شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الجوف
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: المساكن وأدوات البناء
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف (أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)
إعداد: د. مانع بن قراش الدعجاني (أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)
التحكيم العلمي: أ.د. أبوبكر بن أحمد باقادر (أستاذ علم الاجتماع، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية)-د. خالد بن عمر الرديعان (أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الملك سعود)

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الجوف » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل الأول: المساكن وأدوات البناء » أولاً: أنماط المساكن وأدوات البناء » بيوت الشعر والخيام

ب - بيوت الشعر والخيام:

تُعد بيوت الشعر أحد الأنماط السكنية الشائعة في منطقة الجوف، فهي السكن الذي ينسجم ويتلاءم مع طبيعة الحياة البدوية التي تتسم بالترحال والتنقل، وهي التي اختارها البدو لسكناهم، وجاء هذا الاختيار نتيجة لتكيف هذه الوسيلة السكنية التقليدية مع ظروف البيئة المتقلبة، ومناسبة استخدامها لواقع حياتهم كثيرة التنقل، ولتوافر موادها وخاماتها في البيئة المحلية؛ ما جعلها تمثل جزءًا من الواقع الاجتماعي عندهم.

1 - خصائص بيوت الشعر:

تتميز بيوت الشعر بخصائص وصفات دفعت أفراد الجماعات البدوية إلى التمسك بها، وزادت مكانتها الرفيعة لديهم، وهذه الخصائص هي:

توافر مواد صناعتها في البيئة المحلية.

مقاومتها وتحملها لظروف البيئة.

خفّتها في عملية التنقل.

سهولة صيانتها، فعند حدوث أي خلل في بيت الشعر يمكن لأي فرد إصلاحه بسهولة.

سعة مساحتها التي تساعد على تقسيمها إلى عدد من الأقسام والأشكال، فمنها البيت ذو الشكل الرباعي أو الخماسي أو السداسي... إلخ.

2 - وصف المسكن:

يُعد الشَّعر العنصر الأساسي في عملية خياطة البيت، ويُستخلص من الضأن والإبل والماعز، ويقوم بيت الشعر على عدد من الأعمدة، ويُثبت على الأرض بوساطة الأطناب التي تنتهي بأوتاد (أو مناسيب كما يسميها أهل البادية)، ويكون البيت محاطًا بـ (الذراء أو الرواق)، وهو بمنـزلة الباب المتحرك الذي يتحكم فيه البدو وفقًا لاتجاه الرياح مانع بن قراش الدعجاني، التقنيات التقليدية في البيئة البدوية، (الرياض : دار العاصمة، 1414 هـ)، 96، 97. .  

ويمكن التحكم في بيت الشعر من جميع جهاته، وإغلاقه بإحكام خصوصًا في الشتاء، فيكون على درجة كبيرة من الدفء، أو العكس بفتح الذراء أو (الرواق) في فصل الصيف ليقلل من حرارة الجو. وتظهر معرفة الجماعات البدوية وتجربتها وتفاعلها مع الحياة في البيئة البدوية واضحة، فمثلاً عندما تختار مكان بناء بيت الشعر أو الخيمة، فإنها تتجنب النـزول في الأودية أو الشعاب في زمن سقوط الأمطار؛ وذلك تجنبًا لوصول الأمطار إليها، أما في فترة الصيف فيتم اختيار الأمكنة التي لا تبعد كثيرًا عن موارد المياه؛ بسبب زيادة الطلب على المياه في هذه الفترة.

3 - مكونات بيت الشعر:

كان النساء يقمن في الماضي بصناعة بيوت الشعر من خلال تجميع الصوف من شعر الحيوانات ومن ثَمَّ تصفيته وغزله وتلوينه إذا لزم الأمر، وتغزل النساء في جلوسهن أو أثناء ركوبهن الإبل، وأثناء سيرهن على الأقدام أيضًا. وبعد الغزل تبدأ عملية النسيج على نول (نطو) لويس موزل، أخلاق الرولة وعاداتهم، ترجمة : محمد سليمان السديس. ط1، (الرياض : مكتبة التوبة، 1417 هـ)، 82.   أو سدو - كما يسميه بعض سكان المنطقة - ويتكون بيت الشعر من مجموعة من الأسدية (جمع سدو) يتم تجميعها مع بعضها لصناعة بيت الشعر، وهذه الأسدية هي: الدعجاني، مانع. التقنيات التقليدية، مرجع سابق، 110 - 115.  

أ) الفلجان:

هي سدو خاص من الشعر الأسود، يكوّن - عند تركيب بعضه مع بعض - سقف بيت الشعر، وهي من أطول أنواع الأسدية وأسهلها عملاً؛ لأنه يتكون من لون واحد فقط.

ب) الطرائق:

توجد في نهاية كل طريقة وبدايتها الرتب التي تُربط بها الأطناب، وهي من أسهل أنواع الأسدية، وتتكون غالبًا من لونين: الأبيض والأسود، ويراوح عرضها بين 20 و 30سم تقريبًا، ويزيد قليلاً على عرض بيت الشَعْر.

