شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: مدخل عام
الباب: الحياة الفطرية
الفصل: ـ
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالعزيز بن سعود الغزّي
إعداد: أ.د. عبدالله بن ناصر الوليعي ( أستاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن محمد الهزّاع ( أستاذ علم وظائف الأعضاء بجامعة الملك سعود ) - أ.د. عبدالله بن مساعد الفالح ( أستاذ علم الأحياء الدقيقة بجامعة الملك سعود )

الباب العاشر: الحياة الفطرية

الصفحة الرئيسة » مدخل عام » الباب العاشر: الحياة الفطرية » أولاً: النُّظم البيئية في المملكة » البيئات الأرضية الطبيعية » الصحارى الرملية

8 - الصحارى الرملية:

تغطي الصحارى الرملية ما يقرب من 780.000كم من الجزيرة العربية، وفي المملكة تشكل كل من صحراء الرُّبْع الخالي وصحراء النُّفُود الكَبِير مناظر جذابة لهواة السياحة البيئية؛ ففي شرق صحراء الرُّبْع الخالي ترتفع الكثبان الرملية 300م فوق مستوى السطح الذي تتراكم فوقه، في حين تنتشر الكثبان الرملية الطولية بطول 100كم أو أكثر في غربي الرُّبْع الخالي عبدالله بن ناصر الوليعي، بحار الرمال في المملكة العربية السعودية، (الرياض: 1417 هـ)، 99. .  

وتُحوِّل الأمطار الموسمية الغطاء النباتي الضئيل عمومًا إلى مراعٍ مهمة. ولا تزال ظباء الريم المتبقية موجودة في تلك الصحارى الرملية، كما أن الوضيحي العربي كان يوجد في السابق في تلك الأراضي؛ بحثًا عن المراعي، كما أن القطط البرية والثعالب والأرانب البرية لا تزال تستوطن تلك الرمال بأعداد مناسبة. ومن ناحية أخرى فإن مجاورة الصحارى الرملية للسهول الحصوية ومنحدرات جبال طُوَيْق وجبال الطَّوِيل تمثل مواقع مثالية لإعادة استيطان كثير من الحيوانات البرية، مثل: الظباء، والوضيحي، والنعام. وتشكل المساحات الشاسعة التي تتألف منها صحراء الرُّبْع الخالي - حيث تنعدم تقريبًا آثار الإنسان - المصدر الحيوي للاهتمامات الدولية.

وتعد الرمال في الأراضي الجافة نعمة لا تقدر حق قدرها، فهي نعمة للغطاء النباتي وللحيوانات المتكيفة مع المناخ الجاف؛ فالمطر القليل الذي يسقط على الأراضي الصحراوية الرملية يتسرب بسرعة داخل الرمال؛ فيُحفظ بذلك من التبخر، وهذه الظاهرة تفسر غنى الأراضي الرملية بالنباتات المعمرة التي تتحمل الفترات الطويلة من الجفاف. وعلى النقيض من هذا نجد حال التربة العارية من الرمال؛ فهي تفقد مياه الأمطار بسبب التدفق السطحي أو التبخر؛ حيث إن حبيبات التربة الطينية الناعمة سرعان ما تنتفخ مع أول رشة من المطر مغلقة مسام التربة؛ ما يمنع مياه الأمطار من التسرب. ولكن مثل هذه التربة الطينية تصبح مفيدة إذا وقعت تحت غطاء من الرمل؛ لأن الرمال تمنع مياه الأمطار المتسربة من استمرار التعمق، وتجعلها متاحة للنباتات المتعمقة في الرمال؛ ولهذا تنجح النباتات المعمرة في التكاثر في الأراضي الرملية؛ لتوافر الماء في الفترات الجافة، في حين لا يحدث هذا في التربة الجرداء الخالية من الرمال؛ لأن أي نبتة جديدة سيقتلها لهب الصيف؛ لعدم وجود ماء كافٍ يغذيها. وغالبًا ما نجد أن أراضي الرمال تحوي طُبيقات رفيعة من التربة مدفونة تعود إلى عصور مناخية ماضية، تساعد على توفير الأملاح والمواد العضوية اللازمة لنمو النباتات وزيادة قدرة الرمال على الاحتفاظ بالماء Shaukat Chaudhary. ''The Eastern Empty Quarter: A preliminary Report''. Unpublished report. Riyadh: National Herbarium, NAWRC. 1995. PP. 1-3. .  

