شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الجوف
الباب: الآثار والمواقع التاريخية
الفصل: آثار ما قبل الإسلام
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالعزيز بن سعود الغزي (أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود)
إعداد: د. خليل بن إبراهيم المعيقل (أستاذ علم الآثار الإسلامية المشارك بجامعة الملك سعود)-أ.د. سليمان بن عبد الرحمن (أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود)
التحكيم العلمي: د. سامر بن أحمد سحله (أستاذ آثار الشرق الأدنى المساعد بجامعة الملك سعود)-د. عدنان بن محمد الحارثي (أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية المشارك بجامعة أم القرى)

الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية

الصفحة الرئيسة » الجوف » الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية » الفصل الثاني: آثار ما قبل الإسلام » رابعًا: الكتابات القديمة » النقوش النبطية

د - النقوش النبطية:

هي الكتابات التي تعود إلى القبائل العربية المعروفة باسم الأنباط للمزيد عن تاريخ الأنباط انظر : إحسان عباس، تاريخ دولة الأنباط، (عمان : دار الشروق للنشر والتوزيع، 1987م). ،   وتعود إلى ما بين أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، والرابع الميلادي سليمان بن عبدالرحمن الذييب، دراسة تحليلية لنقوش نبطية قديمة من شمال غرب المملكة العربية السعودية، (الرياض : مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية، 1415هـ)، 1. .   ويمكن الاستدلال من كمية النقوش النبطية التي عُثر عليها في المنطقة على أنها قد عُدّت من قبل الأنباط جزءًا مهمًا من مملكتهم. فقد وصل عدد النصوص المعروفة حتى الآن إلى تسعة وستين نقشًا نبطيًا جاءت من أحد عشر موقعًا.

وكما عكست النصوص الثمودية عددًا من المفاهيم الاجتماعية، فإن النصوص النبطية أعطت صورة أشمل وأعم عن أنباط منطقة الجوف، إذ أظهرت هذه المجموعة من أسماء الأعلام مثلاً: واحدًا ومئة. منها خمسة وثلاثون تُعرف للمرة الأولى في النقوش النبطية، نحو رَاكع (ر ك ع و)، سَلِيم (س ل ي م)، كَلْب (ك ب و)... إلخ المعيقل، خليل إبراهيم، وسليمان بن عبدالرحمن الذييب. الآثار والكتابات النبطية في منطقة الجوف، مرجع سابق، 87، 88. .   كما ورد خمس وخمسون لفظة ما بين فعل، واسم، وحروف جر وعطف، منها: أربع مفردات تعرف للمرة الأولى، وهي: اي، "نعم"، ك ف ر أ "النظيف"، م ط ي ب ن ا "الكاتب العسكري"، أ س ف "أضاف" المرجع السابق، 88. .   وقد أظهرت هذه المجموعة عبارات واصطلاحات جاءت للمرة الأولى نحو عبارة ب ل ي و أ ي ذ ك ي ر...، "بلى ونعم (ل) ذكرى... أو الاصطلاح الذي يُعرف للمرة الأولى في النقوش النبطية وهو: ل ن ف س ه و ل ب ن و هـ ي و ل و ل د هـ... "لنفسه ولأبنائه ولأولاده...". وقد تضمنت أربعة نصوص مؤرخة: أحدها يعود إلى فترة حكم الملك النبطي ر ب إ ل الثاني الذي حكم بين 70 - 106م، ونصان يعودان إلى فترة حكم الحارث الرابع 9 ق.م - 40م، الأول منهما يعود إلى السنة الثالثة عشرة من حكمه، أما الثاني فيعود إلى السنة الخامسة والثلاثين. وآخرهم نص يعود إلى حكم الملك النبطي مالك الثالث 40 - 70م. وهذه النصوص المؤرخة تدل على أن الوجود النبطي الرسمي في المنطقة كان خلال القرنين الأولين الميلاديين. وغالبية هذه النصوص من الصنف التذكاري القصير وقد كتب معظمها أفراد يعملون في القطاع العسكري، إذ تكررت مرارًا ألفاظ عسكرية، مثل: ه ف ر ك أ "القائد"، ف ر س ا، "الفارس"، ف ر س ي ا، "الفرسان". والنقوش التذكارية هي التي تبدأ في الغالب بالصيغ الآتية: ب ل ي أ و ذ ك ي ر أو س ل م + اسم علم + اسم البنوة + اسم علم + (أحيانًا) اسم الوظيفة+ (أحيانًا) لفظة ب ط ب + س ل م، نحو الأمثلة كما في الجدول .

ولعل من النصوص التذكارية اللافتة للانتباه النص الذي جاء من قارة المزاد، ويقرأ كالآتي:

ب ل ي و أ ي ذ ك ي ر أ س د ف و ح

ب ر ت هـ أ م.... ق د م س ل م ن

بلى ونعم ذكرى أسْدفوح (ل)

بنته أم (من) أمام (الإله) س ل م ن الذييب، سليمان بن عبدالرحمن، نقوش نبطية جديدة مـن قـارة المـزاد : سكاكـا ، العصـور، مرجع سابق، نقش رقم (2) المعيقل، خليل إبراهيم، وسليمان بن عبدالرحمن الذييب، الآثار والكتابات النبطية في منطقة الجوف، مرجع سابق، نقش رقم (2).  

ذكر فيه (أسدفوح) - وهو علم يعني "تنفس الأسد" - إلاّ أنه تذكر ابنته ودعا لها أمام الإله س ل م ن، الذي عُدَّ عند اللحيانيين إلهًا للقوافل، وأنيطت به أيضًا حماية القبور. وإن صحت القراءة المعطاة لهذا النص، فهو يدل على إيمان الأنباط بأهمية الدعاء للمتوفى، خصوصًا أمام الإله أو في معبده. وبما أن الحديث عن النصوص ذات العلاقة بالآلهة، فنذكر هنا النص الذي عُثر عليه في جبل أبي قيس، المكتوب من شخص عدّ نفسه كاهنًا، وهو يقرأ كما بالجدول .

