ '' ، المجلة العربية، ع142، (ذو القعدة 1409 هـ ، يونيو 1989م)، 224، 225.   بتكريس حياتهم للتعليم، وكانت البيوت التي كانوا يعلمون التلاميذ فيها تُوصَف بالمدارس. ومن أبرز البيوت التي عُنيت بالتعليم أثناء تلك الفترة مدرسة (الخيَّال) في حي الظهيرة، ومدرسة (ابن مفيريج) قرب مسجد الشيخ، ومدرسة (ابن مصيبيح) في حي دُخنة.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م