شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: جازان
الباب: الحياة الفطرية
الفصل: الثدييات
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. أحمد بن حمد الفرحان (أستاذ علم الأحياء بجامعة الملك سعود)
إعداد: أ.د. عوض بن متيريك الجهني (أستاذ علم الحيوان بجامعة الملك سعود)
التحكيم العلمي: أ.د. جمعان بن سعيد عجارم (أستاذ علم الحيوان بجامعة الملك سعود)-أ.د. عبدالله بن محمد الأنصاري (أستاذ علم النبات بجامعة الملك سعود)-أ.د. عثمان بن عبدالله الدوخي (أستاذ علم الحيوان بجامعة الملك سعود)-أ.د. محمد بن صالح اليوسف(أستاذ علم الطفيليات بجامعة الملك سعود)

الباب الثامن: الحياة الفطرية

الصفحة الرئيسة » جازان » الباب الثامن: الحياة الفطرية » الفصل الثاني: الثدييات » سابعًا: رتبة اللواحم (Order Carnivora)

سابعًا: رتبة اللواحم (Order Carnivora)

تضم رتبة اللواحم مجموعة كبيرة من الأنواع تصل إلى نحو 14 نوعًا في المملكة تشملها خمس عائلات هي: العائلة الكلبية مثل: الذئاب، والثعالب، وعائلة العرسيات ومنها الظربان، وعائلة الزباديات ومنها الزريقاء والنمس، وعائلة الضباع ومنها الضبع المخطط والعائلة القطية التي تشمل القطط والوشق والنمر العربي، وتعد أنواع عائلة القطط قليلة العدد ومهددة بالانقراض.

- الذئب العربي (Canis lupus):

يوجد من الذئب العربي سلالتان في الجزيرة العربية؛ شمالية كبيرة الحجم وأخرى جنوبية أصغر حجمًا، والذئب من عائلة الكلاب التي تضم الثعالب وابن آوى، وتتبع رتبة الضواري، وهو صغير الحجم؛ إذ يصل وزنه إلى 20كجم تقريبًا، وارتفاع كتفه 70سم عن الأرض، وأطرافه طويلة، ويصل ذيله إلى عقبيه، ويكسوه شعر خشن، ونهاية الذيل سوداء.

يوجد الذئب في جميع مناطق المملكة عدا الربع الخالي وبعض أجزاء من صحراء النفود، ويكثر في جبال الحجاز ووسط المملكة، ويعد حيوانًا ليلي المعيشة؛ إذ ينشط عند الغروب بحثًا عن الغذاء، وعادة ما يكون في جماعات للمساعدة في القبض على فريسة، بينما يستقر في مخبئه في الكهوف والجحور خلال النهار ولا يخرج إلا نادرًا.

ويتغذى الذئب على ما يصيده من حيوانات فقارية مثل الماشية والثعالب والكلاب، وقد يهاجم حيوانات كبيرة مثل الحمير عندما يكون في مجموعات، وقد يلجأ إلى الحيوانات الميتة أو المقتولة على الطرق عندما لا يجد ما يصيده، ويعتمد على حاسة الشم؛ إذ يشم على مسافة 2كم أو أكثر Kingdon, Jonathan. Arabian Mammals: A Natural History London: Acadimic press. 1991. p. 77. .  

وقد يعيش الذئب وحيدًا، أو في جماعة، وعادة ما تتكون الجماعة من زوج وجيل أو جيلين من أبنائهما، ويتكاثر الذئب في الشتاء، وتستمر فترة الحمل شهرين، وتلد الأنثى بين 3 و 7 جراء، وترضع الأم صغارها أكثر من شهرين، وعند عمر سنة يصبح الذئب بالغًا قادرًا على التزاوج.

وعلى الرغم من انتشاره الواسع في جميع المناطق تقريبًا إلا أن أعداده قليلة نسبيًا لارتباطه بالإنسان منذ القدم وافتراسه لحيواناته خصوصًا في البادية؛ إذ يتعرض إلى القتل بشكل مستمر؛ مما يؤدي إلى تدني أعداده في كثير من المناطق.

- الثعلب الأحمر (Vulpus vulpus):

من العائلة الكلبية التي تتبع رتبة الضواري، وهو أحد نوعين من الثعالب التي توجد في المملكة، ويعرف عند العامة بـ (أبو حصين) وهي كنيته.

