المقدمة

تزخر المملكة العربية السعودية بكثير من المواقع الأثرية والتاريخية التي تدل على قِدَم استيطان الإنسان في هذه البقعة الجغرافية، وعلى قِدَم الأنشطة السكانية التي مارسها سكان هذه الأرض عبر العصور التاريخية المختلفة. ولتتبُّع تاريخ وجود الإنسان على هذه البقعة فقد نشط البحث الأثري في المملكة نشاطًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة تمخَّض عن وجود بيئة علمية بحثية أثرية نشطة، حيث تملك المملكة إرثًا حضاريًا عريقًا موغلاً في القِدَم، يمتد من العصور الحجرية مرورًا بالعصور التاريخية التي تلتها ثم العصور الإسلامية، فقد كشفت أعمال المسح والتنقيب عن أن مناطق المملكة كانت مزدهرة حضاريًا وعمرانيًا، وتمثَّل ذلك في المنشآت الدينية، والمنشآت المدنية (القصور، والبيوت)، وكذلك المنشآت العسكرية (القلاع، والحصون)، والمنشآت المائية (البِرَك، والقنوات، والسدود، والأحواض، والآبار)، بالإضافة إلى الازدهار الغني المتمثل في المعثورات الأثرية من خزف ومعادن وزجاج وغيرها.