ج) الذراء (أو الرواق):

تتمثل وظيفته في كونه المحيط أو الساتر الجانبي لبيت الشَعْر من جميع الجهات، ويستعمل بسهولة شديدة، فيتم فتح الذراء من إحدى الجهات وإغلاقه من الجهة الأخرى حسب اتجاه الرياح. ويعد الذراء من أنواع الأسدية الطويلة، ويتكون من ثلاث قطع من الأسدية، يتم الربط بينها بوساطة الخيط والمِخْيط.

د) القاطع (البجاد):

تتمثل وظيفة القاطع الأساسية في كونه ساترًا في بيت الشعر بين مكان (ربعة) الرجال ومكان (ربعة) النساء؛ أي: بين المجلس المخصص للرجال والمجلس الخاص بالنساء.

يُعد القاطع من أكثر أنواع الأسدية التي تتطلب جهدًا كبيرًا؛ لأنه يحتاج إلى فترة زمنية أطول من الفترة الزمنية التي يحتاجها جميع أنواع الأسدية، ويتكون من خمسة أسدية ملونة هي: سدو الشفة، ويكون في الجزء العلوي، وسدو العفراء، ويكون في الطبقة الثانية ويأخذ لونًا مختلفًا، وسدو الباعج، ويأخذ - أيضًا - لونًا مختلفًا، ويكون في الطبقة الثالثة، وسدو الملحة، ويأخذ لونًا آخر مغايرًا، وأخيرًا سدو القاعدة، ويأخذ في الغالب لونًا أسود، ويكون ملامسًا للأرض. وتتفاوت ألوان تلك الأسدية بين الأحمر، والأبيض، والأسود، ويُسدى كل منها على حدة، وتختار المرأة لهذه الأسدية خطوط الشَعْر الملونة؛ لتعطي هذه الأسدية الخمسة - بعد الربط فيما بينها بوساطة الخيط والمخيط - القاطع الذي يظهر شكله النهائي مطعَّمًا بالألوان ليعطي منظرًا جماليًا.

هـ) سدو الساحة:

يُستخدم سدو الساحة فراشًا للجلوس عليه، خصوصًا عند قدوم الضيوف. ويُعد من أنواع الأسدية التي تحتاج إلى جهد كبير أيضًا، ويختلف طوله وعرضه حسب الهدف الذي يُسدى من أجله، ويتكون من عدد من الأسدية الملونة.

و) سدو المزودة والخرج:

يتكون من خيوط من الشَّعْر ذات اللونين الأبيض والأحمر وقليل من اللون الأسود، ولا يكون طويلاً، إذ لا يتجاوز طوله - في الغالب - مترين، ويُسدى هذا السدو من نصفه، ويُخاط بوساطة الخيط والمخيط من جانبيه، بحيث تبقى جهة واحدة مفتوحة تمثل فتحة المزودة والخرج التي تشبه الحقيبة.

4 - نوعية الأثاث المستخدم:

أما بالنسبة إلى الأثاث المستخدم في السكن البدوي فهو بسيط للغاية، فلا يحتوي بيت الشَعْر إلا على قليل من المتاع الذي يحتاجه البدوي في حياته اليومية، مثل: المزودة، والخرج، والساحة، والقاطع، والذراء، والسدو والتقانة المستعملة في إنتاجها، والوظم. إلا أن وسائل التقانة الحديثة المرتبطة بصنع الأثاث، قد بدأت في الدخول التدريجي، والتزاحم مع هذه الأدوات التقليدية.

يستخدم أهل البادية في بيوت الشعر عددًا من الأدوات المرتبطة بالمناشط المختلفة، وهي: الدعجاني، مانع. التقنيات التقليدية، مرجع سابق، 146 - 180.  

أ) الأدوات الخاصة بالطعام والقهوة:

وهي: الصينية، والرحى، والمرجاجة، العيبة، والصميل (السعن)، والعكة، وأدوات تحضير القهوة مثل: النجر، والمحماس، والمبرد، والفنجان، والإبريق، والسحارة.

ب) الأدوات الخاصة بالري:

وهي: القربة، والراوية، والدلو، والشن، والخرج، والمطارة.

ج) الأدوات الخاصة بالرعي:

وهي: الشداد، والمسامة، والعقال، والغبيط (الهودج)، والخزام، والرسن، والشمالة، والربق، والمزبا، والميسيم، والمخيول، والعصا، والعجراء.

ج - البيوت الحديثة:

هي البيوت التي ظهرت خلال المرحلة التي بدأ فيها استخدام وسائل التقانة الحديثة في البناء، فقد ظهر في البدء بناء البيوت الشعبية، والفلل، ثم لحقت بها العمارات، ثم تلتها المساكن الحديثة التي اُستخدم في تجهيزها أحدث وسائل التقانة من الكهرباء، والتكييف... وغيرها.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م