ويعد أكبر الثعالب حجمًا، إذ يصل طوله إلى متر تقريبًا، وطول الذيل 40سم تقريبًا، وهو رشيق ويكسو جسمه فراء ناعم محمر، وله ذيل طويل ينتهي بخصلة بيضاء، ويتميز بوجود شعر أسود خلف الأذن.

ويعيش الثعلب في المناطق الصحراوية في السهول والأودية، ولكنه يفضل القرب من المناطق السكنية للإنسان لتوفر الغذاء، وله قدرة كبيرة على الاختفاء، وتجنب الوقوع في الأسر، كما أنه بارع في الحصول على الغذاء باتباع أساليب خدع تدل على ذكاء ومكر.

ويستقر داخل جحره خلال النهار، وينشط بحثًا عن الغذاء خلال الليل، ويستخدم حاسة الشم القوية لتحديد مكان الغذاء، ويتغذى تغذية مختلطة، فقد يأكل الطيور والثدييات الصغيرة، كما يأكل الثمار والخضراوات.

وتتكاثر الثعالب خلال الشتاء، وتضع الإناث من 4 - 6 جراء في بداية فصل الربيع بعد فترة حمل تستمر شهرين، وغالبًا ما تقضيها الأم في جحرها منفردة، وتتخاطب الثعالب فيما بينها بوساطة الرائحة؛ حيث تضع البول والبراز في أمكنة محددة ضمن مناطق معيشتها لتحذير الأفراد الأخرى وإبعادها.

ويشكل الثعلب مشكلة اقتصادية لكثير من المزارعين وسكان البادية؛ إذ يقتل الدواجن وصغار الماشية، كما أنه يتعرض إلى عدد من الأمراض التي تصيب الضواري مثل داء الكلب الذي يمكن أن ينتقل إلى الإنسان، ويعيش مدة عشر سنوات تقريبًا.

- الظربان (الغريري أو آكل العسل) (Mellivera capensis):

وهو حيوان من عائلة العرسيات (MustelidaeK)، مميز بلونه البني القاتم أو الأسود مع وجود خط أبيض أو مصفر عريض على منتصف الظهر، ويصل طول الجسم من 80 - 90سم، وله ذيل قصير، ويصل وزنه من 6 - 12كجم، وأطرافه الأمامية قوية تنتهي بمخالب طويلة قادرة عل الحفر، وأرجله الخلفية ضعيفة، وله جلد سميك يوفر له الحماية من أعدائه.

ويوجد الظربان في معظم مناطق المملكة وبخاصة في الأودية والمناطق الجبلية، وهو متكيف للمعيشة في البيئات الجافة لقدرته على التحمل، وهو نشط وفعال خلال النهار، كما ينشط في الليل وبخاصة في فصل الصيف، ويسكن الجحور والشقوق في الليل، ويتغذى تغذية مختلطة، ولكنه يفضل الحيوانات الفقارية واللافقارية، كما يأكل الحيوانات الصغيرة والبيض والسحالي والثعابين، ويعد من ألد أعداء مربي العسل التقليديين؛ حيث يحفر المناحل ويسطو على أقراص العسل ويدمرها، ويتلف المنحل بسبب بقاء رائحته القوية في المكان؛ إذ لا يعود النحل حتى تزول الرائحة، ويوفر له جلده السميك الحماية من لدغ النحل عند مهاجمة المناحل، ويعتمد بشكل رئيس على أطرافه الأمامية القوية ومخالبه الطويلة في الحفر والبحث عن الفرائس في الجحور والشقوق. ويعيش الظربان وحيدًا، ويستخدم غدد الرائحة في تحديد مناطق معيشته لحمايتها وتجنب المنافسين، كما أنه يستخدم غدة الرائحة العجزية في نشر رائحة قوية تنفر الأعداء وتبعدهم.

يتكاثر الظربان خلال فصل الشتاء، وتستمر فترة الحمل مدة ستة شهور تلد الأمهات بعدها من 2 - 4 صغار تعتني بهم بمفردها، ويعمر الظربان نحو عشرين عامًا.

- النمس أبيض الذنب (Ichneumia albicauda):

من عائلة الزباديات (Viverridae)، ويشبه الثعلب أو الكلب في شكله العام، وله أرجل طويلة، وأذنان طويلتان، ولون فرائه أسمر مصفر، وينتشر على الساحل الغربي من المملكة من جدة إلى اليمن جنوبًا.

