ب - العمارة التقليدية:

لا تكاد تخلو قرية أو مدينة في المنطقة من نواة قديمة متميزة عن العمران الحديث، وما يميزها بوضوح هو مادة البناء التي تتكون من الطين مع استخدام الحجارة والأخشاب وتلاصقها الذي يجعلها كتلة واحدة تربطها دروب وأزقة ضيقة، وقد يحيط بها سور طيني ذو أبراج دفاعية، ومع التحول إلى بناء مساكن واسعة بمواد حديثة هجرت تلك المباني أو تحولت لاستخدامات ثانوية، هذه المساكن تحكي بساطة الحياة وطعمها في الماضي القريب ولا تختلف كثيرًا عما كان سائدًا في المنطقة لآلاف السنين كما دلت عمليات التنقيب، فهي خبرة عريقة تناقلتها الأجيال، ويطيب للكثيرين العودة إليها وتخيل ما كانت عليه حياة الآباء والأجداد، وقد أثار الحنين إليها بعض السعوديين لدرجة بناء مجالس واستراحات بل ومساكن على هذا الطراز وتخصصت بعض المؤسسات في تنفيذ طريقة البناء بالطين وتطويرها، في حين حافظ بعضهم على مساكنهم القديمة بإعادة ترميمها.

والمواقع المهمة في هذا المجال كثيرة تستعصي على الحصر، ويستطيع الزائر بأقل جهد رؤية أمثلة عليها في كل مستوطنة سكنية تقريبًا، غير أن هشاشة الطين وسرعة تدهور البناء عند هجره جعلت الكثير منها في حالة متدهورة، وقد قامت بلديات المنطقة ووكالة الآثار التي ضمت إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار بترميم نماذج كثيرة من هذه المباني، وتسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى حل هذه المشكلة ولو جزئيًا بتوظيف أهم هذه المباني في السياحة.

ويمكن أن تعد آثار الدولة السعودية التي سبق ذكرها جزءًا متطورًا من العمارة التقليدية، وهنا بعض أهم المواقع الأخرى:

1 - ثادق القديمة:
بلدة ثادق القديمة

هي بلدة مهمة شمال مدينة الرياض على طريق تاريخي مهم، وتحوي نواة قديمة هجرها السكان، وضمن هذه النواة سوق قديمة تروي أهميتها التجارية السابقة، وبها قصور قديمة طينية مميزة تحيط بها المزارع وتربطها سكك متعرجة.

2 - سدوس:
بلدة سدوس

بلدة تاريخية قديمة جدًا إلا أن نواتها القديمة لا تختلف كثيرًا عن البلدات النجدية الأخرى، وقد اندثر معظمها، وتتميز بمبانيها الطينية التي تمثل الطراز المعماري التقليدي لمباني المنطقة الوسطى، وتتميز بكونها أحد النماذج المتبقية في المنطقة على الرغم من تداعي أجزاء منها.

3 - قصر ساقة:

يقع في أعالي وادي الغيل بالأفلاج، ويعرف الوادي بوادي حراضة، والمحافظة بها مبانٍ طينية قوية ظلت مسكونة إلى عهد قريب، ومن أهم بقاياها الأثرية قصر من الطين واللبن عمره نحو 150 عامًا، ومساحته نحو 300م حالته جيدة عدا بعض أجزائه، وبالقرب منه بئر ماء وبرج للمراقبة، وفي أجزائه العلوية فتحات للتهوية والدفاع، وفي واجهته برجان ارتفاع كل منهما 10م، وارتفاع جدرانه نحو 7م المرجع السابق، 67. .  

4 - قصر الحسوات بالأفلاج:
قصر الحسوات بالأفلاج

مشيد من الطين واللبن جنوب السيح الجنوبي، ساحته واسعة، وفي داخله بئر، وحالته العمرانية جيدة، عدا بعض الغرف المتهدمة، وتوجد فتحات في بعض جدرانه للتهوية.

5 - برج الدلم وسوره:
برج الدلم وسوره

بلدة الدلم من أهم بلدات واحة الخرج، ولها أحداث تاريخية مهمة في تاريخ توحيد الدولة السعودية وبقي من آثارها سور طيني ارتفاعه نحو 3.5م يحيط ببلدة الدلم القديمة، وبه برج دائري الشكل ارتفاعه نحو 8م، وكان يستخدم لحماية البلدة، وقد رممته وكالة الآثار والمتاحف آنذاك.

6 - مرقب جلاجل:
مرقب جلاجل

يقع على يمين الطريق المتجه شمالاً؛ وقد تم ترميمه حديثًا، وهو برج طيني قديم بأساس حجري كان يستخدم للمراقبة والدفاع، ويقع على رابية صغيرة ارتفاعها نحو 15م عما حولها، وشكله دائري، ويشرف على مدينة جلاجل، وهو نموذج يتكرر في مواضع كثيرة من نجد.

