شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: المأكولات الشعبية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل الرابع: المأكولات الشعبية » سابعًا: مظاهر الثبات والتغير

سابعًا: مظاهر الثبات والتغير

يمر المجتمع السعودي بمرحلة من التحول الكبير في معظم مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بعد خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي أفرزت كثيرًا من ملامح الحياة الجديدة المتغيرة. ومن تلك المظاهر التي شهدت تغيرًا واضحًا ظاهرة الغذاء والطعام وعاداته في مجتمع منطقة الرياض، فعلى سبيل المثال دخل على المائدة السعودية بعض المأكولات المتنوعة من بيئات وثقافات مختلفة مثل الغوزي والهمبرجر والبسبوسة وغيرها، إضافة إلى ذلك فإننا نجد أن المطاعم المنتشرة - سواء أكانت وجبات سريعة أم غيرها من أنواع المطاعم المختلفة - نشأت في مجتمعات أخرى، ثم انتقلت إلى المجتمع السعودي بشكلها وثقافتها سواء كان ذلك في الإعداد أو طريقة الطهو أو أساليب التقديم أو محتويات الوجبة أو نوعية الطباخين أو غير ذلك. فعلى سبيل المثال نجد في المطاعم الأمريكية الوجبات السريعة، وفي المطاعم الإيطالية (البيتزا)، ونجد المطاعم الصينية والهندية والكورية...إلخ، وكلها تقدم وجبات جديدة لم تكن مألوفة لأبناء المنطقة في الوقت السابق لخطط التنمية.

وعلى الرغم من أن كثيرًا من الأكلات الشعبية التي سبق أن تحدثنا عنها ما زالت مرغوبة من قِبَل أبناء المنطقة حتى الوقت الحاضر، إلا أنه طرأ عليها تغير في طريقة الإعداد، وأُدخل عليها كثير من التحسينات من مقبلات وسلطات وغيرها، إضافة إلى ذلك فإن كثيرًا من هذه الأكلات لم يعد إعدادها قاصرًا على ربات البيوت، ولكن انتشرت في كثير من المطاعم التي تقوم بإعداد هذه الأكلات وتقديمها للمواطنين لمزاحمة الأكلات الوافدة.

أما بالنسبة إلى المشروبات فقد انتشرت في الوقت الحاضر المشروبات الغازية لتنافس المشروبات التقليدية مثل القهوة والشاي، مع ملاحظة أن هذين المشروبين ما زالا مفضلين عند أبناء المنطقة حتى الوقت الحاضر.

ويمكن القول: إن الثقافة السعودية لم تعد معزولة عن الثقافات العالمية، ومن تأثيرات الثقافات الغربية في المجتمع السعودي الانتشار الواسع لمطاعم الوجبات السريعة العالمية المشهورة التي أصبحت لها وكالات محلية، وبسبب الانتشار السريع لهذه المطاعم فإنها أصبحت تجذب أعدادًا كبيرة من الأهالي.

إضافة إلى انتشار عدد من المطاعم الوافدة من بعض الدول الغربية والشرقية انتشرت أيضًا المقاهي التي تقدم المشروبات الساخنة على الطريقة الغربية. وأصبح من المألوف أن يلتقي الشخص مع أصدقائه في مثل تلك المقاهي لتناول القهوة وقضاء بعض الوقت لمناقشة القضايا الشخصية أو المهنية، لذلك فإن الدعوات الاجتماعية لم تعد مقتصرة على المنـزل، بل أصبحت في أحد المطاعم.

وباختصار يمكن القول: إن الاحتكاك بالثقافات الأخرى لم يقتصر تأثيره على بروز أنماط جديدة من المطاعم، وإنما امتدَّ ذلك إلى دخول كثير من الأطعمة إلى المائدة السعودية، كما أن نمط الغذاء وشكله لم يعودا مقتصرين على المنـزل، وإنما أصبحت هناك اجتماعات للغداء والعشاء خارج المنـزل، مع الاحتفاظ بالأصالة وتفضيلها على الوافد من الثقافات العالمية، وفي أكثر الأحيان لا يكون اللجوء إليها إلا في ظرف استثنائي.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م