شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: الاحتفالات بالمناسبات الاجتماعية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل التاسع: الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية » سادسًا: مظاهر الثبات والتغير

سادسًا: مظاهر الثبات والتغير

يتم الزواج عادة وفقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية، ويقوم على أساس عقد يتم بين الطرفين الراغبين في الزواج بوساطة المأذون الشرعي، ويحضره شاهدان على الأقل من الذكور، وتسير إجراءات الزواج حسب الخطوات التي ذكرناها سابقًا من خطوبة وعقد قران وحفل زفاف، مع اختلاف في الشكل الذي تتم به هذه المراسم نتيجة الطفرة المادية التي يعيش فيها المجتمع.

"وهناك سمة بارزة للزواج في مجتمع منطقة الرياض في الوقت الحاضر يمكن ملاحظتها بصفة عامة، وهي التحول من نظام الزواج الداخلي إلى نظام الزواج الخارجي، وحينما نفسر عملية التغير في مظاهر الزواج من الأقارب فإننا نردها إلى عملية التغير في البناء الاجتماعي، وبخاصة التغير في النسق الاقتصادي، فعندما كان النظام الاقتصادي في الفترة السابقة يعتمد على العائلة التي تعد وحدة اقتصادية اجتماعية وتنهض بكل الوظائف التي تشبع حاجات أفرادها، فقد أصبح الفرد أسيرًا للمصلحة العائلية ليس له الحرية في التصرف أو السلوك، وليس هناك قرارات فردية، فالعائلة هي التي تحدد للفرد أدواره ووظائفه، وكذلك تحدد زواجه واختياره الذي غالبًا ما يتفق ومصلحة العائلة ورغبة السلطة الأبوية، ولما تغير النسق الاقتصادي في المجتمع وأصبح النظام الاقتصادي يعتمد على تنظيم المجتمع بدلاً من العائلة ظهرت روح الاستقلالية لدى الفرد وظهر التباين واللاتجانس بين الأقارب في المهنة والدخل والمستوى التعليمي، فصار للفرد متطلبات يعمل على تحقيقها حيث لم تعد العائلة تشرف على زواجه بالطريقة التقليدية كما كان في الفترة السابقة، مما سمح للأبناء أن يختاروا زوجاتهم بنظرة مغايرة لنظرات آبائهم وبما يتفق مع مصلحتهم الشخصية المباشرة" محمد إبراهيم السيف، التغير الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، دراسة سوسيو - أنثروبيولوجية في مجتمع عنيزة، (الرياض: 1410 هـ)،114. .  

إن طريقة الدعوة إلى حضور حفل الزواج في الماضي تختلف عنها في الوقت الحاضر؛ ففي الماضي كانت تقوم على أساس أن يقف أولاد أحد الطرفين أمام باب المسجد ويدعو كل من خرج منه لحضور الزواج، أما في الوقت الحاضر فتكون الدعوة بشكل بطاقات يوزعها كل من الطرفين ويحدد فيها مكان الحفلة وزمانها، كما يختلف مكان الحفلة أيضًا في الماضي عن الحاضر؛ ففي الماضي كان مكان الاحتفال هو بيت أهل العروس، أما في الوقت الحاضر فيُستأجر مكان لإقامة الحفل (قصر الأفراح) أو قد يُقام في الفنادق.

ونتيجة لارتفاع مستوى وعي المجتمع والمستوى التعليمي للفتيات فإن الآباء أصبحوا يستشيرون بناتهم في زواجهن، وأصبح قرار الموافقة على الزواج منوطًا بالفتاة بالدرجة الأولى بعد أن كان قرارًا يتخذه ولي الفتاة غالبًا دون الرجوع إليها أو حتى استشارتها، ولا شك أن جميع هذه التغيرات شملت البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع السعودي بشكل عام بسبب ارتفاع مستوى الوعي والثقافة لدى أفراد هذا المجتمع والاحتكاك بالعالم الخارجي.

كما أن طريقة الاحتفال بالزواج أخذت نمطًا جديدًا قائمًا على الاقتباس والاستعارة من ثقافات أخرى، فقد أصبحت الفتاة تجلس أمام زوجها فيما يسمى باللغة الدارجة (التشريعة) التي تعني دخول العريس وجلوسه مع عروسه في حفل النساء والاحتفال حتى ساعات متأخرة من الليل. بالإضافة إلى أن الفتاة أصبحت في فترة الخطبة تتحدث مع خطيبها بالهاتف وتناقش معه أمور الحياة المستقبلية، وقد تخرج معه بعد (الملكة) حتى لو لم يتم إشهار الزواج بعد، وهذه أنماط من العادات لم تكن مألوفة فيما مضى، ولكن رياح التغيير والتحديث التي هبت على المجتمع السعودي جعلتها أنماطًا اجتماعية مقبولة.

أما بالنسبة إلى الحمل فقد أصبح يُتابَع بشكل دوري في المستوصفات والمستشفيات، وأصبحت الولادة تتم في المستشفيات وفق برنامج صحي ومنظم ومراقبة صحية تامة، وكذلك بالنسبة إلى الختان والاهتمام بالطفل.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م