شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الآثار والمواقع التاريخية
الفصل: آثار العصور الحجرية
رئيس اللجنة العلمية: أ. د. عبدالعزيز بن سعود الغزّي ( أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود )
إعداد: أ.د. عبدالعزيز بن سعود الغزّي ( أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود )
التحكيم العلمي: أ.د. عادل بن محمد نور غباشي ( أستاذ علم الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى ) - د. سامر بن أحمد سحله ( أستاذ آثار الشرق الأدنى المساعد بجامعة الملك سعود )

الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية » الفصل الأول: آثار العصور الحجرية » ثانيًا: آثار العصر الحجري الحديث » المعثورات الأثرية

ب - المعثورات الأثرية:

تكثر الأدوات الحجرية بجوار منشآت معمارية في وادي الأحيسي حيث توجد المنشآت المذيلة، ومنشآت مذيلة ألحقت بها منشآت أخرى.

وتتكون الأدوات الحجرية من أدوات مستعملة من قطع الحجارة، أو الرقائق الحجرية، والقطع الصغيرة، وشفرات مشحوذة نادرة، وكاشطات، ورقائق رؤوس سهام. وكان قد عثر في الموقع رقم 207 / 72 في وادي حرض على كمية كبيرة من الحصى في مكان واحد؛ ما يدعو إلى الظن بوجود مواقد صغيرة، وبعض المباني الأخرى المؤقتة. وبالإضافة إلى ذلك تظهر الأحجار المتصدعة والمتشققة بفعل النيران بكثرة في عدد من المواقع؛ ما يدل على وجود مواقد زارينس، يوريس، وآخرون، '' التقرير المبدئي لمسح المنطقة الوسطى '' ، أطلال، مرجع سابق، ع3، 29. .   ووجدت كذلك أدوات على شكل نصال ذات أكتاف مشحوذة الوجهين، وشظايا ورقية، وأخرى ثنائية الوجه، كبيرة الحجم، ونصال ذات سيلان، ومكاشط، وعدد من القدائم، والفؤوس الحجرية المصقولة والمشحوذة، وشظايا من الزجاج البركاني.

وتميزت صناعات العصر الحجري الحديث في هذه المواقع بوجود نطاق واسع من أشكال أحادية وثنائية الوجه مصنوعة بالترقيق الخفيف أو المضغوط، بالإضافة إلى عناصر متناهية الصغر من الشظايا والنصال المثلمة بشحذ حول طرف واحد منها. وتعود صناعة هذه الأدوات إلى فترة بين 9000 و 4000 ق.م تقي الدباغ، الوطن العربي في العصور الحجرية. ط1، (بغداد: دار الشؤون الثقافية العامة، 1408 هـ / 1988 م)، 131؛ زارينس، يوريس، وآخرون، '' التقرير المبدئي لمسح المنطقة الوسطى '' ، أطلال، مرجع سابق، ع3، 25. .   وعثر أثناء مسح المنطقة عام 1399هـ / 1979م على عدد من المواقع التي أرخت إلى العصر الحجري الحديث، ومنها الموقع رقم 207 / 38 الواقع في مركز سدوس، وعدد من المواقع في محافظة ضرماء. وتشتمل المادة الآثارية على: نويات الأحجار، والنصال، والمثاقب، والمكاشط، والشظايا. وتؤرخ تلك المادة إلى فترة ما بعد العصر الحجري الحديث، كما تؤرخ إلى فترة تسبق الألف الخامس قبل الميلاد. وتعود إلى هذه الفئة أدوات وجدت في موقعين في الدوادمي الدباغ، تقي. الوطن العربي في العصور الحجرية، مرجع سابق، 122. .  

وتشتمل الأدوات الحجرية على الرؤوس المدببة من ذات النصل والشوكة مشحوذة الوجهين، وأطراف على شكل نصال ذات أكتاف مشحوذة الوجهين؛ بعضها مشحوذ بدقة كبيرة وله أكتاف زاوية، وأطراف مسننة، وأطراف طويلة مدببة الوجه سميكة إلى حدٍّ ما عند المقطع المستعرض؛ ونصال، وشوك لها أطراف مستديرة من الحجر البازلتي الأخضر العريض مشحوذ الوجهين، ورقائق ورقية مشحوذة الوجهين، بعضها مدببة الطرفين، ولبعضها طرف واحد مستدير، ولبعضها الآخر طرفان مستديران؛ ورقائق ثنائية الوجه زارينس، يوريس، وآخرون، '' التقرير المبدئي لمسح المنطقة الوسطى '' ، أطلال، مرجع سابق، ع3، 23. ،   ورقائق لها طرف مستدير وآخر مدبب، والنصال ذات السيلان، أي مشطوفة الجانبين، ورقائق ذات أسنان صغيرة، ونصال لها ظهور، وسكاكين من الخشب المتحجر، ورقائق لها ما يشبه الأجنحة، وقدائم؛ وفؤوس حجرية مصقولة ومشحوذة، بعضها مصقول كليًا وبعضها مصقول على الحافة المرجع السابق، 24. ،   وعدد من رقائق الزجاج البركاني الأسود، وشظايا من الزبديات المصنوعة من الحجر الصابوني. ويمكن أن تؤرخ هذه الصناعات إلى ما بين 9000 و 4000 سنة مضت، وهي الفترة الزمنية التي سادت خلالها ظروف مناخية معتدلة المرجع السابق، 25. .  