ولأن مجمل هذه النصوص خُطَّ من قِبل أفراد يعملون في القطاع العسكري، نشير إلى نص قصير خُصص لتحيات قائد عسكري، كُتب من قِبل أحد أفراد الفرقة العسكرية (جندي). ويقرأ النص كالآتي:

ب ل ي و أ ي س ل م م ن ت و ب ر ح ر م و ن

هـ ف ر ك أ و ف ر س أ ب ط ب أ س د و ك ت ب ي هـ

بلى ونعم تحيات طيبة (لِ) منتو بن حرمون

القائد والفارس. كتبه اَسْد المرجع السابق، نقش رقم (5) .  

وهي نصوص ليست تذكارية فحسب، بل بعضها قبورية ومعمارية التصنيف. فبالنسبة إلى النصوص القبورية فإن أفضل نص يمثلها هو النص الذي لا يزال حتى يومنا الحاضر موجودًا في أحد أزقة الحي السكني القديم بدومة الجندل. وهو مكتوب على حجر تبلغ أطواله 64سم طولاً و 14سم عرضًا، لكن هذا النص المكون من ثلاثة أسطر بدأ يفقد تدريجيًا البقية الباقية من حروف كلماته؛ بسبب عوامل التعرية. وهو مكتوب داخل إفريز، ويشابه في أسلوب كتابته النقوش النبطية الجنائزية، التي تعود إلى فترة حكم الحارث الرابع الموجودة في المواقع التي سيطر عليها الأنباط، خصوصًا في الحِجْر، وتتمثل أهمية هذا النقش في أنه واحد من النصوص المؤرخة، فهو يعود إلى السنة الخامسة والثلاثين من حكم الحارث الرابع، الذي تولى الحكم سنة 9 ق.م حتى 40م؛ ما يعني أن النقش يعود إلى سنة 27م، بالإضافة إلى أن صاحب النقش قد ذكر سلالته، وهو أمر غير مألوف في النقوش النبطية، تقريبًا إلى الجد السابع؛ ما يرجح وصول هذه العائلة إلى سنة 150 - 125 ق.م وهو يقرأ على النحو الآتي:

1. ب ن هـ ق ب ر أ د ي (ب) ن ه س ل ي م و

ب ر م ي ن و ب ر ش ل م و ب ر م ن و ×× ب ر م و ز ي ب ر ت ي م و ل ن ف س هـ و ل ب ن و هـ ي

2. ل و (و) ل (ي) ل د هـ أ خ ر هـ ع ل م ع د ع ل م ب ي ر خ

س ي و ن س ن ت ث ل ث ي ن

و خ م س ل ح ر د ت م ل ك ن ب ط و ر ح م ع م هـ

3. و س ل ي م و ب ر ××× ب ر س ل م و (ع ب د) ل أ س ل م د

× ل × × أ أ

1. هذا القبر الذي بناه سَلِيم بن سَالِم بن مينو بن سَالِم بن م ن و ×× بن موزي بن تَيْم لنفسه ولأبنائه.

2. ل × ولأولاده (و) أحفاده إلى أبد الآبدين في شهر سيون، سنة خمس وثلاثين (من حكم) حارث ملك نبط، محب شعبه.

3. سَلِيم بن ××× بن سَالِم عمله يا (الله) اسلام د × ل × أ أ Op. Cit. Winnett, and Reed. Ancient Records. Inscription, No. 14. المعيقل، خليل إبراهيم، وسليمان بن عبدالرحمن الذييب. الآثار والكتابات النبطية في منطقة الجوف، مرجع سابق، نقش رقم (34). 

وبالنسبة إلى النصوص المعمارية فإن أهمها ما عُثر عليه في مدينة دومة الجندل، المكون من خمسة أسطر، وفيه يتحدث صاحبه مَالِك الكاهن (العراف) عن قيامه بترميم مع إضافة تحسينات على المعبد (م ح ر م ت أ) المبني في الأصل من قِبل غَانم رئيس الحامية العسكرية (المعسكر العسكري) بدومة الجندل لكي تقام فيه الطقوس الدينية الخاصة بالإله (ذو الشرى). وهو يقرأ كالآتي:

1. د أ م ح ر م ت أ د ي ب ن هـ غ ن م و ر ب

2. م ش ر ي ت ا ب (ر د) م س ف س ل ذ و ش ر أ إ ل هـ

3. ج ي أ أ د ي ب (د و م) ت و ح د ث ي ت هـ و أ و س ف

4. ب هـ م ل ك ف ت و ر أ د ي ب د و م ت ب ر ح ز ا

5. ب س ن ت خ م س ل م ل ك و م ل ك أ م ل ك ن ب ط و

1. هذا المعبد الذي بنى غَانم رئيس

2. المعسكر (الحامية) بن د م س ف س لذو شرى إله

3. ج ي أ أ بدومة، وحَدَثَ وأَضَاف

4. إليه مَالِك العَراف الذي بدومة بن حزأ

5. (وذلك) بسنة خمس (من حكم) الملك مَالِك ملك بنط Savignac, R. Starcky, J. “Une Inscription Nabatéenne Provenant du Djof”, Revue Biblique, vol. 64. 1957. المعيقل، خليل إبراهيم، وسليمان بن عبدالرحمن الذييب. الآثار والكتابات النبطية في منطقة الجوف، مرجع سابق، نقش رقم (69).  

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م