شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: مكة المكرمة
الباب: الآثار والمواقع التاريخية
الفصل: آثار العصور الإسلامية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالعزيز بن سعود الغزّي (أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود)
إعداد: أ.د. ناصر بن علي الحارثي (أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى)
التحكيم العلمي: أ.د. عادل بن محمد بن نور غباشي (أستاذ علم الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى) - د. سامر بن أحمد سحله (أستاذ آثار الشرق الأدنى المساعد بجامعة الملك سعود)

الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية

الصفحة الرئيسة » مكة المكرمة » الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية » الفصل الثالث: آثار العصور الإسلامية » ثالثًا: العمارة » المباني الدينية

أ - المباني الدينية:

من أهم هذه المباني: المساجد، والمقابر، والأربطة، والمدارس.

1 - المساجد:

أ) المسجد الحرام: فوزية حسين مطر، تاريخ عمارة الحرم المكي الشريف إلى نهاية العصر العباسي الأول. ط1، (جدة: تهامة، 1402 هـ/1982م)، 87.  

لم يكن المسجد الحرام مبنيًا على النحو المشاهد حاليًا بعد، بل كان مساحة فضاء غير محاطة بجدران وتحيط بها البيوت الشارعة مباشرة على المكان الأزرقي، أبوالوليد. أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، مرجع سابق، جـ2، 68، 69؛ أبوعبدالله محمد بن إسحاق الفاكهي، أخبار مكة المكرمة في قديم الدهر وحديثه، تحقيق: عبدالملك بن دهيش. ط2، (بيروت: دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع، 1414 هـ/1994م)، جـ2، 157، 158؛ حسين بن عبدالله باسلامة، تاريخ عمارة المسجد الحرام بما احتوى من مقام إبراهيم وبئر زمزم والمنبر وغير ذلك. ط3، (جدة: تهامة للنشر والتوزيع)، 15، 16. ،   وظل كذلك حتى عهد الخلفاء الراشدين، وتمت أول الأعمال المعمارية فيه في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أمر في عام 17هـ / 638م بإحاطة هذه المساحة بجدار من الحجرارتفاعه أقل من القامة بأبواب في أضلاعه الأربعة الأزرقي، أبوالوليد. أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، مرجع سابق، جـ2، 68، 69؛ الفاكهي، أبوعبدالله. أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، مرجع سابق، جـ2، 157، 158؛ باسلامة، حسين. تاريخ عمارة المسجد الحرام، مرجع سابق، 15، 16. ،   ثم في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه برزت الحاجة إلى إجراء توسعة للمسجد الحرام، بالنظر إلى ما نتج عن الفتوحات الإسلامية من عودة الفاتحين إلى مكة المكرمة، فضلاً عن ازدياد عدد الحجاج والمعتمرين القادمين من الأقاليم الإسلامية الأخرى، فأمر رضي الله عنه في عام 26هـ / 647م بهدم البيوت التي كانت شارعة على المسجد وأدخلها فيه المرجع السابق، 17، 18. .  

وفيما يتعلق بالعهد الأموي فقد أجريت للمسجد الحرام توسعتان مهمتان: أولاًهما تمت بأمر عبدالله بن الزبير رضي الله عنه عام 65هـ / 685م، إذ زيـد في المسجد من الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية الأزرقي، أبوالوليد. أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، مرجع سابق، جـ2، 69 - 71؛ الفاكهي، أبوعبدالله. أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، مرجع سابق، جـ2، 159 - 161؛ باسلامة، حسين. تاريخ عمارة المسجد الحرام، مرجع سابق، 23، 24. ،   أما التوسعة الأخرى فتمت سنة 91هـ / 710م، بأمر الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك، الذي نقض عمارة والده وأعاد عمارة المسجد مرة أخرى بأروقة جعل لها أعمدة من الرخام جلبها من الشام ومصر، حلاها بصفائح من الذهب، وسقفه بالخشب الساج المزخرف، كما ألبس نصف الجدران من الداخل من أسفل بالرخام، وجعل له شرافات، ومظلات لمزيد من التفاصيل، انظر: الباب الثاني (التطور التاريخي)، الفصل الثالث. .  