ويتغذى على الحشرات والزواحف وبيض الطيور، وهو ليلي المعيشة، وقد ينتج رائحة قوية من غدته العجزية للدفاع عن نفسه وإبعاد الأعداء وبخاصة الكلاب، وتضع الإناث من 2 - 4 من الصغار العمياء العارية الضعيفة، ولكنها تنمو بسرعة.

- الضبع (Hyaena hyaena):

الضبع يتبع العائلة الضبعية، ويعرف بـ (الضبع المخطط) لوجود خطوط سوداء على جوانب جسمه تميزه عن الضبع المنقط الذي ينتشر في إفريقية، ويمتاز الضبع ببنيته القوية، وأرجله الأمامية الطويلة، وأسنانه الكبيرة القوية القادرة على تهشيم العظام وفتح الجماجم، ويغطي الجسم شعر كثيف ذو لون رمادي، ويستطيع الحيوان نصب شعر العرف الموجود على الرقبة لإخافة الأعداء، كما أن له دورًا في الاتصال مع أفـراد النوع.

ويعيش الضبع في المناطق الصحراوية والأودية والحرات داخل الكهوف والجحور، وقد يوجد قريبًا من المناطق الزراعية، ويعد ليلي المعيشة؛ إذ يخرج ليلاً للبحث عن الغذاء، حيث يتغذى على الحيوانات الصغيرة من الثدييات والزواحف، وقد يهاجم قطعان الماشية فيقتل أكثر من واحد، كما يأكل بقايا الحيوانات الميتة والفضلات، وله قدرةٌ على استخلاص مواد غذائية من العظام الجافة، ويتحمل العطش فترات طويلة، ويحصل على احتياجاته المائية من فرائسه ومن بعض الخضار الذي يتغذى عليه.

يتكاثر الضبع في فصل الشتاء، وتستمر فترة الحمل مدة 80 يومًا تقريبًا، وتلد الأنثى من صغيرين إلى أربعة في كل مرة، وتولد الصغار عمياء، وتعتني بها الأم فترة عام تقريبًا.

وللضبع أهمية بيئية كبيرة؛ إذ يخلص البيئة من المواد والبقايا غير المستفاد منها، ويحصل منها على غذاء مفيد؛ وبذا فهو يعيد استخدام هذه المواد مرة أخرى، بالإضافة إلى ذلك يصيد بعض البادية الضبع لعدد من الاستخدامات الطبية؛ لذا فهو يتعرض للصيد بشكل مستمر.

- القط البري (Felis silvestris):

من العائلة القطية، وهو أحد أربعة أنواع من عائلة القطط التي لاتزال توجد بأعداد قليلة في المملكة، ويشبه القط المستأنس، ولكنه أكبر حجمًا؛ إذ يصل طوله إلى 85سم، وطول الذيل 40سم، ويميل لونه إلى الرمادي الباهت مع وجود خطوط سوداء على الوجه وجانبي الجسم، كما توجد على الذيل حلقات سوداء، وينتهي الذيل بخصلة سوداء، ويوجد بشكل واسع في أجزاء متعددة من المنطقة، ولكنه يفضل مناطق السهول المفتوحة والمناطق الصخرية، ويعيش في الجحور والشقوق.

وتقضي القطط البرية معظم النهار في الجحور، وتنشط في البحث عن الغذاء خلال المساء، وتتغذى على القوارض والزواحف والثدييات الصغيرة مثل الأرنب والوبر، وتعتمد على حاسة البصر والشم لتحديد فرائسها، ويتم التكاثر خلال معظم أوقات العام، ولكنه يتركز في أوقات توافر الغذاء، وتضع الأنثى من 3 - 5 صغار غير قادرة على الحركة خلال شهر، وقد تعمر القطط البرية إلى 15 سنة.

ويعد القط البري أحد الحيوانات الفطرية الجميلة في البيئات الرملية، وعلى الرغم من أنها توجد بأعداد قليلة في بيئاتها الطبيعية إلا أن ذلك لم ينقذها من استمرار الصيد؛ لذلك تعد مهددة بالانقراض.

