ثانيًا: مظاهر الثبات والتغير

نظرًا إلى التطور الاقتصادي الذي شهدته البلاد نتيجة للثروة النفطية التي حباها الله بها، والخطط التنموية التي تبنتها المملكة للنهوض بهذا المجتمع والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة، فقد حظي قطاع العمران والإسكان والمباني بدعم كبير وملموس من الدولة لمزيد من التفاصيل، انظر : الباب السابع ( الاقتصاد والثروات الطبيعية ) الفصل الأول. ،   وذلك بإنشاء صندوق التنمية العقاري Op. Cit. Lancaster, William. The Rwala Beduwn Today, pp.108-109.   وإسهامه في النهوض بالعمران عن طريق القروض الميسرة، وظهر في المنطقة تطور هائل في أنواع البيوت، فقد ظهرت المباني والعمارات السكنية المختلفة، كما ظهرت البيوت الشعبية المبنية بالطوب الأسمنتي والمسقوفة بالخشب، والتي تناسب طبيعة المنطقة في بعض هجرها وقراها الريفية، كما ظهرت في المدن الحديثة بالمنطقة الفلل، والعمارات السكنية والشقق، وهي أحد الأنماط الحديثة للسكن التي لم تكن معروفة من قبل، كما تغيرت المواد المستخدمة في البناء. وامتازت الأبنية الحديثة بالنظافة والتهوية الصحية، وتغير بعض أنواع المفروشات، وكذلك الأواني المستخدمة، وزُينت كذلك المساكن الحديثة بمختلف أنواع التحف الزجاجية والفخارية وغيرها، وأُدخلت عليها الأجهزة الحديثة، ووسائل الاتصال المختلفة.

وعلى الرغم من ذلك فإن سكان المنطقة لم يخرجوا عن موروثاتهم الثقافية في أنواع المساكن، فتجد داخل الفلل في المدن الحديثة بيوت الشعر، إذ يحرص عدد من المواطنين على أن يكون في بيته أو فلَّته بيت من الشعر، يصبح مكانه المفضل للجلوس والاستئناس واستقبال الضيوف فيه.