ثالثًا: رتبة الرئيسيات (Order Primates)

- البابون (الرباح) (papio hamadryas):
البابون - الرباح

وهو من عائلة سعادين العالم القديم (Ceroprthecide)، ويعد النوع الوحيد الموجود من هذه الرتبة في الجزيرة العربية، وينتشر في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة وفي اليمن فقط، ويصل انتشاره في المملكة إلى منطقة الطائف شمالاً، ولكنه بدأ في السنوات الأخيرة ينتشر على امتداد جبال الحجاز حتى وصل إلى منطقة وادي الفرع 150كم جنوب المدينة المنورة خالد بكر كمال، الحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية - الثدييات. ط1، (جدة: شركة المدينة للطباعة والنشر، 1410 هـ )، 150. .  

وذكور البابون أكبر من الإناث حجمًا، ووجه الحيوان خال من الشعر، وللذكر عرف من الشعر يمتد من الرأس ويتدلى على الكتفين، وتكون مؤخرة الحيوان خالية من الشعر، وذات لون قرمزي قاتم، والذيل طويل، وتوجد خصلة شعرية في نهايته، وعادة ما يكون مرفوعًا أثناء الحركة والجري.

ويعيش البابون في جماعات كبيرة نسبيًا تصل من 40 - 60 فردًا، وفي الغالب يقودها ذكر مسيطر هو قائد الجماعة ومجموعة من الإناث والصغار، ويستوطن البيئات الجبلية والأودية، ويلجأ إلى السفوح الوعرة خلال الليل للمبيت في أمكنة آمنة من المفترسات.

ولجماعة البابون تركيب اجتماعي مميز؛ إذ يقود الذكر المسيطر القطيع إلى أمكنة التغذية، وتكون له الأولوية في الحصول على الغذاء إذا توافر، ثم تليه الإناث ثم الصغار وأخيرًا الذكور. كما يقوم بتحذير القطيع في حالة الخطر، وفي أوقات الراحة يعمل الأفراد على تنظيف بعضهم بتخليص الشعر من القمل والقراد العالق، كما تقوم الصغار باللعب مع بعضها؛ وبذا تتكون الروابط الاجتماعية بين أفراد الجماعة.

يتكاثر البابون طوال العام، وتستمر فترة الحمل نحو ستة أشهر، وتلد الأنثى صغيرًا أو صغيرين بجلد وردي وفراء أسود، وتبلغ الإناث خلال 4 سنوات، والذكور خلال 5 سنوات.

ويبحث عن الغذاء في الصباح والمساء، ويتغذى على ثمار النباتات مثل: النبق، وجمع السنط، والأزهار البرية، وقد تغير نمط التغذية عنده في العقود الأخيرة بسبب زيادة كمية المواد الغذائية التي ترمى حول المدن؛ حيث يجد في هذه الأمكنة ضالته من الغذاء الوفير والمتنوع، وقد غيّر هذا العامل نمط انتشار النوع وتكاثره، ما أدى إلى زيادة الأعداد، وبالتالي التأثير المباشر على المحصولات الزراعية، ونقل الأمراض، وإزعاج سكان القرى والمدن؛ ما يستوجب العمل على التحكم في طرق التخلص من النفايات والمواد الغذائية للتحكم في أعداد البابون وتقليل ضرره على السكان.