وقد شهد المسجد الحرام في العهد العباسي خمس توسعات مهمة، الأولى كانت في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور الذي شاهد في حـج 137هـ / 754م صغر مساحة المسجد الحرام، فأمر بتوسعته، كما أمر أيضًا ببناء مئذنة في الركن الغربي من الجدار الشمالي، وبلغت هذه الزيادة ضعف مساحة المسجد الحرام، كما كسا جدرانه من الداخل والخارج بالرخام، وأمر أيضًا بزخرفة قبابه من الداخل بالفسيفساء والذهب، وقد تم الانتهاء من هذه التوسعة عام 140هـ / 757م الأزرقي، أبوالوليد. أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، مرجع سابق، جـ2، 71، 72؛ الفاكهي، أبوعبدالله. أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، مرجع سابق، جـ2، 161، 162؛ باسلامة، حسين. تاريخ عمارة المسجد الحرام، مرجع سابق، 25، 27. .  

وقد سجلت هذه التوسعة في نقش كتابي فوق باب إبراهيم الذي كان يعرف باسم باب بني جمح ذكر نصه الأزرقي على النحو التالي: المرجع السابق، جـ2، 64 - 165.  

"بسم الله الرحمن الرحيم. محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا. ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين. أمر عبدالله أمير المؤمنين أكرمه الله بتوسعة المسجد الحرام وعمارته والزيادة فيه نظرًا منه للمسلمين واهتمامًا بأمورهم، وكان الذي زاد فيه الضعف عما كان عليه قبل، وأمر ببنيانه وتوسعته في المحرم سنة سبع وثلاثين ومائة، وفرغ منه ورفعت الأيدي عنه في ذي الحجة سنة أربعين ومائة بتيسير أمر الله، بأمر أمير المؤمنين ومعونة منه له عليه وكفاية منه له وكرامة أكرمه الله بها، فأعظم الله أجر المؤمنين فيما نوى من توسعة المسجد الحرام وأحسن ثوابه عليه، فجمع الله تعالى له به خير الدنيا والآخرة، وأعز نصره وأيده ".

ثم لما حج المهدي عام 160هـ / 776م زاد في مساحة المسجد من جهاته الشمالية والجنوبية والغربية، وبنى أروقة جديدة وسقفه بخشب الساج، واستحدث أبوابًا جديدة خمسة، هي: باب دار شيبة بن عثمان، وباب بني عبدشمس الذي عرف باسم باب بني شيبة، وباب دار القوارير، وباب النبي صلى الله عليه وسلم، وباب العباس بن عبدالمطلب، وتم الانتهاء من هذه التوسعة عام 164هـ / 780م مرجع سابق، جـ2، 164، 165. .  

ولما حج الخليفة نفسه عام 164هـ / 780م شاهد أن مخطط المسجد الحرام غير مربع، وأن الكعبة لم تعد تقع في وسطه، بسبب عدم إجراء توسعة له من الجهة الجنوبية، فرأى ضرورة تعديل هذا الوضع بتوسعة المسجد الحرام من هذه الجهة، ولكن قيل له إن من هذه الجهة يمر وادي إبراهيم، ومن الصعب إدخال الوادي في المسجد دون تحويل مجرى السيل باتجاه الدور، فأمر بهدم الدور وتمت التوسعة مطر، فوزية. تاريخ عمارة الحرم المكي الشريف إلى نهاية العصر العباسي الأول، مرجع سابق، 143 - 145. .   وقد تم الانتهاء منها عام 167هـ / 783م، كما في أربعة نقوش نفذت على بعض الأعمدة الرخامية بالرواق الجنوبي المرجع السابق، 146 - 153. .  

وفيما يتعلق بالتوسعة الرابعة للمسجد الحرام في العهد العباسي فتمت في عهد الخليفة المعتضد بالله عام 281هـ / 894م، فأدخلت دار الندوة في المسجد الحرام، وكان محلها رحبة باب الزيادة في الجهة الشمالية من المسجد، فقد عمرها وجعل لها أساطين وطاقات وأروقة مسقوفة بالساج المزخرف، وفتح لها اثني عشر بابًا بستة عقود ضخمة بينها ستة عقود صغيرة، كما بنى فيها منارة، وقد تم الفراغ من هذه التوسعة عام 283هـ / 896م فوزية حسين مطر، «تاريخ عمارة المسجد الحرام من العصر العباسي الثاني حتى العصر العثماني»، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة أم القرى، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، قسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية، (مكة المكرمة: 1400 هـ)، 17 - 23، 26. .  

