شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: العلاج الشعبي
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل الخامس: العلاج الشعبي » ثانيًا: طرائق العلاج الشعبية

ثانيًا: طرائق العلاج الشعبية

أ - العلاج بالشجيرات والأعشاب: لمزيد من التفاصيل حول نباتات المنطقة، انظر: الباب الثامن، (الحياة الفطرية): الفصل الأول.  

عند استقراء مصادر الطب الشعبي نجد مجموعة من الشجيرات والأعشاب الموجودة في الصحراء كان الناس يستعملونها لعلاج أمراض متعددة، ومن تلك الشجيرات والأعشاب ما يأتي:

1 - الحزاة:

هي شجرة خضراء وخضرتها ضاربة في السواد، تحتفظ بخضرتها فترة من الزمن، وتنمو قرب الجبال والمناطق الوعرة ومجاري الأودية، وهي ذات رائحة مميزة، وقد سُمِّيت بهذا الاسم لأنها (تُحزى) أي تُحفظ في البيت لعلاج الالتهابات والجروح والدمامل، إذ توضع على الجرح مباشرة أو يؤكل من أوراقها رطبة أو يابسة، وليست لها كمية محدودة أو مقدار يأخذه المريض، ومفعولها ينحصر في تخفيف الحمى المصاحبة لالتهاب الجروح والشعور بالغثيان.

2 - المر:

نبات يستخدمه أهالي المنطقة لعلاج التهاب الجروح، ونظرًا إلى الآثار الملموسة من المر فقد درج على لسان العامة قولهم: (ما تسهر الحرة وفي بيتها مرة) كناية عن فائدته في التداوي من كثير من الأمراض.

3 - الحنظل:

نبتة صحراوية تشبه شجرته شجرة البطيخ، وثماره دائرية صغيرة خضراء قطرها حوالي 5سم، تصفر عند نضجها وتسمى (الشري)، مرة المذاق، تُعالَج بها الديدان والجهاز الهضمي.

4 - الشيح:

هو شجيرة تشبه الحماضة، وتكون أحيانًا دائرية الشكل، يختفي ساقها داخل دائرة أغصانه، ويبدو على شكل كرة من الأغصان سهلة الاشتعال إذا كانت يابسة، فيقال في الأمثال الشعبية: (شبها في الشيح وقبلها الريح). ويُخلط الشيح مع مسحوق نباتات أخرى من أجل استعماله في علاج الجهاز الهضمي والبولي، وتميز الشيحَ رائحتُه العطرة، ويقال في الأمثال العامية: (الشيح دوا الريح).

بالإضافة إلى هذه الأعشاب فإن الناس كانوا يستعملون (الحناء) لعلاج ضربات الشمس إذ تُعجن بالماء وتوضع فوق الرأس، وتُترك نصف يوم، ويفضَّل وضعها ليلاً لبرودة الطقس، كما يُستعمل الملح لعلاج أمراض اللثة والجروح، وعلاج التخمة المتولدة من كثرة الأكل، ويستعمل اللبان أيضًا لتنظيف الكلى والجهاز البولي من الحصى والرمال البولية وعلاج احتباس البول المسمى (الحصر).

وكان الأطباء الشعبيون يستخدمون الطين المشوي في العلاج فيصبون عليه الماء، ويستنشق المريض البخار المتصاعد لعلاج مرض يسمى (الشربة) يصيب العيون أو الجهاز التنفسي.

ب - الحجامة:

المقصود بها استخراج ما يعتقد بأنه دم فاسد من الجسم ولا سيما من الرأس أو الظهر ونحوهما، إذ إن لها مواضع معينة، وتمارَس بطرق محددة تعتمد على حبس الدم في مكان معين، ثم تشريط الجلد بموسى حادة، وبعد ذلك توضع الحجَّامة لتجمع الدم، وقد يقوم الحاجم بشفط الدم بفمه إذا لم يخرج من تلقاء نفسه، وكانت الحجامة تلاقي إقبالاً لدى الأهالي، ويقوم بها أشخاص متخصصون يملكون الخبرة والمهارة في أدائها.

ج - الفصد:

وهو مثل سابقه. من طرق استخراج ما يعتقد بأنه دم فاسد من الجسم عن طريق قطع بعض الأوردة وتركها تنـزف لفترة بسيطة ثم يربط القطع.

د - التجبير:

ويقصد به تجبير العضو المكسور، وتعتمد طرق التجبير المستخدمة على نوع الكسر من ناحية، وعلى شدته أو خطورته من ناحية أخرى، وعلى الرغم من عدم وجود الوسائل العلمية لتجبير الكسور إلا أن الطبيب الشعبي كان يعمل شرائح من الخشب أو جريد النخل بما يزيد على طول موضع الكسر قليلاً، وبعد ذلك يقوم بجذب العضو المكسور، ويمسده جيدًا حتى تتراكب أجزاء العظم تمامًا، ثم يلف عليه لفافة من القماش وفوقها لفافة من القطن، ثم طبقة من القماش، ويضع عليها الجبائر ويربطها جيدًا. ويجب أن تحيط الجبائر بالكسر من جميع الجهات كي تحفظ العضو المكسور من الحركة التي تسبب تأخر التئام الكسر، ويوضع للمريض نظام من الحمية يُمنع فيه من أكل كثير من أنواع الأطعمة وبخاصة لحم الجمل، ويعتمد غذاء المريض على الحب والسمن البلدي والحلبة مدة 40 يومًا ويلزم الفراش حتى يُجبر الكسر.

هـ - الكي:

يحتل الكي مكان الصدارة في طرق العلاج في المنطقة سابقًا، والكي إحراق نقطة محددة في الجلد باستخدام آلة حديدية خاصة أو غير حديدية بعد تحميتها في النار. وهو يحتاج إلى شخص بصير بمواقعه على الجسم ولديه خبرة ودراية في هذا المجال؛ لأن الكية تكون غير مفيدة إذا أخطأت الموضع المقرر لها، وربما تشوه وتزيد المرض سوءًا. ويعد الكي آخر وسائل العلاج تمشيًا مع المقولة الشهيرة: (آخر الدواء الكي). وكان الكي يستخدم - بالإضافة إلى علاج الأمراض المتعددة - لفتح بعض الأورام وتعقيمها.

و - عند الولادة وبعدها:

كانت النساء تلد غالبًا في المنـزل، وتتولى ذوات الخبرة في التوليد عملية توليدهن، وتلد المرأة واقفة أو جالسة، ولذلك قد يُشد إلى السقف حبل تتمسك به خشية السقوط، وقبل الولادة يجهَّز مكان تُفرش أرضيته بالرمل النظيف الذي يسخَّن بالنار ويسمى (الملة)، وهو يساعد على ارتخاء الأعصاب، إضافة إلى أنه يسهل عملية التنظيف إذ يمتص الدماء ونحوها مما يخرج أثناء الولادة. وبعد ولادة الطفل ينظَّف وتُقطع السرة، ويعتنى بالنفساء أثناء فترة النفاس بتخصيص مأكولات خاصة لها حتى تتقوى وتستعيد عافيتها.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م