7 - مرقب جبل منيخ:
مرقب جبل منيخ

برج من الطين بأساس حجري، مبني على تل جبل منيخ المشرف على البلدة القديمة لمدينة المجمعة التي عرفت تاريخيًا بالفيحاء، ويحيط به سور من الجهة الغربية، ويطل على المجمعة، وكان يستخدم للمراقبة والدفاع، وهو كبير نسبيًا وتم ترميمه وتحسين الربوة التي يقع فوقها، وهناك أمثلة كثيرة لمثل هذا البرج في مختلف بلدات نجد القديمة ونضعه هنا مثلاً لها.

8 - سد السبعين:
سد السبعين

سد حجري بفتحات وساحات، بناه أمير روضة سدير رميزان بن غشام ويتميز بتصميم مميز تعلوه فتحات، وقصة بنائه يتناقلها الناس.

9 - سوق أشيقر:

من الأسواق التقليدية القديمة التي تتكون من دكاكين صغيرة في مبانٍ طينية تحيط بساحة مربعة الشكل، وقد تسمى السوق بالمجلس؛ لأن تجار البلدة يجلسون فيها لعقد الصفقات، وشراء ما يجلبه الناس من حاضرة وبادية.

10 - مسجد أشيقر القديم:
مسجد أشيقر القديم

مسجد قديم في البلدة القديمة لمدينة أشيقر، رُمم عددًا من المرات، كان آخرها عام 1418هـ / 1997م، وتحيط به منازل طينية قديمة متهدمة وهو مثال للمساجد النجدية القديمة.

11 - مسجد أثيثية القديم:

تم ترميمه بالكامل، وهو مسجد جميل يتميز بطراز مختلف قليلاً عن المساجد المعهودة في نجد، ويضم بئرًا صغيرة (ركيّة) وميضأة، وهو غير مستخدم حاليًا نظرًا لانتقال السكان إلى حي جديد.

12 - سور الحوطة الجنوبي:
سور الحوطة الجنوبي

سور الحوطة مثال آخر للأسوار الدفاعية التي كانت تحيط بالبلدات النجدية، ويبلغ ارتفاعه ما يقارب ثلاثة أمتار، وبه أبراج للمراقبة وهو مبني من الطين، ويوجد قرب السور قصر كان يستخدم للتخزين.

13 - صلبوخ القديمة:
صلبوخ القديمة

بلدة تقع شمال مدينة الرياض، وتحوي نواة طينية مغلقة لكنها متهدمة، بقيت منها ساحة البلدة والمسجد وبعض المنازل، وخارج النواة القديمة مبانٍ انتقالية من الطين والحجر هجرت بدورها وما زالت محافظة على جزء كبير من مبانيها.

14 - بلدة الغاط القديمة:
بلدة الغاط القديمة

تقع شمال شرق الرياض بنحو 260كم، وتبعد عن الغاط الحديثة نحو 3كم جنوبًا، وتتكون من مجموعة من المباني السكنية والمساجد والأسوار، بُنيت جميعها وفق الطراز المعماري التقليدي في المنطقة، وتقع في حضن جبال طويق التي تشرف عليها، وقد هجرها السكان إلى مساكن حديثة، وتحيط بها المزارع التقليدية، ومن أهم معالمها على الإطلاق قصر الإمارة القديم الذي يقع في وسطها، ويتكون من طابقين، ويمتاز القصر بطرازه المعماري والزخرفي المميز في المنطقة، وبمحافظته على عناصره المعمارية والزخرفية الداخلية والخارجية؛ ما يؤهله ليكون معلمًا سياحيًا مميزًا في الغاط.

15 - مزرعة العذيبات بالدرعية:

يحيط بها سور جيد مبني بالحجارة والطين، وهي من مزارع الدرعية القديمة، وبها منـزل تقليدي وبئر ومنشآت أخرى، وتم ترميمها بالكامل لتصبح نموذجًا للمزارع التقليدية في وادي حنيفة ولقيت عناية كبيرة من مالكها كونه أحد أبرز المهتمين بالتراث العمراني في المملكة.

16 - طريق القِدِّية القديم:

هو عقبة قديمة في جبل طويق يمكن للدواب والمشاة عبورها، وقد رصفت ثناياها بالحجارة وتم تأمينها بجدران استنادية حجرية، وتقع غرب مدينة الرياض ويؤمها الكثير من السياح والمقيمين.

17 - طريق المجصص:

عقبة قديمة في جبل بشعيب الكلية في نعام ويشبه طريق القديّة التاريخي.