ب - الخطبة:

مرحلة الخطبة هي أولى مراحل الزواج، وهي الفترة التمهيدية التي تسبق عقد القران، ففيها يتم اختيار الفتاة المناسبة للشاب الذي يريد أن يتزوج، وبما أن الزواج كان محصورًا في غالبيته داخل الأسرة فإن العروس المختارة تكون في العادة معروفة من قِبَل أهل العريس وبخاصة والدته، وكانت مسؤولية القيام بالخطبة تقع على والد العريس الذي يقوم بمفاتحة والد العروس برغبته في خطبة ابنته لابنه، وكانت الخطبة وإتمام عقد النكاح (الملكة) تتم سرًا، ويُستدعى المملِّك إلى منـزل والد العروس، وقد لا يُؤخذ رأي الفتاة في خاطبها، كما أن من العادات الاجتماعية أن تختفي الفتاة عن أعين الرجال والنساء كافة - إلا الفتيات الصغيرات - حتى لو كانوا من أقرب المقربين لها طوال الفترة التي تعقب الخطبة وحتى ليلة الزفاف.

أما في الحالات التي يكون فيها الخاطب من خارج الأسرة فإن الأب غالبًا ما يرجئ الإجابة الحاسمة حتى يتقصى الموضوع، وكثيرًا ما يرغب الآباء في ذلك حتى لا يُقال: إنه يريد التخلص من ابنته أو كيلا تظهر حزازات في المستقبل بسبب الرفض المباشر. والسؤال عن الخاطب غالبًا ما يتركز في السؤال عن مدى التزام الخاطب بدينه وأخلاقه، وعن إمكاناته وأصل عائلته وبيئته، وبعد ذلك تكون الإجابة بالقبول أو الرفض. وفي حالة الموافقة يبعث والد الخاطب المهر ويسمى (السياق أو الجَهَاز) حسب إمكاناته دون أن يتباحث مع والد المخطوبة في ذلك مسبقًا، ومن النادر أن تطلب أسرة العروس زيادة في المهر أو ترده.

يتبع ذلك أن تقوم أم العروس بإعداد التجهيزات وشراء ما يلزم العروس لهذه المناسبة، كما تقوم بتوزيع الهدايا على الأقارب.