شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: الرقصات والأهازيج الشعبية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل السابع: الرقصات والأهازيج الشعبية » أولاً: العرضة السعودية (النجدية) » صفة العرضة

ب - صفة العرضة:

يقف صفان متقابلان من الرجال الذين يرتدون أحزمتهم سواء أكانت أحزمة السيوف أم أحزمة البنادق المرصوصة بأمشاط من طلقات الذخيرة، وتتوسط هذا الحزام الخناجر اللامعة، وعلى جوانبهم المسدسات، وبأيديهم السيوف المجردة من أغمادها، أو البنادق المعبأة بالذخيرة، ويبدأ هذان الصفان بالاستعداد لبدء الاستعراض بتراص الصف بعضه إلى بعض بالقدر الذي يسمح للأفراد بأداء الحركات اللازمة، وبين هذين الصفين مسافة تطول أو تقصر بما لا يقل عن عشرة أمتار، وفيها يقف قارعو الطبول صفًا واحدًا، وأحيانًا ينقسمون إلى صفين صغيرين متقابلين، ويقف الشاعر أو الملقن - وربما أكثر من واحد - في الوسط، ويقول الشطر الأول من البيت دون أن تُحرك الطبول، فيبدأ أحد الصفين بترديد الشطر مرتين، ثم يردد الصف الثاني الشطر نفسه مرتين بالرد، ثم يكمل الشاعر البيت، وعندها تُقرع الطبول ويبدأ الملقن (أو الملقنان) في التنقل بين الصفين لترديد الشطر مع أحدهما، أو يلقن الشطر الثاني من البيت أثناء سكوتهم وارتفاع صوت رفاقهم.

تبدأ الإيقاعات هادئة، ثم تشتد شيئًا فشيئًا لتبلغ ذروتها في نهاية العرضة، وتستمر على هذا المنوال، وتصاحب أبيات القصيدة على إيقاع الطبول حركاتٌ جذابة؛ إذ تتشابك عضود الرجال من خلف المرافق، وترتفع سواعدهم إلى أعلى قابضة على السيوف اللامعة الراقصة في الهواء المهتزة بقبضات الرجال، وتتموج أجسام الرجال يمينًا ويسارًا وإلى الأمام وإلى الخلف، مع انحناءة خاطفة بمرونة فائقة وتشكيل بديع على إيقاعات الطبول. أما قارعو الطبول فيمارسون تموجاتهم وقفزاتهم تفاعلاً مع الإيقاعات، فترى الراقصين من قارعي الطبول يتلوى الواحد منهم بجسمه وكأنه الأفعوان منسجمًا ومتلاحمًا مع إيقاعات الطبول وأبيات القصيدة، ويوجد في هذه الحلبة الراقصون من الرجال بين الصفين، وربما كانوا من علية القوم، وكل واحد منهم ممتشق سيفه يتمايل يمينًا ويسارًا يردد مع الصف الذي يليه الأبيات نفسها التي يقولها، فيرفع سيفه اللامع إلى أعلى رأسه يهزه بحيث يهتز في كفه وكأنه البرق الخاطف، وتارة يعرضه على منكبيه ماسكًا مقبضه بيد وطرفه بيد أخرى ويهتز يمينًا ويسارًا. ويتراقص الرجال في هذا الجو المفعم بالحيوية والحماسة يرددون تلك الأبيات مع الإيقاع، إذ ينتقلون إلى الأجواء التي رسمها الشاعر في قصيدته، وتشنف آذانهم نقرات الطبول على الإيقاع المحبب إلى نفوسهم. ويصل الزهو بهم إلى مداه عند نهاية القصيدة فيما يردد الملقن (ليا زمى العايل زمينا) عندها تجتمع هذه الصفوف في شبه حلقة راقصة تلتف حول قارعي الطبول الذين يرفعونها بدورهم ويشددون الضرب عليها بسرعة فائقة، ويردد أفراد هذه الحلقة الجملة نفسها رافعين السيوف إلى أعلى حد يهزونها هزًا، وإن كانت بنادق أفرغوا ما في بطونها في الهواء، وفي الغالب يشترك القائد أو الأمير في معظم هذه العرضات.

ومن أمثلة القصائد التي يتم ترديدها في العرضة ما يأتي:

راكــب حـرّ كمـا الربـدا حبيبـه      مثـل سـبق الطـير خرجه لا عدا به
نصّـه  ابـن سـعود شَـبَّاب الحريبة      رايـة  أهـل الـدين دون اللي لجا به
شــيخ جِهَّـال يبوجـون الضريبـة      مــن مناشــيهم يشـبُّون الحرابـة
وقال آخر:

رَوِّح  الـرايح من ديرة العوجا يخيلونه      بارقـه  لايح ووبله كما درج يصيبونه
صافي  الجوهر عادة الضربين يروونه      مـن  توليتنـا ما عود واربعة يشيلونه
وآخر يقول:

يـا هـل الديـرة اللـي طـال مبناها      مــا  بلاد حماهــا طـول حاميهـا
المبــاني تهـاوي كـل مـن جاهـا      مــا  يفـك المبـاني غـير أهاليهـا
كـان  مـا تفـزع اليمنـى ليسـراها      فـاعرف اللـي وطـا ذيـك واطيهـا
السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م