شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: المأكولات الشعبية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل الرابع: المأكولات الشعبية » خامسًا: المأكولات والمشروبات في البادية » المشروبات

ب - المشروبات:

لا يطيب عيش ساكن البادية إلا مع محبوبته ومعشوقته القهوة، فهي مشروبه الذي قد لا يدانيه أي مشروب، لذا تراه لا يملها، إذ يشربها في الليل والنهار وكلما أتيحت له الظروف، لذلك حظيت القهوة بمجموعة من العادات والتقاليد، مثلاً: صاحب البيت هو الذي يصنعها، وهو أول من يتذوقها للتأكد من جودتها، كما أن ساكن البادية يحرص على صنع القهوة بطريقة تجعل الضيوف يتلذذون بشربها، والقدوم إليها من بعيد، ويتجمع حولها الضيوف والسُّمَّار.

وبعد أن يجهز القهوة يقف الذي يقدمها - مهما قل عدد الضيوف - ممسكًا الدلة بيده اليسرى مقدِّمًا الفنجان بيده اليمنى، وأي خرق لهذه العادة يواجَه بالنقد والتقريع والتعنيف، ويحرص على عدم إكثار القهوة في الفنجان لأن في الزيادة نوعًا من الاحتقار؛ نظرًا إلى أن القهوة لا تستلزمها حاجة الإنسان الجسدية بقدر ما تتطلبها حاجته الذهنية والمزاجية.

يعتني ساكن البادية بأواني القهوة اعتناءً شديدًا، وبخاصة الدلة. وهو اعتناء لا يحدث مع غيرها من الأواني المنـزلية؛ فلا يطيق ساكن البادية أن يرى أي لون طارئ على أواني القهوة قد يؤثر على الطعم المميز للقهوة، فيبادر إلى الذهاب إلى الحرفيين ليجلوها (يربوها) ويطليها بالمواد التي تحافظ على معدن الدلة النحاسي. وإلى وقت قريب كان سكان منطقة الرياض عمومًا يحرصون على اختيار أواني القهوة - وبخاصة الدلة - من أفضل أنواعها صناعة، ويجلبونها إما من بغداد مثل الدلال البغدادية، أو من الشام مثل الدلال الرسلانية - نسبة إلى رسلان، وهو مشهور بصناعة الدلال - وكانت الرسلانية بشكل خاص تلقى قبولاً أكثر لما تتميز به من دقة الصناعة وجمالها واتساع قاعدتها لتجعلها أكثر توازنًا، وفي هذا تقول إحدى ساكنات البادية معجبة بكرم أحد أبناء البادية:

راعي  دلالٍ متقنـة عمـل (رسـلان)      ونجــرٍ يطقّــه للنشـامى يجونـه
وبالإضافة إلى القهوة فإن الحليب من أهم المشروبات لدى سكان البادية بعد الماء، ولهذا فإن ساكن البادية - وهو في المرعى أو عند البيت - يحلب ما لديه من إبل أو غنم، ويقدمه لضيوفه وأهله، كما يشرب منه طازجًا، ويفضل سكان البادية شرب حليب الإبل خصوصًا بعد حلبه مباشرة.

أما حليب الأغنام فإنه أحيانًا يسخنه على النار ليشربه أو يتركه حتى يروب لتقوم المرأة بخضه في الأسقية (جمع سقاء) لتعده لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين يقدمه ساكن البادية لأهله وضيوفه مع التمر، ومن عادات سكان البادية تقديم حليب الإبل مع التمر، إذ يتم تناول التمر بعد غمسه في رغوة الحليب، وبعد أن يشبع من التمر يشرب الحليب، وهي وجبة كاملة، وتُخرج المرأة منه الزبد لتغليه على النار لإخراج السمن البري، أو تطبخ اللبن لتصنع منه الأقط أو البقل العريني، عبدالرحمن علي، ''الحياة الاجتماعية لدى بادية نجد ''، رسالة دكتوراه غير منشورة، مرجع سابق، 284 - 289. .  

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م