شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: الاحتفالات بالمناسبات الاجتماعية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل التاسع: الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية » ثانيًا: الزواج في القرى » أشكال الزواج » الشكل الأول

و - أشكال الزواج:

هناك أشكال مختلفة لطريقة الزواج وعاداته في المنطقة حسب كل محافظة من المحافظات، وسوف نستعرض شكلين من أشكال الزواج في البيئة القروية:

1 - الشكل الأول:

بعد الاتفاق على الزواج وعقد القران، وقبل ليلة الزفاف بليلة واحدة يرسل العريس ما يريد إرساله إلى عروسه وأهلها من أنواع الثياب والمتاع والذبائح والخراف وربما الإبل وغيرها، ويسمى هذا (الدفع أو السياق)، وفي الليلة المتفق عليها (التي غالبًا ما تكون الاثنين أو الخميس) يتجمع لدى أهل العريس أقاربه وأصدقاؤه وجيرانه في بيته ويسمى هذا التجمع (السفارة أو الدخيلية)، وإذا كانت حالة العريس المادية متواضعة فإنه يلقى العون المادي من الأقارب والجيران والمعارف كلٌّ بحسب قدراته، وبعد أن يجتمعوا يتناولون القهوة والشاي ويُدار البخور عليهم، ثم ينتقلون جميعًا بمعية العريس مشيًا على الأقدام - ومعهم المصابيح أو السرج - إلى بيت أهل العروس، وخلال هذا يتلقاهم الناس الذين تقع منازلهم على الطريق إلى بيت العروس، ويقدمون لهم القهوة والشاي والطيب وربما الفاكهة في مواسمها، وخلال هذا التنقل تمر (السفارة أو الدخيلية) على هذه البيوت بيتًا بيتًا، ويكون الناس جميعًا قد لبسوا أجمل ملابسهم.

وعادة يبدأ المسير بعد صلاة العشاء مباشرة، حتى إذا وصلوا إلى بيت أهل العروس وجدوهم على الباب يملأ وجوههم البشر والترحاب، ومعهم المصابيح والسرج، ثم يستقبلون (السفارة أو الدخيلية) بغرفة القهوة، فيتناولون القهوة والشاي وربما الخضار والفاكهة واللبن إذا توافر، ثم ينتقل العريس وأهله إلى غرفة العرس (الحجرة)، ثم تُدار القهوة مرة ثانية، وتُدار كذلك زجاجات العطور بمختلف أنواعها، كما يُدار العود بمختلف درجاته، ويدعو والد العروس أو أخوها الحاضرين لتناول طعام العشاء بعد صلاة العصر مباشرة من يوم غد بكلام يوجهه للجميع قائلاً: (الله يحييكم، تفضلوا على العشاء بعد صلاة العصر يوم غد)، ثم بعد ذلك يقرأ القارئ آيات من الذكر الحكيم ويختمها بقوله: (بارك الله لك وعليك) مؤذنًا للسفارة بالانصراف، ويلبث المأذون مع العريس ووالده إن لم يكن تم عقد القران، وإذا كان الموضوع قد انتهى غادر الجميع الحجرة، ولا يبقى فيها سوى العريس ووالده وبعض أقاربه الذين يغادرون المكان بعد فترة قصيرة بتوديع العريس مرددين: (بارك الله لك وعليك) ويدعون له بالدعاء المأثور، وبعد ذلك تُزَف العروس إلى عريسها من قبل اثنتين من قريباتها ومعهما والدتها أو من ينوب عنها.

وكان العريس ينثر على من زففن إليه عروسه الدراهم ويعطيهن ما يتيسر له، وتبقى أم العروس، أو من ينوب عنها بجانب العروس حتى يستقر أمرها، ثم تترك المكان داعية لهما بالذرية الصالحة. وفي الصباح يعطي العريس عروسه هدية ويتناولان معًا الإفطار. ويظل العريس مع عروسه أسبوعًا إذا كانت بكرًا ينعم فيه بالحفاوة والتكريم من الأهل والأصدقاء، أو ثلاثة أيام إذا كانت العروس ثيبًا. ويقوم جيران العروس بدعوة العريس لتناول طعام الغداء، ويعدون له الولائم المناسبة طوال فترة مكوثه هذه، ويُدعى معه الجيران، وبعد هذه المدة تُنقَل العروس إلى بيت زوجها ومعها قريباتها وكل واحدة تحمل بعضًا من أثاثها في موكب كبير يسمى (الرحالات)، ويرافق هذا الموكب الصبية وهم يصفقون والصبايا وهن يزغردن، وفي بيت العريس يُستقبل الجميع بالترحيب وتقدَّم لهم القهوة والشاي مع وليمة تُسمى (النـزالة)، وأحيانًا يُكتفى بالفاكهة والمشروبات.

أما وليمة العرس فتُعد في اليوم الثاني من الزفاف، وقد تُنحر جزور أو جزر أو مجموعة من الخراف تُطبخ وتُقدم مع الزاد على الصواني الكبيرة النحاسية، ويلبي الناس الدعوة لتناول طعام العشاء بعد صلاة العصر مباشرة، ويحضر المدعوون من الأقارب والأصدقاء والجيران وأهل الشارع، وأحيانًا تقتصر وليمة الزواج على نفر قليل من أقارب العروسين والأصدقاء، وهذه هي الطريقة الشائعة لدى الغالبية من الناس.

أما إذا كان أهل العروس من بلد وأهل العريس من بلد آخر فإنه يتم انتقال السفارة بطرق المواصلات المناسبة، ويتم اختصار بعض الترتيبات مثل ترتيبات الوليمة إذ يتم إعدادها في اليوم نفسه، وترحل العروس في اليوم الثاني مراعاة لظروف الوافدين السويداء، عبدالرحمن بن زيد. نجد في الأمس القريب، مرجع سابق، 271، 272. .  

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م