- الوشق (Caracal caracal):

يسمى (عناق الأرض)، وهو ثاني أكبر العائلة القطية في المملكة من رتبة الضواري، يشبه في شكله العام القط، ولكنه كبير الجسم؛ إذ يصل طوله إلى 140سم تقريبًا، وطول الذنب 31سم، ويصل وزنه إلى 20كجم تقريبًا، ويميل لون الجسم إلى الرمادي المحمر، وللحيوان رأس ضخم، وأذنان طويلتان عليهما خصلة شعرية يصل طولها إلى 6سم.

ويستوطن الوشق المناطق الجبلية والأودية والسهول المفتوحة، ويستقر في الشقوق والجحور الآمنة، وهو حيوان ليلي يسير مسافات طويلة في بيئته بحثًا عن الغذاء وحيدًا أو في أزواج، ويتغذى على الطيور والأرانب والوبر والقوارض وصغار الغزلان.

ويتكاثر الوشق في الربيع، وتولد الصغار في بداية الصيف، وتلد الأنثى 2 - 6 جراء بعد فترة حمل تستمر نحو 10 أسابيع، وقد يعمر الحيوان نحو 17 سنة، وعلى الرغم من وجوده بأعداد قليلة في مناطق انتشاره إلا أنه يقتل الماشية في بعض المناطق؛ لذلك يقوم مربو الماشية بقتله؛ مما يشكل خطرًا على بقائه.

- النمر العربي (Panthera pardus nimr):

من العائلة القطية (Felidae)، وهو قط ضخم يمتاز بوجود بقع تشبه الوردة تغطي الجسم، ويعد النوع الذي يوجد في الجزيرة العربية من أصغر الأنواع في مجال انتشار النمر من غرب إفريقية حتى الشرق الأقصى، وللنمر رأس ضخم وأرجل قصيرة قوية، والأصابع تنتهي بمخالب قوية، ويبلغ طول الجسم ما يقارب 2م، ويشكل الذيل منها 66 - 80سم تقريبًا، ولون الشعر مصفر باهت أو ترابي، أما البقع فسوداء اللون، ويصل وزنه إلى نحو 40كجم، ويوجد النمر العربي على امتداد سواحل البحر الأحمر من ضباء شمالاً حتى اليمن، كما يوجد في عمان وشرق الإمارات، وقد تناقصت أعداده في مناطق انتشاره بشكل كبير نتيجة للقتل وقلة الفرائس التي يتغذى عليها.

وينشط النمر خلال المساء والليل، ويبحث عن طرائده بالسير مسافات طويلة قد تصل من 20 - 25كم في الليلة، وقد تكون ندرة الغذاء سبب ذلك، وهو حيوان حذر شديد الحساسية، يراقب مكان معيشته باستمرار، وعادة ما يختار الشقوق والكهوف البعيدة في المناطق المرتفعة من الجبال للابتعاد عن خطر المفترسات والإنسان، ويتغذى النمر على عدد كبير من الفرائس المتوافرة في بيئته مثل الوعول والغزلان، ولكن أغلب فرائسه الوبر والأرانب لتوافرها في بيئته.

تتكاثر النمور في فصل الشتاء؛ حيث تتجمع الذكور والإناث، ويسمع لها صوت مثل صوت القطط، وغالبًا ما ترتبط الأنثى بذكر، ويتم تكوين المقاطعات بوساطة الذكور، وتتم حمايتها من الذكور الأخرى وبقية الحيوانات حتى انتهاء فترة التزاوج، وذلك بوساطة التبول أو التعليم على جذوع الأشجار، وتستمر فترة الحمل نحو 100 يوم، وتلد الأنثى من 2 - 6 جراء غير قادرة على الحركة، وتفتح عيونها بعد عشرة أيام، وتفطم بعد ثلاثة شهور، وتصل إلى مرحلة البلوغ بعد عامين، وتشكل الأمراض والمفترسات التي تفتك بالصغار عاملاً مهمًا في التحكم في أعداد النمور.

يتعرض النمر في الوقت الحاضر إلى ضغط شديد من جراء أنشطة الإنسان وتأثيره على البيئات التي يعيش فيها؛ إذ قضى الصيادون على معظم الطرائد التي تشكل غذاءً أساسيًا له مثل: الوعول، والغزلان؛ ولذا فقد اضطر النمر إلى البحث عن الغذاء حول التجمعات القروية ومساكن البادية، وقد أدى هذا إلى مطاردته وقتله من قبل مربي الماشية؛ فتناقصت أعداده بشكل كبير؛ مما ينذر بانقراضه من مواطنه الطبيعية في المملكة.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م