أما التوسعة الخامسة والأخيرة للمسجد الحرام في العهد العباسي فكانت عام 306هـ / 918م في عهد الخليفة المقتدر بالله، فقد أمر بإدخال رحبة باب إبراهيم وما يتبعه من الأروقة في المسجد من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية لتشكل أروقة متساوية، فيما لم يتم عمل رواق من الجهة الغربية للزيادة، كما عملت للأروقة الثلاثة أساطين منحوتة من الحجر مطر, فوزية حسين. «تاريخ عمارة المسجد الحرام من العصر العباسي الثاني حتى العصر العثماني»رسالة دكتوراه غير منشورة، مرجع سابق، 28 - 31. .   ثم بعد هذا التاريخ لم تجر في المسجد الحرام أي توسعة، بل اقتصر الأمر على إصلاحات وترميمات تمت من قبل بني رسول في اليمن والمماليك في مصر باسلامة، حسين. تاريخ عمارة المسجد الحرام، مرجع سابق، 69، 78، 260 - 369. .  

أما في الحكم العثماني فقد شهد المسجد الحرام أعظم عمارة، فقام السلطان العثماني سليم الثاني عام 979هـ / 1571م بإعادة عمارة المسجد الحرام وتوسعته، وتسقيفه بالقباب، وقد تم الانتهاء من هذه العمارة في أواخر عام 984هـ / 1576م باسلامة، حسين. تاريخ عمارة المسجد الحرام، مرجع سابق، 82 - 98؛ مطر، فوزية حسين. تاريخ عمارة المسجد الحرام، رسالة دكتوراه غير منشورة، مرجع سابق، 410 - 481. ،   وقد سجل تاريخ هذه العمارة في مجموعة من النقوش الكتابية في مواضع مختلفة من المسجد الحرام مع إبقاء العثمانيين على النصوص التأسيسية ونصوص التجديدات والترميمات والإصلاحات التي تمت قبل عهدهم في مواضعها بالمسجد.

ب) مسجد البيعة:

يقع مسجد البيعة في السفح الجنوبي لجبل ثبير المطل على منى من الناحية الشمالية في شعب عرفت باسم: (شعب الأنصار) أو (شعب البيعة) الأزرقي، أبوالوليد. أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، مرجع سابق، جـ2، 207؛ ناصر بن عبدالله البركاتي، ومحمد نيسان سليمان مناع، دراسة تاريخية لمساجد المشاعر المقدسة: مسجد الخيف - مسجد البيعة بمنى. ط1، (جدة: دار المدني للطباعة والنشر والتوزيع، 1408 هـ/1988م)، 231.   أو شعب العقبة، إذ يشاهده الصاعد مما يلي مكة المكرمة باتجاه جمرة العقبة على يساره قبل وصوله الجمرة بنحو تسعمئة متر تقريبًا الحارثي، ناصر. المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة، مرجع سابق، 177؛ سعاد ماهر محمد، «بعض الكتابات التذكارية في العصر العباسي بمكة المكرمة»، الدارة، دارة الملك عبدالعزيز، س4، ع2، (الرياض: رجب 1398 هـ/يونيو 1978م)، 50. .  

أنشئ هذا المسجد في عهد الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور سنة 144هـ / 761م، في الموضع الذي تمت فيه بيعة العقبة الثانية الفاسي، تقي الدين. شفاء الغرام، مرجع سابق، جـ1، 420، 421. ،   وذلك تخليدًا لذكرى هذه البيعة التي نتج عنها هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين من مكة المكرمة إلى المدينة (يثرب)، وتأسيس الدولة الإسلامية، وانتشار الإسلام في أرجاء المعمورة الحارثي، ناصر. المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة، مرجع سابق، 177. .  

وقد سجل تاريخ إنشاء هذا المسجد وأسباب إنشائه في نصين تأسيسيين على الرخام، أحدهما في الجدار الغربي (القِبْلة)، على يمين الواقف أمام المحراب من الخارج، والآخر على يساره مؤرخ عام 144هـ / 761م، وفيما يتصـل بالنص التجديدي الذي يؤرخ لعمارة مسجد البيعة في عهد الخليفة العباسي المستنصر بالله سنة 629هـ / 1232م، أشار الفاسي إلى أنه كان ملقيًا حول المسجد وقد ثبت في الجدار الجنوبي المرجع السابق، 177؛ الفاسي،تقي الدين. شفاء الغرام، مرجع سابق، جـ1، 420. .  

