أ - أكلات السمح:
نبات السمح

السمح نبات صحراوي تشتهر به منطقة الجوف، وينحصر جنوب غرب الجوف في مكان يُعرف بـ (البسيطاء)، وينبت في مواسم الأمطار، وله بذور بحجم حبة الحمص تسمّى (الكعبر) مالحة المذاق بداخلها حبوب صغيرة تُستخرج بنقع الكعبر في الماء، إذ يُحرَّك النبات فتسقط حبوب السمح، وتغوص إلى القاع، ويطفو الطلع ويُبعد، وتُؤخذ الحبوب، وتُجفف في الشمس، وتُطحن كالدقيق، ويُعمل منها الخبز، أو تُحمص وتُطحن وتعمل منها (البكيلة) مع عجوة التمر. أما بذور السمح (الكعبر) فهي تُخزن مدة طويلة، وتُستخدم عند الحاجة عباس محمد زيد العيسى، موسوعة التراث الشعبي في المملكة العربية السعودية : أدوات الطهو والأكل والمشرب : أدوات البادية في الحل والترحال، (الرياض :1419 هـ / 1998 م)،جـ5، 16. .  

وحبوب السمح صغيرة جدًا، ولا نبالغ إذا قلنا إنها بحجم ذرات رمل النفود - على سبيل المثال - ولهذا نرى عبيد بن رشيد في مساجلة بينه وبين شاعرة من بادية المنطقة تُدعى ظاهرة الشرارية يريد امتحانها يقول:

الرمل عارف مفضي، الجوف : سلسلة هذه بلادنا. ط1، (الرياض : الرئاسة العامة لرعاية الشباب، 1408 هـ / 1988 م)، ع18، 90. .

وأهم أكلات السمح المشهورة في المنطقة ما يأتي: الراشد، نوف بنت نواف. نساء الجوف والتراث الشعبي، مرجع سابق، 33.  

1 - البكيلة:

وهي مزيج من تمر (حلوة الجوف) مع السمح المحمَّص المطحون ممزوجًا مع السمن البلدي.

2 - بسيسة السمح:

البسيسة نوع من الأكلات المتنوعة التي تُعمل من نبات السمح، وهي مضرب الأمثال، إذ يُقال: (يعرف البسيسة)؛ وذلك لميزتها، وتُصنع البسيسة بمزج مقدار قليل جدًا من السمن أو الدبس مع السمح بحيث تكون كمية السمح المحمَّص والمطحون جيدًا أكبر من المزيج المخلوط به، فيشعر المتذوق بنكهة لذيذة جدًا، وفي هذا يقول الشاعر:

لا  تخـــبزا خـــبزا وبسايســا		ولا  تطــيلا بمنـــاخ حبيســا سليمان الأفنس الشراري، السمح، (الرياض : مطابع الفرزدق التجارية، 1408 هـ)، 54.

تُصنع نتيجة طبخ السمح بالماء المغلي، وتكون على شكل سائل غليظ، ويمكن تطعيمها باللبن أو السمن.

4 - خبز السمح:

يُطحن السمح، ثم يُعجن بالماء وقليل من الملح، ويُصنع منه الخبز البني الغامق؛ وقد أدخلت النساء بعد ذلك السمح في صناعة الكيك والحلويات.