2 - الشكل الثاني:

يقوم والد العروس عند تحديد موعد العرس بدعوة الأقارب والجيران، كما يدعو والد العريس أقاربه وجيرانه، وعادة تكون الدعوة في الجامع بعد صلاة الجمعة، ويستعد أهل العروس لاستقبال الضيوف من بعد صلاة المغرب، ويقوم الأهل والجيران بإرسال الهدايا إلى بيت المخطوبة قبل موعد الزفاف بيوم واحد، وتكون هذه الهدايا حسب مقدرة الشخص وقرابته من العريس، فهي أحيانًا من الأغنام وأحيانًا بعض السلع التموينية التي تساعد في تجهيز وليمة العرس، وتُسمى هذه الهدايا (العونة أو العانية).

وهناك هدايا أخرى تُرسل إلى العروس مثل الأقمشة، ويتكاتف الجميع في العرس، فمن الجيران والأقارب من يقوم بالمساعدة في تنظيف منـزل العروس وفَرْشه بالسجاد وترتيبه، وفريق يقوم بالمساعدة في طهو الطعام، وآخر يُحضر الماء من البئر.

وعند حضور العريس وأهله يرحب والد العروس وإخوتها الذكور بالضيوف مرددين عبارات الترحيب مثل: (حياكم الله) و (يا أهلاً وسهلاً)، ويستقبلونهم بالبخور، وتدخل النساء المجلس الخاص بهن مع أصوات الزغاريد، ويدخل الرجال مجلسهم، وتظل عبارات الترحيب مستمرة.

وفي هذه اللحظة يدخل العريس بين النساء ومعه والد العروس وإخوانها، فيدخلون به على العروس ويجلسون معه قليلاً، ثم يتركونه بعد ذلك مع عروسه وربعيتها (والربعية امرأة كبيرة في السن مهمتها تهيئة الفتاة للزوج وانتزاع بعض الخوف منها، ومساعدتها في تدبير شؤونها في الأيام الأولى من الزواج، وتظل الربعية غالبًا مع الفتاة مدة أسبوع حتى تعتاد على الحياة الجديدة، وبعد ذلك تغادر لتدبير شؤونها الخاصة وتترك الفتاة)، ثم تبدأ النساء بالغناء والرقص والدق على الدفوف، وغالبًا ما يُحْضِرْنَ ما يسمى بـ (الطقاقات)، ثم يوضع طعام العشاء.

أما الرجال فيكون عشاؤهم قبل النساء بعد قدوم العريس وأهله، ثم يقومون بالعرضة والسامري والرقص والغناء، ويستمر جو الطرب والمرح قليلاً ثم يذهب كلٌّ إلى بيته يوسف، سهير عبدالعزيز، ''الاستمرار والتغير..''، دراسة ميدانية، مرجع سابق، 218، 219. .