شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: الاحتفاء بالمناسبات الدينية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل العاشر: الاحتفاء بالمناسبات الدينية » ثانيًا: عيد الفطر

ثانيًا: عيد الفطر

لا يوجد في الدين الإسلامي الحنيف من الأعياد سوى عيدين فقط لا ثالث لهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، ويأتي عيد الفطر بعد انقضاء شهر الصوم (شهر رمضان)، إذ يختم الناس أعمالهم الرمضانية بأداء صلاة العيد كما سنَّها الإسلام بمكان محدد بعد طلوع الشمس بقليل يؤديها الرجال والنساء، وتكون النساء بصفوف خلف الرجال بمسافة عدة أمتار. وصلاة العيد ركعتان، وبعدها خطبة تحتوي على الموعظة والإرشاد وطلب الاستمرار بالأعمال الصالحة في الأشهر المتبقية من العام. وبعد أداء الصلاة يقوم الناس بتبادل المعايدة، إذ يقول الأول: (عيدك مبارك) فيرد عليه الثاني: (عساك من عوَّاده) أو (من العائدين الفائزين، وكل عام وأنتم بخير) مع الأدعية بالفوز وقبول الصيام والقيام... وغيرها من الأدعية المأثورة، بعد ذلك يعود الناس من مصلاهم إلى البيوت ليجدوا الفُرُش قد مُدَّت في الشوارع وصُفَّت فوقها الصواني التي تحتوي على ما لذَّ وطاب من الأكل الذي يتألف من أصناف متعددة من الأطعمة المحلية مثل الهريس، والجريش، واللحم، والأرز... وغيرها.

وفي العيد يجتمع شمل المعارف من أبناء المنطقة الكبير منهم والصغير والداني والقاصي، ويلم العيد شمل الأسرة والأقارب والأصدقاء والجيران وينصهرون في بوتقة واحدة، فالكل يشارك في التعبير عن فرحته وسروره بقدوم العيد السعيد، والكل يحرص على حضوره بين الأهل وعدم التخلف عنه، والكل يسعد للمشاركة فيه، فيتفاعل الجميع في ذلك العيد الذي يوطد العلاقة الأسرية ويقوي الروابط الاجتماعية. ويقوم الأهالي بالاستعداد للعيد قبل حلوله بوقت كافٍ بشراء الجديد من الثياب وأدوات الزينة والحلي والمأكولات وغيرها.

وللناس عاداتهم المتوارثة في العيد، ويأتي على رأسها (الصلة والتزاور)، إذ ترى الزيارات بين الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران للتهنئة بالعيد، وتفرح النساء والأطفال بلبس الجديد من الملابس والزينة. وتذهب النساء إلى أقاربهن وجاراتهن للتهنئة بالعيد، وتقوم الأمهات بتزيين أبنائهن ليخرجوا بأحلى زينة وأجمل مظهر.

ومن العادات التي ألفها سكان المنطقة هي قيام كل بيت بإعداد أكلة من الأكلات الشعبية اللذيذة ويُطلق عليها (العيد)، فتتسابق النساء في إعداد هذه الأكلة وتحرص كل واحدة على أن يكون طبقها من ألذ الأطباق وأفضلها.

ويقوم أبناء كل حي من أحياء المنطقة بعد الانتهاء من صلاة العيد بالاجتماع في مكان ما يحدده أبناء ذلك الحي، ويُنظَّف هذا المكان ويُرَش بالماء ومن ثم يُفرَش بالسجاد ويُهيَّأ لتلك المناسبة، وما إن يجتمع الأهالي في ذلك المكان حتى يشربوا القهوة العربية، وبعد ذلك يقوم كل رجل بإخراج (عيده) ثم يؤتى بتلك (الأعياد) التي تتألف من مجموعة من الأكلات الشعبية المتنوعة، فيقوم الجميع بتناول طعام الإفطار على مائدة ذلك الحي.

وتتجلى في العيد أروع صور الحب والصفاء والمودة والإخاء؛ فهذه المناسبة السعيدة تستغل في إشاعة روح التسامح والصفاء بين الذين يوجد بينهم خلافات، فالجميع يتبادل التحية على مرأى ومسمع من الحضور؛ مما يزيل ما في النفس من المكدِّرات.

وقد تُقام في بعض الأعياد (عرضة)؛ وهي شعر تردده مجموعتان من الرجال يأخذون معهم السيوف والبنادق، ويكون الشعر منتقى لبث الحماس والشجاعة في النفوس، وما زالت هذه الممارسات موجودة حتى الوقت الحاضر.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م