ثانيًا: العصر الحجري الحديث

سادت عند نهاية العصر الجليدي (نحو 10000 سنة قبل الميلاد) العالم أحوال مناخية جديدة ومطيرة نسبيًا (عصر الهولوسين)؛ ما أدى إلى تحولات حضارية سميت بفترة العصر الحجري الحديث. وسمات هذه الحقبة مثيرة للجدل في أوساط المختصين. وهذه السمات تتركز بوجه عام في ظهور تقنية صقل الأدوات الحجرية، وممارسة الزراعة، وتدجين الحيوانات، وصناعة الأواني الفخارية. غير أن هذه السمات ربما لا تتوافر جميعها في موقع واحد؛ لكون الدليل المباشر على هذه السمات قد لا يتوافر بحكم أن المواد العضوية (نباتية وحيوانية) قابلة للتلف والفناء، ويندر وجودها في المواقع الأثرية.

وتتميز معظم مواقع العصر الحجري الحديث - المعروفة حتى الآن - في المنطقة بأنها مواقع سطحية، وتنقصها المواد العضوية والفخار؛ ما جعل كثيرًا من الباحثين يواجه صعوبة في تحديد المعالم الحضارية لهذه الفترة في المنطقة. وتنتشر هذه المواقع في أرجاء متفرقة من المنطقة، فقد عثر في صحراء النفود وفي جبة على أدلة أثرية محدودة تتركز في منحدرات الكثبان الرملية، وفي قمم بعض المرتفعات الصخرية وسفوحها مثل تلك المنشآت المعمارية في جبال: أم سلمان، وعنيزة، وشويحط، ومويعز. وجميعها تشير إلى نمط الاستيطان خلال العصر الحجري الحديث عبد الله بن سعود السعود، وآخرون، تقرير عن مسح مواقع جبة بمنطقة حائل، الموسم الأول 1422 هـ ، أطلال، وكالة الآثار والمتاحف، ع18، (الرياض: وزارة التربية والتعليم، 1426 هـ / 2005 م)، 133، 134. .