شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: الرقصات والأهازيج الشعبية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل السابع: الرقصات والأهازيج الشعبية » رابعًا: الغناء

رابعًا: الغناء

أ - الغناء وقت العمل:

كان الآباء والأجداد يرددون الأهازيج والأغاني الشعبية أثناء قيامهم بممارسة أعمالهم؛ وذلك لتعينهم تلك الأغاني على أداء العمل والاستمرار فيه بجد ونشاط ودون ملل، فكانت لهم أغانٍ خاصة عند حرث الأرض، وكانت لهم أهازيجهم المختلفة عند تغطية ثمر النخيل أثناء تلقيحه، وكذلك عند حلول موسم الحصاد وجني المحصول العمار، محمد. شقراء، مرجع سابق، 119. .  

ب - الغناء وقت البناء:

كان العامل يباشر عمله من الصباح الباكر حتى غروب الشمس، لا يستريح إلا لأداء صلاة أو تناول وجبة، وهذا العمل الشاق في بناء القصور والقلاع والبيوت والتحصينات وما يسببه من إرهاق وتعب كان الغناء مما يهونه، فترى العامل لا يمارس عمله من نقل الطين أو الحجارة ورفع الأخشاب إلا وهو يؤدي دوره الغنائي في إطار الجماعة.

وكان وقت الظهيرة هو أنسب أوقات الغناء عند اشتداد حرارة الشمس وبلوغ التعب ذروته، فكان الغناء هو طارد السأم والإجهاد عن العمال، ومن أمثلة القصائد التي كانت تُغَنَّى في مثل هذه الظروف القصيدة التي من أبياتها:

يـا  فهـد ما نلومك لو زعجت الونين      لـو  تهيضـت بعـالي رفيـع الحمام
مـن  يلـوم المشـقَّى جعل قلبه حزين      والقلـوب الصَّـوامِي مـا عليهن ملام

ج - الغناء مع الرحى:

تقوم المرأة بطحن الحب بالرحى، ولأن الدقيق مادة رئيسة في الغذاء اليومي فإن المرأة تقضي مقدار ساعة تقريبًا في طحن وجبة اليوم للعائلة متوسطة العدد، وأحيانًا تقضي ساعات. ولأن المرأة تعاني من التعب الجسماني المرهق من هذا العمل فلا بد لها أن تبحث عن متنفس يطرد عنها الإرهاق والسأم، فعند ذلك تلجأ إلى الغناء مع حركة الرحى، وهذا الغناء له وظائف اجتماعية متعددة، فهو:

ترويح عن النفس، وطرد للتعب والسأم عن المرأة وهي تعمل الساعات الطويلة.

تنفيس عن الكبت العاطفي والاجتماعي إن وُجد، وما قد تعانيه المرأة من مشكلات اجتماعية، وما تريد أن تعبر عنه بطريقة غير مباشرة، ومن القصائد التي تُغَنَّى بهذه المناسبة:

أمس  الضحـى نطيت راس المزيريب      مـن  طلعـة  البيضـا لمـا قبل غابه
وانـا  علـى  حس عوى عاوي الذيب      والقلـب  ذاب ودمعـة العيـن رابـه
يـا سـعود قل لامّك ترى جاك خطِّيب      يبغــاه منـي مـار قـولي هلا بـه
وأيضًا:

لا  وافـري وانخـزع يـا ضمـيري      علـى  عشـيرٍ دِبَّ الايـام مـا انساه
واللــه  مـن دمـع يهلَّـه نظـيري      لـو  هـو علـى واد الحليفة درج ماه
عليــه  مزَّعنَـا ثـويب الحـريري      وشـوك الهصـير بروس الاقدام ناطاه

د - الغناء على المهراس:

المهمة الثانية التي تقوم بها المرأة في تجهيز الوجبة الغذائية اليومية هي هرس الحبوب غير القابلة للطحن مثل القمح الصلب (اللقيمي) أو الدخن بأنواعه، ولأن هذه الأنواع غير قابلة للطحن يتم هرسها حتى تذهب القشرة الخارجية، وعند ذلك تُطبخ على حالها، وأحيانًا تُجرش مرة ثانية، كذلك يُحتاج إلى (هبش) نوع من الأرز العراقي (التمَّن) لوجود قشور على الحبة؛ فيتم هرسه قليلاً ثم يُنقى ويُصفى تمهيدًا لطبخه.

والأداة التي تتم بها هذه العملية هي المهراس، ومع هذه العملية يبدأ الغناء كما أشار الشاعر إلى ذلك بقوله:

طراة  هـا الدنيـا معـاميل وافـراش      وصينية  يـركض بهـا العبـد مسعود
وبيـض تعـاطن اللحـن فوق مهباش      يـاحلو  بيـن كفـوفهن قاسـي العود

هـ - الغناء على ظهور الإبل:

الإبل رفيقة الإنسان منذ الحقب السحيقة في التاريخ، وعلى ظهورها جيبت الفيافي والقفار، وطُوِيت بها المسافات الطويلة، وكان الإنسان العربي يتغنى بالأشعار فوق ظهور الإبل، ومن أمثلة هذه القصائد قول الشاعر:

يــا الهجــن شــيلي بنـا شـيله      يــــا شـــايبات المحـــافين
واســـرن بنـــا ليلنــا كلــه      واردن  بنـــا مـــارد الــذيب

و - الحداء على ظهور الخيل:

عندما يقتحم الفارس غمار المعركة ويتحدى خصمه العنيد يبدأ بـ (الحداء) على فرسه بكلمات حادة شديدة الوقع على الخصم، وعندما تسمع فرسه أو حصانه زمجرة الفارس من فوقها بهذه الكلمات التي تخرج من سويداء قلبه تثب عن الأرض نحو الخصم بسرعة فائقة، لتسمع صليل السيوف أو مقارعة الرماح تصاحب هذه الأهازيج المتبادلة بين الفارسين، ومن أمثلة المقطوعات التي تُقال على ظهور الخيل ما أُثر من أقوال الملك عبد العزيز آل سعود: السويداء، عبدالرحمن بن زيد. نجد في الأمس القريب، مرجع سابق، 250 - 254.  

يـــومك  تبقـــى بـــالعريش      والشــــرف  مـــا فكيتهـــا
مـــن فعلنــا قلبــك خــريش      والمرجلــــــة  خليتهـــــا
السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م