وقد وصف الفاسي مسجد البيعة في زمنه بقوله:

"وصفة هذا المسجد رواقان كل منهما مسقوف بثلاث قبب على أربعة عقود وخلفها رحبة، وله بابان في الجهة الشامية وبابان في الجهة اليمانية، وطول الرواق المتقدم من الجهة الشامية إلى الجهة اليمانية ثلاث وعشرون ذراعًا، وعرضه أربع عشرة ذراعًا، والرواق الثاني نحو ذلك، وطول الرحبة من جدارها الشامي إلى اليماني أربع وعشرون ذراعًا ونصف ذراع، وعرضها ثلاث وعشرون ذراعًا ونصف ذراع، وطول المسجد من محرابه إلى آخر الرحبة ثمان وثلاثون ذراعًا وسدس ذراع، والجميع بذراع الحديد، وأبواب كل رواق - التي يدخل منها إلى الأرض - ثلاثة وأكثر، هذا المسجد الآن متخرب، وكان تحرير ما ذكرنا بحضوري" الفاسي، تقي الدين. شفاء الغرام، مرجع سابق، جـ1، 421. .  

ج) مسجد بيعة الرضوان:

اشتهر بمسجد الشجرة بالحديبية المعروفة اليوم بالشميسي البلادي، عاتق. معجم معالم الحجاز، مرجع سابق، جـ2، 246، 247. ،   وهي الشجرة التي تمت تحتها البيعة بين المؤمنين والرسول صلى الله عليه وسلم قبل إبرام صلح الحديبية مع قريش، في الموضع الذي نـزلت فيه الآية الكريمة: ﭿ الفتح، آية: 18. .  

لا يزال هذا المسجد قائمًا في موضعه، ولكنه في حالة سيئة، فإن آخر عمارة له كانت قبل ثلاثين سنة، وقد حالت بعض الظروف دون إتمام عمارته حسين عرب، «المساجد المأثورة في مكة المكرمة»، المنهل، دار المنهل للصحافة والنشر المحدودة، س56، مج51، ع475، (جدة: الربيعان 1410 هـ/أكتوبر ونوفمبر 1989م)، 57. ،   تهدم فناؤه، ورواق قبلته، وأجزاء من جدرانه الخارجية، ولم يتبق منه سوى جزء صغير الحارثي، ناصر. المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة، مرجع سابق، 179. .  

د) مسجد حَدَّاء:

يقع هذا المسجد في حداء الواقعة في منتصف طريق مكة المكرمة - جدة القديم، مستطيل الشكل، أبعاده 50×40م تقريبًا، تهدمت أجزاء كثيرة منه، وعلى الرغم من ذلك فقد حافظ على تخطيطه العام، بني النصف الأمامي منه في منخفض من الأرض بحكم طبيعة الموقع الذي بني فيه؛ لذلك يلاحظ أن الجدران الخارجية لرواق القبلة أكثر ارتفاعًا من بقية الجدران، كما بنيت من أسفلها بشكل مائل لكي لا تنهار الجدران عند اندفاع السيول في هذا المنخفض، ولوحظ أيضًا أن المحراب المجوف الذي يتوسط جدار القبلة يبرز عن سمت الجدار المائل. وقد كان رواق القبلة مسقوفًا بقباب لم يبق منها إلا قبة واحدة، وفضلاً عن ذلك زينت الحافة العلوية لجدران المسجد بشرافات كل واحدة منها على شكل عقد مدبب مصمت. ويدخل إلى هذا المسجد من عدة مداخل، اثنان بكل من الجدارين الشمالي والجنوبي لرواق القبلة مما يلي جدار القبلة، ومدخل كبير في منتصف الجدار الغربي. ويلفت النظر في هذا المسجد أيضًا تجصيص ما بين الأحجار من الخارج، مما أكسبه مظهرًا جماليًا أخاذًا.

هـ) مسجد الروضة:

مسجد صغير الحجم، مستطيل الشكل، أبعاده 7.35×15.10م، وسمك جدرانه 85سم، لا يزال قائمًا في موضعه بالروضة في وادي فاطمة، وقد بني في أواخر الحكم العثماني بأحجار بازلتية غطيت بطبقة من الجص والنورة، طرازه المعماري يختلف عن طراز مساجد المنطقة، فقد سقف بأربعة سقوف نصف برميلية، كما لا توجد له مئذنة، وتبرز من جوانبه دعامات مستطيلة نهاياتها العلوية مائلة إلى الخارج ترتفع بارتفاع جدران المسجد، وبه محرابان معقودان، يبرزان إلى الخارج على شكل مستطيل المقطع أبعاده 1.35م×35سم يعلو كلاً منهما عقد مدبب. والمسجد له مدخلان معقودان بعقد في الجدار الشمالي مما يقابل المحرابين، أما النوافذ فعددها ثمانٍ؛ كل اثنتين مجاورتان لركن من أركان المسجد الرسيني، إبراهيم، وآخرون، «مسح الرسوم والكتابات الصخرية في منطقة مكة المكرمة»، أطلال، مرجع سابق، ع16، 140، 141. .  

