شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: مكة المكرمة
الباب: الآثار والمواقع التاريخية
الفصل: آثار ما قبل الإسلام
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالعزيز بن سعود الغزّي (أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود)
إعداد: أ.د. ناصر بن علي الحارثي (أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى)
التحكيم العلمي: أ.د. عادل بن محمد بن نور غباشي (أستاذ علم الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى) - د. سامر بن أحمد سحله (أستاذ آثار الشرق الأدنى المساعد بجامعة الملك سعود)

الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية

الصفحة الرئيسة » مكة المكرمة » الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية » الفصل الثاني: آثار ما قبل الإسلام » خامسًا: الموانئ

خامسًا: الموانئ

لم يشر علماء الآثار القدامى بصورة مباشرة إلى موانئ منطقة مكة المكرمة، على الرغم من أن طرق التجارة بين الشام والجزيرة العربية تمر بخط ساحلها كيليك، أليستر، وآخرون، «التقرير المبدئي عن مسح المنطقة الغربية»، أطلال، مرجع سابق، ع5، 46. .   ومع ذلك فقد عُرف بالمنطقة عدد من الموانئ التي نشأت قبل الإسلام جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام. ط2، (بغداد:جامعة بغداد، 1413 هـ/1993م)، جـ7، 272، 273. ،   ومن هذه الموانئ ميناء جدة الذي يبعد عن مدينة مكة المكرمة نحو 70كم غربًا أمانة مدينة جدة، جدة عروس البحر الأحمر: تقدم وحضارة. ط1، (القاهرة: الدار العربية للموسوعات، د. ت)، 68. .  

يرى عبدالقدوس الأنصاري أن هذا الميناء نشأ في القرن الثاني قبل الميلاد عبدالقدوس الأنصاري، موسوعة تاريخ مدينة جدة. ط1، (القاهرة: دار مصر للطباعة، 1402 هـ/1982م)، مج1، جـ1، 66، ويشير الموروث الشعبي المعاصر إلى أن قبر (مدفن) حواء يقع خارج سور مدينة جدة مما يلي باب مكة المكرمة، وإذا صح هذا الموروث الشعبي فهو دلالة على العمق التاريخي لاستيطان الإنسان مدينة جدة. ،   وذهبت دراسة إلى أنه اندثر بعد ذلك حتى أحياه الخليفة الراشد عثمان بن عفان عام 26هـ / 647م بـديلاً عن ميناء الشعيبة بدين، محمد، وعبدالرحمن كباوي. دراسات في آثار المملكة، مرجع سابق، 80. .  

أما من الناحية الأثرية فإن التطور الهائل الذي شهده ميناء جدة خلال العصر الإسلامي حال دون التحقق من أي أدلة أثرية يمكن أن نستنتج منها ما يفيد في معرفة نشأة الميناء وتطوره قبل الإسلام.

وفيما يتصل بالميناء الثاني فهو ميناء الشعيبة، الذي يقع جنوب غرب مكة المكرمة على مسافة 95كم منها الحارثي، ناصر. المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة، مرجع سابق، 106. ،   ويبعد نحو 50كم عن ميناء جدة من جهة الجنوب، وحسبما أشارت إليه الكثير من الروايات، فإن هذا الميناء كان من أهم موانئ الساحل الغربي للجزيرة العربية في العصور القديمة، مما جعله يصبح خلال فترة قبيل الإسلام ميناء مكة المكرمة الرئيس حمد الجاسر، في شمال غرب الجزيرة: نصوص، مشاهدات، انطباعات، (الرياض: دار اليمامة، 1401 هـ/1981م)، 174. .   كما تشير بعض الروايات إلى أن تلك الأخشاب اللازمة لعمارة الكعبة المشرفة وتدعيم سقفها في عهد قريش قد جُلبت من حطام سفينة ملاحية كبيرة كانت للروم أو لبعض ولاياتها في مصر أو الشام، قذفتها الأمواج على شواطئ هذا الميناء.

وبالنسبة إلى الموانئ الأخرى وبخاصة في تهامة، فعلى الرغم من كثرتها إلا أنه من الصعوبة في الوقت الحاضر تحديد نشأة معظمها، نظرًا لشح المعلومات في المصادر التاريخية عنها، وعدم إجراء مسح آثاري شامل أو إجراء أعمال تنقيبية للوصول إلى نتائج علمية صحيحة حول نشأتها وتطورها.

وقد استنتجت دراسة أن الموانئ التي يعود تاريخها إلى 5000 ق.م، أصبحت تحت الماء بعيدًا عن الشاطئ، فقد أثبتت الدراسات أن البحر الأحمر يتسع بمقدار 2سم في القرن الواحد، كما استنتجت الدراسة أيضًا أن الموانئ التي يعود تاريخها فيما بين عامي 5000 و 4000 ق.م، يمكن العثور عليها على السطح البيني للأرض النـزازة الغرينية القديمة وليس على خط الساحل الحالي، أما الموانئ التي يعود تاريخها إلى ما قبل 2000 ق.م، فهي موجودة على سطح الكثبان أو الأرض النـزازة المحاذية للشاطئ يوريس زارينس، وحمد البدر، «التنقيبات الأثرية جنوب تهامة، الموسم الثاني، بالإضافة إلى سهى 217 - 107 والشرجة 217 - 172 عام 1405 هـ/1985م»، أطلال، إدارة الآثار والمتاحف، ع10، (الرياض: 1406 هـ/1986م)، 49. .  

وإذا صح هذا الاستنتاج فهو يشير إلى سبب عدم معرفتنا لهذه الموانئ خصوصًا أن المصادر التاريخية ذكرت أسماء عشرات الموانئ القديمة بين موقعي جدة وحلي. وتجدر الإشارة إلى أن دراسة حديثة أشارت إلى أن معظم هذه الموانئ لم تكن موانئ بمفهوم الموانئ، وإنما مواقع بدائية مورست فيها مهنة صيد الأسماك لتوفرها فيها بكثرة كيليك، أليستر، وآخرون، «التقرير المبدئي عن مسح المنطقة الغربية»، أطلال، مرجع سابق، ع5، 46. ،   أو لأنها مواقع مناسبة لانطلاق قوارب الصيد ورسوها بها.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م