وعثر على الصخور التي شققتها النيران وحصى الأفران، كما عثر على أصداف بيض النعام المكسورة، وعدد من الأدوات الحجرية مثل: القطع الحجرية المستهلكة، والمكاشط، والرقائق، ورؤوس السهام رمحية الشكل، والشفرات، والمخلفات الناتجة عن تصنيع هذه الأدوات، وأدوات طحن، ورحي، وكثير من تلك الموجودات في الموقع 207 / 79 مصنوع من الجرانيت، وشظايا دقيقة لعظام حيوانات متحللة.

ووجدت خرزة من القنوس أو الصدف، وقطعة زخرفية نحتت ببراعة من الصدف، وهناك قطعة صغيرة من الخبث عثر عليها في الموقع رقم 207 / 102 ما يوحي بوجود صناعات نحاسية بدائية. كما وجد في الموقع رقم 207 / 102 كِسر من الفخار الأحمر الخشن بحبيبات كبيرة، ويمثل الموقع رقم 207 / 102 مجموعة متأخرة في العصر الحجري الحديث في المنطقة زارينس، يوريس، وآخرون، '' تقرير مبدئي عن مسح منطقة الرياض '' ، أطلال، مرجع سابق، ع6، 30. .  

لقد استفاد الإنسان خلال العصر الحجري الحديث من أنواع كثيرة من الصخور في صناعة أدواته، ولعل أكثرها شيوعًا، الحجر البازلتي الأخضر، وحجر الشيرت الأبيض والأصفر والبني، وحجر الكوارتزيت الرقيق، وحجر الجرانيت المرجع السابق، 19. ،   والزجاج البركاني المرجع السابق، 25. .  

وتتميز الأدوات الحجرية في هذا العصر بوجود نطاق واسع من أشكال أحادية وثنائية الوجه. وتتمايز القطع في تقنية صناعتها وإنهائها، ووجدت قطع لم تكتمل صناعتها فأهملت؛ ما يدل على أنها صناعة محلية المرجع السابق، 24. .  

وبالنسبة إلى تأريخ وتشخيص هذه الأدوات والمواقع في المنطقة، فقد اعُتمد على عدد من المعايير العلمية الدقيقة. فأما تشخيص المواقع، فقد تم بموجب أنماط الأدوات الحجرية، وتقنية صناعتها، إضافة إلى المنشآت الحجرية التي يُظن أن لها صلة بإنسان العصر الحجري الحديث.

وأما بالنسبة إلى التأريخ، فقد كان عن طريق كربون 14، ومقارنة الأدوات الحجرية بمثيلاتها من المواقع الأخرى المؤرخة بالعصر الحجري. وقد نفذت تحاليل كربون 14 على عينات من الأصداف والترسبات المتفحمة من الموقعين 211 / 4 و 212 / 44 الواقعين في محافظة وادي الدواسر، وكلاهما أعطى تاريخًا من أوائل الألف السادس قبل الميلاد؛ فقد أعطت العينة المأخوذة من الموقع رقم 211 / 4 تاريخًا هو 5726 سنة قبل الميلاد زارينس، يوريس، وآخرون، '' تقرير مبدئي عن مسح منطقة الرياض '' ، أطلال، مرجع سابق، ع6، مرجع سابق، 25. .   أما العينتان المأخوذتان من الموقع رقم 212 / 44 فقد أعطتا تاريخين هما 5727 و 5725 سنة قبل الميلاد المرجع السابق. .  

وبالنسبة إلى المقارنات فقد أجراها يوريس زارينس وآخرون عام 1399هـ / 1979م، وذكروا فيها أن الصناعات الحجرية في منطقة الرياض تتسم بالاستقلالية، إلا أن هناك بعض الصفات المشتركة مع صناعات سادت في بلدان الشرق الأدنى القديم وأرخت بشكل جيد ومنها السهام مشحوذة الوجهين، وذات السيلان، والشوكية التي ذكروا أنها سمة مميزة لصناعات أواخر العصر الحجري الحديث والعصر النحاسي في فلسطين بتاريخ يراوح بين 8000 و 6000 سنة، وفي الربع الخالي الذي تحدد تاريخه بوساطة كربون 14 بالألف الرابع قبل الميلاد. والقطع المشحوذة من الوجهين التي ذكر أنه يمكن مقارنتها بأمثلة من شبه الجزيرة القطرية، ومواقع في شرق المملكة العربية السعودية بتاريخ يعود إلى 6000 سنة قبل الميلاد. ويمكن أن تتطابق رؤوس السهام البيضاوية المصغرة، والطويلة الرفيعة، مع صناعات النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد خارج الجزيرة العربية المرجع السابق، 26. .  

ومما لا شك فيه أن التعاصر الزمني بين مواقع العصر الحجري الحديث، والأدوات التي عُثر عليها فيها أو حولها واضح، حيث وجد عدد من المنشآت في صفراء حقيل عُثر في داخلها على أدوات حجرية هويلن، نورمان، وجمال الدين سراج علي، '' حفرية في المواقع الآشولية '' ، أطلال، مرجع سابق، ع8، 16. ،   كما عثر على مواقع عند جذوع جبال في وادي الدواسر عليها رسوم محزوزة؛ ولذا ظُنّ أن من قام بحز الرسوم هم من استخدموا الأدوات الحجرية، وهو الشيء الذي يعني تعاصر الرسوم المحزوزة مع الأدوات ومستخدميها زارينس، يوريس، وآخرون، '' التقرير المبدئي لمسح المنطقة الوسطى '' ، أطلال، مرجع سابق، ع3، 25. .   وفي وادي الأحيسي تكثر الأدوات الحجرية حول المنشآت المذيلة، أي المنشآت الملحق بها منشآت أخرى، ويظهر أن بعض تلك المواقع مصادر للمادة الخام، وبعضها الآخر أمكنة لتصنيع الأدوات زيارة ميدانية. .  

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م