و) مسجد الشافعي:

يقع في حارة المظلوم بجدة، وكان يسمى الجامع العتيق، وهناك اختلاف في سنة بنائه الحارثي، ناصر. المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة، مرجع سابق، 185. ،   فقيل: في عهد عمر بن الخطاب، وقيل في عهد السلطان المظفر يوسف الرسولي 647 - 694هـ / 1249 - 1295م صاحب اليمن، وقيل إنما أعاد عمارته، ثم جدد عمارته عام 944هـ / 1537م تاجر هنـدي اسمه الخواجة محمد علي عثمان عبدالقادر بن أحمد فرج، كتاب السلاح والعدة في تاريخ بندر جدة، تحقيق وترجمة ودراسة: أحمد بن عمر الزيلعي وريكس سميث. ط1، (المملكة المتحدة: جامعة درهام، مركز دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية، 1984م)، 51، 52. ،   ولعله من أقدم مساجد جدة وأجملها من حيث البناء، ويتكون هذا المسجد من رواقين، قبلة ومؤخرة وصحن مكشوف بينهما، ويدخل إليه من بوابة رئيسة في جداره الجنوبي الغربي، وبأسفل المسجد صهريج لحفظ المياه، كما أن له محرابًا ضخمًا، ومئذنة مضلعة على دورين كل منهما ينتهي بشرفة، سطح الشرفة العلوية على شكل قبة، تنتهي من أعلاها بشكل أسطواني تتخلله انبعاجات، أما نهايتها فعلى شكل قبة كروية مضلعة مثبت بأعلاها جوسق المئذنة النحاسي الذي ينتهي في أعلاه بشكل هلال. لا يزال هذا المسجد في حالة جيدة وإن أجريت فيه عدد من الترميمات في العهد السعودي.

ز) مسجد المدهون:

سمي بذلك نسبة للجبل الذي بني المسجد بأسفله، كما يعرف باسم مسجد القنطرة، لقنطرة كانت أمامه، ومسجد المحجوب، يقع بأسفل الجانب الشمالي الشرقي من الجبل. وهو مسجد متهدم، له محراب مجوف، يبدو من الخارج مستطيل الشكل وسقفه البارز عن سمت الجدار مائل إلى الأمام على غرار مسجد الموقف أو الكوع، بحيث تنساب مياه الأمطار على سطحه، ولا سيما أن الميزاب يقع بأعلى المحراب، أما مئذنته فتتميز بشكلها الأسطواني المتدرج، وتنتهي في أعلاها برقبة في رأسها قبة شبه بصلية الشكل مسلوبة ومضلعة من أعلاه، ويصعد إلى أعلى المئذنة عن طريق باب في الجهة الشمالية الشرقية، بوساطة درج حلزوني الحارثي، ناصر. مدخل إلى الآثار الإسلامية في منطقة الطائف، مرجع سابق، 46. .  

ح) مسجد عبدالله بن عباس:

يقع أسفل جبل المدهون بالطائف، وقد بناه عبدالله بن عباس رضي الله عنه عند قدومه الطائف، أما بناؤه القائم حاليًا فيرجع إلى أواخر الحكم العثماني. وهو مربع الشكل تقريبًا، في مؤخرته فناء مستطيل الشكل، يدخل إليه من الطرف الجنوبي بالجدار الشرقي. أما المسجد فيدخل إليه من باب بمنتصف الجدار الشرقي للمسجد، يحف به نافذتان مستطيلتا الشكل، وينقسم المسجد إلى بائكتين بينهما جدار به ثلاث فتحات معقودة، ويقع المحراب في منتصف الجدار الغربي على محور باب المدخل، وهو مجوف الشكل، ومتوج بعقد مفصص، ويبرز عن سمت الجدار من الخارج بمقدار متر واحد، ومن الملاحظ تهدم الجدار الشمالي للمسجد الحارثي، ناصر. مدخل إلى الآثار الإسلامية في منطقة الطائف، مرجع سابق، 44. .   ويقع قبر هذا الصحابي الجليل في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م