شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: الاحتفالات بالمناسبات الاجتماعية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل التاسع: الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية » أولاً: الروابط الاجتماعية

أولاً: الروابط الاجتماعية

"يقوم بناء مجتمع منطقة الرياض على وحدات اجتماعية تتمثل في الأسرة والفخذ والبطن والعشيرة ثم القبيلة. ففي الأسرة يعد الرجل هو السيد والمسؤول عن رعاية أفرادها والمتصرف في شؤونها وعلى عاتقه تقع مسؤولية الحفاظ عليها وإعالتها، وهذه المسؤولية مستمدة من الدين الإسلامي أولاً ثم من الأعراف والتقاليد عند أهل البادية التي تعكس طبيعة حياة الصحراء، ويهتم الرجل إلى جانب اهتمامه بأسرته البسيطة بأقاربه من كبار السن والأرامل والأيتام خصوصًا إذا كان هو أقرب الناس إليهم، أما المرأة فدورها هي الأخرى رئيس في الأسرة، إذ تشارك الرجل في الرعي وصنع الخيام وغزل الصوف وخياطة الثياب وإعداد الطعام هذا إلى جانب وظيفتها الأساسية كأم وهي تربية الأطفال" مضاوي حمد الهطلاني، منطقة الرياض: دراسة تاريخية في التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، (الرياض: مكتبة العبيكان، 1996م)، 302. .  

نلاحظ أن النمط الذي كان سائدًا من الأسر في المنطقة هو الأسرة الممتدة التي تتميز بارتفاع متوسط عدد أفرادها، وهذا النوع من الأسر له عاداته وتقاليده الصارمة، وأول ذلك طاعة رب الأسرة وكبيرها، فعلى الكل - بلا استثناء - واجب الطاعة له والاحترام الشديد للرجال.

كما تتميز مثل هذه الأسر بتعايش الآباء والأبناء المتزوج منهم وغير المتزوج في منـزل واحد، ولا يكاد ينفصل أحد الأبناء بعد زواجه في منـزل مستقل، ولو حدث ذلك فهو نتيجة خلاف وليس للرغبة في الاستقلال، ولعل ذلك مرده إلى عدم قدرة الابن على تحمل الأعباء الاقتصادية لو عاش في منـزل مستقل، إضافة على اعتماد الأب على أبنائه في كثير من الأعمال حتى بعد زواجهم.

أما صلة القرابة بين أفراد الأسرة فقد كانت قائمة على صلات الدم أو المصاهرة، وغالبًا ما تكون الزوجة من أقارب الزوج مثل أن تكون ابنة عمه أو خاله كما هو شائع في كثير من المجتمعات الإسلامية، ويتم الزواج في معظمه داخل الفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص وهو ما يُعرف بـ (الزواج الداخلي) مها عبدالله العيدان، ''التغير الاجتماعي ودور المرأة في المجتمع السعودي: دراسة ميدانية في منطقة الرياض''، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الملك سعود، كلية الآداب، قسم الاجتماع، (الرياض: 1405 هـ)، 43. .   ومن جهة المصاهرة فهي تقوم على النظام القبلي.

أما من ناحية الأدوار التي يؤديها أفراد الأسرة فقد كانت محددة ومعروفة، فلكل فرد دور يؤديه، فالأب هو المسؤول الأول عن الأسرة من حيث تأمين السكن والإعاشة، وعلاقة الأسرة مع الأسر الأخرى تتم عن طريقه، كما أن له سيطرة قوية على كل أفراد الأسرة التي تقابله بالطاعة والاحترام، وبالنسبة إلى الزوجة فهي تقوم بالمسؤولية الكاملة عن شؤون المنـزل من إعداد الطعام وتربية الأطفال وما يتبعها من أعمال أخرى.

وتختلف مكانة المرأة في المنطقة حسب الدور الذي تؤديه في مجتمعها، فيتلاشى دور الأم في وجود الجدة؛ نظرًا إلى أن الجدة هي مديرة المنـزل، وهي لا تتنازل عن هذا الدور إلا عند عدم استطاعتها القيام بأعبائه، وللجدة دور رئيس في القيام بالترفيه عن الأطفال وتسليتهم بالحكايات والقصص التاريخية.

أما بالنسبة إلى الأبناء فقد كانوا يؤدون أدوارًا معينة تختلف باختلاف مهنة الأب، فإذا كان الأب يعمل في الزراعة - وهي حرفة سائدة في ذلك الوقت - فإن الأبناء يمارسون هذه المهنة في الغالب، بمعنى أن للأب دورًا أساسيًا في تحديد مهنة الابن، ويعد الابن مصدرًا اقتصاديًا منتجًا للأسرة، ولذا فإن تحديد النسل لم يكن سلوكًا ممارَسًا في تلك الفترة الزمنية ابن سعيد، عبدالإله، ''التغير والأسرة في المجتمع السعودي''، رسالة ماجستير غير منشورة، مرجع سابق، 17، 18.   ولم يكن معروفًا على الإطلاق.

أما في مجتمع البادية فإن الذي يلي الأسرة الفخذ؛ وهو مجموعة من الأسر التي تسكن في منطقة (جيرة) واحدة تجمعها وحدة النسب التي لا تتجاوز عادة الجد الخامس، وأبناء الفخذ الواحد يرتبطون برباط وثيق من الحقوق والواجبات، ولرئيس الفخذ الطاعة والولاء من جميع أعضاء الفخذ، كما أنه المسؤول أمام شيخ القبيلة، ويُعد البطن أكبر من الفخذ، أما العشيرة فتتكون من اتحاد أسر أو أفخاذ أو بطون، وتشترك جميعها في نسب واحد وبدرجة تمكنهم من الرجوع بأصولهم إلى جد واحد، وتربطهم مجموعة من الحقوق والواجبات والمصالح الاجتماعية والاقتصادية، ويتفاعلون مع بعضهم وفق تقاليد مرعية، وتعد الروابط في أفراد العشيرة امتدادًا للروابط في أفراد أسرها.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م