هـ - عقد القران:

القاعدة العامة عند عقد القران أن يجلس المأذون الشرعي مع العريس ووالد العروس أو ولي أمرها، وقبل الشروع في إجراءات العقد يتم التفاهم بين المأذون الشرعي ووالد العروس أو من ينوب عنه فيما يتعلق بالمهر المقدم منه والمؤجل، ثم يقوم بتسجيل بعض المعلومات اللازمة في دفتر العقود ويوقِّع فيه شاهدا العقد، ثم يبدأ في إلقاء خطبة النكاح، وهي مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ويمكننا أن نعرض للنص التقليدي المتعارف عليه في هذه الخطبة وهو: (الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه وسطوته، المرغوب فيما عنده، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الذي خلق الخلق بقدرته، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه وقد قال عز من قائل: سورة الفرقان الآية 54ﮢﮥﮔﰹﮡﮥ ﭓﭔﭑﯺﭕﰠﯤ ﮫﮩﭭﮞﭜﮤ ﭲﰠﮐﮪ ﭓﭔﭩﱉﭺﮩﭔﭑﰵﰠ ﭠﮟﰄﮬﯟﮊﭓ ﱊﮣﮖﮩﰹﮩﭓﮣﭖﰴﰍ ﮃﮞﯲﮬﭧﮉﭔ ﮢﮥﰊﰠﮗﱅﯞﮌﭓﭣ ﮢﮥﭞﮨﭕﮒﮤ ﯢﮥﭟﯦﭧﮩ ﭕﮣﯚﰠﯔﯞﮌﭓ ﰙﰞﰟﰘ الفرقان، آية: 54. .   فأمره يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قضاء قدره، ولكل قدر أجله، ويمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل في محكم آياته: سورة النساء الآية 1ﯔﮤﰌﰀﭗﮢﯚﯫﮛﮠﭔ ﭓﭔﭩﮊﯹﭔﯹﰳ ﭓﭔﭯﯿﭙﰱﮡﭓﭘ ﯢﮥﭟﯾﭣﰵﭾﰴ ﭓﭔﭑﯺﭕﰠﯤ ﮫﮣﭭﮞﭙﮣﭣﰵﭟ ﭲﮙﰠﮐ ﮂﰀﱐﱉﯸﭬ ﮢﮥﰋﮞﰠﯚﮩﮟﭫ ﮢﮥﮪﮩﭭﮞﭜﮤ ﭲﰠﮍﱈﮛﮠﭔ ﯨﮩﮢﱈﮏﮩﮗﮩﭔ ﮢﮥﭟﮤﮍﯴ ﭲﰠﮍﱈﮛﰶﭻﮥﭔ ﯢﰞﮐﮩﭕﮧﮊ ﭞﮨﮇﰠﯞﯟﮊﭓ ﮢﮥﮃﰟﯲﮬﭔﭑﰵﮋﭤ ﮢﮥﭓﭔﭯﯹﭙﰱﮡﭓﭘ ﭓﭔﭑﯺ ﭓﭔﭑﯺﭕﰠﯤ ﭯﮣﯲﮬﭔﭑﰵﮥﭩﰵﮡﮒﮤ ﭟﰟﮝﰠﰏ ﮢﮥﭓﭔﮫﭶﯢﱇﮞﮤﭕﮀﮤﭤ ﭙﰟﮒﯹ ﭓﭔﭑﯺ ﭞﮨﭕﮒﮤ ﰷﮤﭭﮞﯜﱉﭣﰵﭾﱇ ﯢﮥﭕﰠﯛﭦﮉﭔ ﰙﰛﰘ النساء، آية: 1. .   وقد جعل الله بالنسب الغريب قريبًا، والعدو صهرًا ونسبًا، وضَمِن الأرزاق بعدله، فقال تعالى: سورة النور الآية 32ﮢﮥﭖﮢﮂﭣﰖﮣﰰﮡﭓﭘ ﭓﭔﮫﭶﯔﮤﰌﭺﮩﯢﭤ ﭲﰠﮊﭣﰵﭿﱄ ﮢﮥﭓﭔﭩﰒﯳﰌﭭﰟﮣﰖﱍﱌﮤ ﭲﰠﮐﱅ ﰴﰠﭦﮤﭔﯛﰠﭞﰵﭟﱇ ﮢﮥﭙﰟﭲﮤﭔﭑﯽﰞﭦﰱﭾﱇﭤ ﭙﰟﮒ ﯔﮤﭣﰵﮡﮂﰸﮡﭓﭘ ﱊﰹﭙﮣﯞﮤﭓﭑﰵﮥ ﯔﰴﱄﱉﮉﰠﮗﰟﭾﰴ ﭓﭔﭑﯻ ﭲﰠﮐ ﱊﮣﰣﱅﭓﰟﭖﰠﰏﭣ ﮢﮥﭓﭔﭑﯻ ﮢﮥﰋﯪﰖﰽﰽ ﰷﮤﭭﰟﯛﭿﰣ ﰙﰜﰝﰘ النور، آية: 32. .   وقال تعالى: سورة الروم الآية 21ﮢﮥﭲﰠﮐﱅ ﰵﮥﭓﯔﮤﰌﭷﰠﮝﰠﰏﱐ ﭖﮢﮒﱈ ﮫﮩﭭﮞﭜﮤ ﭩﮣﭣﰵﭟ ﭲﮙﰠﮐﱅ ﭖﮢﮂﱐﰱﯲﰖﭣﰵﭾﱇ ﭖﮢﯨﱉﮢﮥﰋﮐﮋﭕ ﭩﮚﰠﭶﮤﯲﱄﭣﰵﮊﰴﮡﱏﭓﭘ ﭙﰟﭩﮣﯛﱉﮗﮩﭔ ﮢﮥﮏﮩﰹﮩﭰﯰ ﭟﮤﯠﱈﮊﮥﭦﰱﭾ ﭲﯹﮡﮥﯛﯹﮟﮊ ﮢﮥﯢﮥﮝﱅﭺﮩﮠﰋﭤ ﭙﰟﮒﯹ ﱌﰟﯣ ﯝﮣﰋﭩﰠﭧﮩ ﮩﮅﯔﮤﰌﭽﭫ ﭩﮚﰠﭙﮣﮡﱇﮁﭥ ﯔﮤﭷﮤﱐﮨﭣﯺﯞﰴﮢﮒﮤ ﰙﰛﰜﰘ الروم، آية: 21. .   وقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج) محمد بن إسماعيل بن بردزبه البخاري، صحيح البخاري كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، (تركيا: المكتبة الإسلامية، 1981م)، جـ 6، 117. .   وقد روي عن أنس أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهيًا شديدًا، ويقول: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) أخرجه محمد بن حبان البستني في صحيحه، تحقيق: شعيب الأرناؤوط. ط2، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1414 هـ / 1993 م)، كما في: الحافظ نور الدين الهيثمي، موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، كتاب النكاح، تحقيق: محمد عبدالرزاق حمزة، (بيروت: دار الكتب العلمية، د.ت)، 302، حديث رقم (1228)؛ والإمام أحمد بن حنبل الشيباني، في مسنده، (القاهرة: مؤسسة قرطبة، د.ت)، حديث رقم (12634)، جـ 3، 158. .   وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني) أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين في الحدث، كتاب النكاح، (بيروت: دار الكتب العلمية، د.ت)، جـ 2،161. .   وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين). ثم بعد ذلك يجمع المأذون الشرعي بين يد العريس ويد والد العروس أو من ينوب عنه ويلقنه صيغة العقد بقوله:

"أنكحتك موكِّلتي فلانة بنت فلان (ويذكر اسمها) البكر (أو الثيب) على صداق كذا (أو يقول على الصداق المسمى بيننا) على كتاب الله وسنة رسوله ويرد عليه العريس بقوله: "قبلت نكاحها لنفسي بذلك" عبدالإله أحمد عبدالجبار، ''عادات وتقاليد الزواج بالمملكة العربية السعودية''، دراسة ميدانية أنثروبولوجية حديثة، (الرياض: مكتبة تهامة، 1983م)، 182، 183. .   بعد ذلك يقوم الحاضرون من أقارب العروسين بالتبريك للعريس والدعاء له في جو تسوده البهجة والسرور، ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن عقد القران غالبًا ما يكون في منـزل أهل العروس، ويقتصر الاحتفال على حضور الأقرباء المقربين جدًا، وبعد انتهاء مراسم عقد القران يتناول الجميع وجبة يقوم أهل العروس بإعدادها إكرامًا للعريس والمأذون، وتكون عادة من الأرز واللحم أو غيرهما.