شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: القصيم
الباب: الآثار والمواقع التاريخية
الفصل: المواقع التاريخية
رئيس اللجنة العلمية: أ. د. عبدالعزيز بن سعود الغزّي ( أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود )
إعداد: د. عبدالله بن إبراهيم العمير ( أستاذ الآثار الإسلامية المشارك بجامعة الملك سعود )
التحكيم العلمي: أ. د. عادل بن محمد نور غباشي ( أستاذ علم الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى ) - د. سامر بن أحمد سحله ( أستاذ آثار الشرق الأدنى المساعد بجامعة الملك سعود )

الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية

الصفحة الرئيسة » القصيم » الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية » الفصل الرابع: المواقع التاريخية » ثالثًا: مواقع المنشآت المعمارية » ضرية

و - ضرية:

تقع ضرية جنوب غرب القصيم، على مسافة 150كم غرب مدينة الرس، وقد عُرف موقع ضرية كأحد أشهر المواقع التي تتميز بتربتها الطينية والرملية الصالحة للرعي والزراعة، إلى جانب وفرة المياه ومصادرها من الآبار والأودية المرجع السابق، 219. .   إذ عُرف هذا الموقع منذ فترة ما قبل الإسلام، وارتبطت به بعض القبائل العربية التي استوطنته أو مرت به، فقد سمي به أحد أيام العرب الشهيرة قبل الإسلام وهو يوم ضرية، من أيام حرب البسوس التي نشبت بين قبيلتي بكر وتغلب صالح بن سليمان الوشمي، بلدة ضرية في العصر الأموي، دراسات تاريخ الجزيرة العربية: الجزيرة العربية في العصر الأموي، (الرياض: جامعة الملك سعود، 1424 هـ / 2003م)، 475، 476. .   وتشير بعض النصوص إلى أن اسم (ضرية) يطلق في الجاهلية على بئر ماء للضباب من بني كلاب وقد أسلم عليها الجاسر، حمد. أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع، مرجع سابق، 257. .   وفي رواية أخرى أنها سميت على اسم ضرية بنت ربيعة بن نـزار ابن سعد، محمد. الطبقات الكبرى، مرجع سابق، 66. .   واتفق الحربي والسمهودي على أن ضرية سميت ببئرها الحربي، أبوإسحاق إبراهيم. كتاب المناسك، مرجع سابق، 594؛ السمهودي، علي بن أحمد. وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، مرجع سابق، 1092. .   كما وصفها الحموي بقوله: "... هي قرية عامرة قديمة على وجه الدهر" الحموي، شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله. معجم البلدان، مرجع سابق، جـ3، 457. ،   ويُعَدُّ موقع ضرية خلال العصر الإسلامي المبكر من أشهر المواقع وسط نجد، حيث إنها أصبحت منذ عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مركزًا لأشهر الأحمية وأكبرها في الجزيرة العربية، وهو الحمى المعروف بـ (حمى ضرية). كما أصبحت في وقت لاحق من أكبر محطات طريق الحج البصري الذي يمر عبر منطقة القصيم وعبر وسط الجزيرة العربية العتيبي، سعيد بن دبيس، ''موقع ضرية: دراسة آثارية ميدانية''، رسالة دكتوراه غير منشورة، مرجع سابق، 46. .   قال عنه الهجري: "إلى ضرية ينسب الحمى، وهو أكبر الأحماء، وهو أرض مربّ منبات كثيرة العشب، وهو سهل الموطئ كثير الحموض، تطول عنه الأوبار وتتفق الخواصر... " الجاسر، حمد. أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع، مرجع سابق، 247. .  

وضرية تُعَدُّ المنـزل الرئيس السادس عشر على الطريق من البصرة إلى مكة المكرمة، وعندها تلتقي الطرق القادمة من جهات عدة كاليمامة والبحرين، لذلك كان لموقعها المميز أثر في نموها سكانيًا وعمرانيًا واقتصاديًا، فمع استمرار الاستقرار السكاني والعناية بها بوصفها محطة مهمة على طريق الحج، شهدت البلدة تطورًا عمرانيًا شمل أنواع العمارة الدينية كالمساجد والجوامع، والمدنية كالمنازل والأسواق التجارية، والدفاعية كالحصون والأسوار العتيبي، سعيد بن دبيس، ''موقع ضرية: دراسة آثارية ميدانية''، رسالة دكتوراه غير منشورة، مرجع سابق، 59؛ العبودي، محمد بن ناصر. معجم بلاد القصيم، مرجع سابق، جـ6، 28. .  

ونظرًا لما تميزت به ضرية عبر العصور الإسلامية، فإن موقعها الأثري يحتوي على عدد من بقايا الأساسات الجدارية والمنشآت المائية التي تعكس مدى سعة ذلك الموقع وأهميته. إذ يحتوي على آبار واسعة محفورة في الصخر ومطوية في أجزائها العلوية بكتل حجرية منتظمة، وهي في عمومها دائرية الشكل، ويتصل بعضها ببعض من الأسفل عبر قنوات مائية محفورة في الصخر، وتمتد جهة الجنوب حيث المنطقة الزراعية على مسافة تقدر بـ1 كم.

كما يحتوي الموقع على بقايا سد بُني في وادي ضرية ليحجز السيول القادمة من الغرب إلى الشرق، وقد أسند طرفه الجنوبي على جبل كويكب، وطرفه الشمالي يتكئ على الهضبة الشمالية المرتفعة، وقد شيد السد بصخور قوية كبيرة الحجم بحيث تسمح برص بعضها فوق بعض، مع حشو الفراغات بينها بأحجار صغيرة، وكان الهدف من بنائه حجز مياه السيول لري المزارع وتغذية الآبار والعيون القريبة منه الجار الله، عبدالعزيز بن جار الله. الاستيطان والآثار الإسلامية في منطقة القصيم، مرجع سابق، 223، 224. .  

وفي الجهة الشمالية من السد توجد المنطقة السكنية الإسلامية، ويظهر على سطح المنطقة في الوقت الراهن عدد من التلال الأثرية التي تحتوي على أساسات جدارية تشكل فيما بينها وحدات سكنية واضحة التفاصيل العتيبي، سعيد بن دبيس، ''موقع ضرية: دراسة آثارية ميدانية''، رسالة دكتوراه غير منشورة، مرجع سابق، 79. .   كما تنتشر على سطح الموقع كسر الأواني الفخارية، والخزفية، والزجاجية، والحجر الصابوني، وإلى جانب ذلك يظهر على الواجهات الصخرية لبعض جبال ضرية عدد من النقوش الإسلامية، ولا سيما جبل خشم الغار الواقع شرق ضرية وغيران سبيتان شمالها وجبل سناف ضرية المرجع السابق، 186.   وتحتوي هذه النقوش على مضامين متنوعة منها: الدعائية، ومنها الإقرار بالربوبية والشهادتين وطلب المغفرة وتأكيد الثقة بالله ونحوها راجع النقوش الإسلامية في هذه الموسوعة، محور الآثار. .  

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م