ويمكن تقسيم الرُّبْع الخالي إلى قسمين:

أ) شقائق الرمال في غرب الرُّبْع الخالي ومنحدرات جبال طُوَيْق (العَارض):

يختلف نوع الغطاء النباتي وكثافته حسب البيئة التي يسود فيها، مثل: منحدرات جبال طُوَيْق الجيرية، والأودية والشعاب، وأراضي الرمال.

تتميز منحدرات جبال طُوَيْق الجيرية بأرضها الجبلية عديمة التربة، ما عدا تربة رملية رقيقة السمك في الجداول والشعاب، وحيث تتجمع الأمطار في بعض المنخفضات تنشأ تربة طميية؛ ولهذا فمظهرها العام أجرد، ما عدا بعض الأكمات المتفرقة من الحشائش، مثل: الثمام (Panicum Turgidum)، والأثموم (Pennisetum Divisum)، وصليلة (Stipagrostis Obtuse)، وتكون مختلطة أحيانًا مع أنواع من العلقا (Dipterygium Spp)، والشويكة (Fagonia Spp)، وبعض الأعشاب والحشائش الأخرى.

وفي الأودية يوجد السمر (Acacia Tortilis)، والطلح (Acacia Raddiana)، واللعوت (Acacia Nubica)، والسرح (Maerua Crassifolia)، والمرخ (Leptadenia Pyrotechnica)، كما تسود شجيرات الرمث (Haloxylon Salicornicum) والحرمل (Rhazya Stricta) مجتمع الشجيرات في هذه الأودية، مع عدد آخر من الشجيرات والحشائش.

وتسود أشجار الغضى (Haloxylon persicum) في الكثبان الرملية العالية ذات الرمال الثابتة، ويشاركها السيادة نبات القطب (Tribulus Terrestris) ولكن في أراضي الرمال المتحركة. ويشترك مع الغضى والقطب (Cadaba Rotundifolia) نباتات أخرى، مثل: الثندة (Cyperus Conglomerates)، والثمام (Panicum Turgidum)، وأنـواع من النصي (Stipagrostis plumose)، وصليلة (Stipagrostis Obtuse)، والسبط (Stipagrostis Drarii)، والصمعاء (Stipa Capensis)، والأثموم (Pannisetum Divisum)، والعلقا (Dipterygium Glaucum).

وأما الشقائق الواقعة بين العروق فتتدرج أرضيتها من تربة طميية يظهر فيها أحيانًا سطح جبال طُوَيْق الجيري، إلى رمال مختلطة مع غرين وإرسابات جبسية قد تكون آثارًا بحيرية، ويختلف تنوع النبات تبعًا لاختلاف السطح الذي تنمو عليه.

ب) شرق الرُّبْع الخالي:

يوجد في شرق الرُّبْع الخالي غطاء نباتي جيد من النباتات المعمرة، ويساعد الضباب والندى الكثيف الذي يتكون عادة في الصباح الباكر والمساء على تعويض ندرة الأمطار الساقطة في هذه المنطقة. ومن النباتات المعمرة الرئيسة يوجد: العبل (Calligonum Arabicum)، والحاد (Cornulaca Arabica)، والزهر (Tribulus Arabicus)، والهرم (Zygophyllum Mandavillei)، والبركان (Limeum Arabicum)، بالإضافة إلى نباتات أخرى معمرة، مثل: العندب (Cyperus Conglomerates)، والعراد (Salsola Cyclophylla)، والشنان (Seidlitzia Rosmarinus). ولا يوجد النصي (Stipagrostis Plumose) والقصبا (الهجين) (Centropodia Forskalii) إلا في أمكنة محدودة الوليعي، عبدالله بن ناصر. الجغرافيا الحيوية للمملكة العربية السعودية، مرجع سابق، 126 - 132. .  

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م