شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: الاحتفاء بالمناسبات الدينية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل العاشر: الاحتفاء بالمناسبات الدينية » ثالثًا: الإعداد لرحلة الحج

ثالثًا: الإعداد لرحلة الحج

يحرص الناس على أداء فريضة الحج مرة واحدة في العمر، وإن كان بعضهم يحرص على تكراره رغبة في الأجر أو الحج عن أحد الوالدين أو الأقارب، ويبدأ الاستعداد للحج بإعداد الراحلة وتجهيزها وتجهيز الزاد الخاص بالحاج من طعام وشراب، ويتم تجهيز المستلزمات والمواد الغذائية في وقت مبكر قبل الرحلة، وقبل حلول شهر شوال تكون جميع هذه المستلزمات جاهزة.

تستغرق رحلة الذهاب إلى الحج من 15 - 30 يومًا، ومغادرة الحجاج مناسبة مهمة قد تدخل في تاريخ المواليد ومواعيد المكاتبات التجارية وغيرها لما لها من أهمية تظل عالقة في أذهان الناس لفترة طويلة. وخلال رحلة الحج يحمل كل بعير في قافلة الحجاج - إضافة إلى صاحبه - زاده الذي يشكل حمل البعير كاملاً من المواد الغذائية والمستلزمات الشخصية للحاج، وأحيانًا يكون على البعير الواحد الحاج ورديفه أي زوجته أو قريبته التي تريد أداء فريضة الحج معه. وأثناء رحلة الحج يمشي الشباب على أقدامهم بعض المسافات لكي يريحوا ركائبهم ثم يمتطونها مسافة مماثلة، ومسافة المشي على الأقدام ليست محددة، فقد تطول هذه المسافة وبخاصة إذا كانت الإبل هزيلة فيُكتفى بحملها للمتاع فقط.

يُعد يوم مغادرة الحجاج إلى مكة المكرمة يومًا مشهودًا يتذكره الكبار والصغار جميعًا، فإذا اقترب موسم الحج انقسم الناس ما بين فريق يتلهف للخروج إلى الحج لأداء الفريضة، وفريق آخر يستعيد ذكرياته عن حج سابق، ويحن إلى معاودته، وفريق ثالث يشتاق ولا يملك إلا توديع المغادرين لأداء الحج ممنيًا نفسه أن يكون العام المقبل مكانهم.

وبعد الوداع الذي قد يطول بين الحجاج وذويهم رجالاً ونساءً وأطفالاً تبدأ رحلة الحج الطويلة المتعبة، ويقصد الحجاج طرقًا تتوافر فيها المياه من قرى وآبار حتى يتسنى لهم أن يشربوا ويسقوا رواحلهم، وخلال الرحلة تمشي الإبل الهوينى لأنها محملة، ويمكن وضع وصف تفصيلي لرحلة الحج على النحو الآتي:

في الصباح الباكر يمشي الحجاج ما شاء الله لهم أن يمشوا حتى يأتي وقت الضحى الكبير وهو نحو الساعة العاشرة والنصف صباحًا، بعد ذلك ينـزل الحجاج عن الإبل ويعقلونها ويتركونها ترعى بقربهم، ويسمُّون هذه المرحلة (مضحى)، وخلال هذه الفترة يتناول الحجاج طعام الغداء ويستريحون إلى ما بعد صلاة الظهر بساعة، ثم يحضرون الرواحل ويحمّلونها ويركبون عليها أو يمشون حتى صلاة المغرب، ثم ينـزلون عن رواحلهم ويقيدونها ويتركونها ترعى بقربهم حتى يظلم الليل، ثم يجمعونها ويعقلونها ويضعون لها العلف وتُسمى هذه المرحلة (المعشى)، ويحضِّرون عشاءهم وينامون حتى موعد صلاة الفجر فيصلونها، ويقوم بعضهم بالمشي فترة من الليل، وتسمى هذه المرحلة (مسرى)، وبعضهم الآخر يسير بعد أداء صلاة الفجر، وتستمر الرحلة على هذا المنوال حتى يصلوا إلى مكة المكرمة.

" بعد وصول الحجاج إلى مكة وأداء مناسكهم وفراغهم من الحج يشترون احتياجاتهم من الهدايا التي سوف يقدمونها لأقاربهم من مكة المكرمة، ويهتم الحجاج بصفة خاصة بهدايا الأطفال مثل المزامير والصفارات والخواتم والقلائد... إلخ التي سوف يوزعونها على الأطفال عند عودتهم التي ينتظرها الأطفال بفارغ الصبر، ويكون السير في رحلة العودة أسرع لأن الإبل أخف أحمالاً لذلك تختصر المدة الزمنية بيوم أو يومين عن رحلة الذهاب.

يبشر الناس بقدوم الحجاج عندما يصل البشير في أول شهر محرم أو منتصفه وتعم الفرحة القلوب ويدخل السرور إلى النفوس، وما إن يصل الحجاج إلى أهليهم حتى تنتشي قلوب الأطفال بالفرحة ويبدؤون بالطواف على الحجاج في بيوتهم للحصول على الهدايا التي يكون لها أثر كبير وقيمة عظيمة لدى الصغار، ثم يأتي الكبار لكي يهنئوا الحجاج بسلامة الوصول والدعاء لهم بالقبول والتعرف على أخبار رحلتهم وما صادفهم منها " السويداء، عبدالرحمن بن زيد. نجد في الأمس القريب، مرجع سابق، 181 - 183. .  

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م