شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: الاحتفاء بالمناسبات الدينية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل العاشر: الاحتفاء بالمناسبات الدينية » أولاً: شهر رمضان والعشر الأواخر » شهر رمضان

الفصل العاشر: الاحتفاء بالمناسبات الدينية

يمثل الدين الإسلامي محورًا أساسيًا ودعامة من دعائم قيام المجتمع، وتتمحور حياة الفرد طوال اليوم حول كثير من الأنشطة الدينية، وسنعرض أساليب الناس في الاحتفاء بالمناسبات الدينية مثل شهر رمضان والأعياد والحج وغيرها، فهي التي تشكل أنماطًا وسلوكيات مهمة في حياة أفراد هذا المجتمع.

أولاً: شهر رمضان والعشر الأواخر

أ - شهر رمضان:

يستعد الناس لشهر رمضان استعدادًا كبيرًا، فيستقبلونه بروح عالية وروحانية غامرة، يتسابقون فيه إلى فعل الخير، فيقضون نهاره في الصيام، ويحيون ليله بالقيام. ويختلف نشاط الناس في رمضان عن بقية شهور السنة؛ فليالي رمضان يكثر فيها السهر، ويجتمع الأهل والأصدقاء، وتتحول الوجبات المعتادة إلى وجبتي السحور والإفطار، ويحرص الكبار على تعويد الصغار على الصيام ليعتادوا على تحمل الجوع والعطش تنفيذًا لتعاليم الدين الإسلامي.

ويتنقل شهر رمضان بين فصول السنة الأربعة كلها نظرًا إلى اتباع المسلمين للتقويم الهجري، فأحيانًا يأتي في الشتاء وأحيانًا في الصيف... وهكذا ويأخذ دورته الكاملة على مدار ثلاثة وثلاثين عامًا، وصيامه في الشتاء والربيع ليس صعبًا، أما في الصيف وأوائل الخريف فالناس يقاسون في صيامه التعب والعطش.

ولنا أن نتصور الناس في ذلك الزمان ورمضان في فصل الصيف وهم في جهادهم الشاق في سبيل لقمة العيش، ولا يجدون مكانًا باردًا يلجؤون إليه، كما هو متوافر في الوقت الحاضر، ولا يجدون ماءً باردًا وقت الإفطار سوى ما يبرِّدونه بالقِرَبِ، وقد يلجأ من أخذ منه العطش مأخذه إلى سكب الماء على نفسه وثيابه والتظلل تحت الأشجار وفي البيوت لعلّ نسمات الهواء تلامس جلده وثوبه المبلل فتمنحه البرودة التي تنعشه وترفع عنه غائلة العطش، وقد يتلوى الفرد في منتصف النهار تحت تأثير العطش، وربما يُغمى عليه من العطش والجوع ولكنه يأبى أن يفطر ذلك اليوم، وقد تجد المرأة المرضع المصير نفسه، إذ تتوقف حياة ابنها على لبنها المتلاشي مع الصيام، ولكنها تصر على الصيام وتقوم بتعويد ابنها على الصبر وقوة التحمل منذ الصغر وتغرس فيه هذه الخصلة الحميدة. ومتى جاء وقت الإفطار رأيتَ الناس قد أتوا بأطباق التمر ودلال القهوة وأواني اللبن أو مريس الأقط إلى المساجد أو إلى أمكنة تجمعاتهم، وبهذه الطريقة يهيئون لكل مسلم أن يدخل إليها دون حرج ليأكل حتى يشبع من تلك الأطباق، ويرتوي من ماء تلك القِرَب الباردة من نسائم الأصيل، أو تلك الأواني المملوءة باللبن أو المريس البارد، وقد يتناول الناس طعام الإفطار في منازلهم كل اثنين أو ثلاثة، أو ربما أهل المنـزل وحدهم، وفي كل حال تجد الرجال وحدهم يتناولون طعامهم، والنساء وحدهن السويداء، عبدالرحمن بن زيد. نجد في الأمس القريب، مرجع سابق، 169. .  

أما بالنسبة إلى السمر في ليالي رمضان فقد كان متوقفًا على نوع العمل الذي يمارسه الفرد، فأولئك الذين يمارسون الزراعة أو الرعي أو الأعمال التي لا يمكن إنجازها ليلاً يحرصون على النوم مبكرين، وأحيانًا يجتمعون في أحد البيوت بعد صلاة التراويح لقضاء وقت يسير للترويح عن أنفسهم، أما الذين تتطلب أعمالهم جهدًا كبيرًا لا يستطيعه الصائم فإنهم يسهرون لإنجاز أعمالهم حتى الفجر إذ يشغلون النهار في الراحة والعبادة.

أما في مجال العبادات فإن المساجد في رمضان وكأنها خلية نحل ليلها كنهارها صلوات وعبادة، فتمتلئ بالرُّكَّع السجود، وتعلو فيها أصوات القرّاء، وبعد أذان العشاء يُعقد درس لإمام المسجد يقرأ فيه من كتب الشريعة والفقه والحديث، ثم بعد أداء الصلاة المفروضة يبدأ الإمام في صلاة التراويح، وفي رمضان يُخصص جزء للنساء في آخر المسجد، وذلك لتُتاح لهن حرية العبادة بعيدًا عن أعين الرجال. وتلقى المساجد في رمضان عناية خاصة فتُطيَّب وتُعطَّر بأنواع فاخرة من البخور والعطور.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م