رابعًا: عيد الأضحى

(الأضحية) هي التي تميز عيد الأضحى عن عيد الفطر، فيحرص كل فرد من أفراد المجتمع على اقتنائها وذبحها يوم العيد بغض النظر عن ظروفه الاقتصادية، فإذا أقبل يوم العيد خرج الرجال والنساء إلى المصلى لأداء صلاة العيد وحضور خطبته كما يفعلون في عيد الفطر، ويذهب الناس إلى مصلى العيد من طريق ويعودون من طريق آخر اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

وبعد الصلاة وسماع الخطبة يعودون إلى البيوت فيقوم الرجال بذبح الأضحية، ويتعاون الجيران في عملية الذبح؛ وذلك لعدم وجود أناس متخصصين في الذبح مقابل أجر، ولغياب بعض الرجال عن أسرهم لأداء فريضة الحج، أو لعدم وجود من يجيد الذبح من أفراد الأسرة.

وغالبًا ما يقضي الناس يوم عيد الأضحى - مثل عيد الفطر - بالتهاني والتبريكات، مع دخول اللحم عنصرًا مهمًا في جميع المأكولات التي تقدَّم للزائرين، وتقدِّم كل أسرة أحد أفخاذ الذبيحة عيديةً للابن أو الأخت، ويتم تقسيم الذبيحة إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول يتم إهداؤه إلى الأصدقاء والأقارب والجيران، أما القسم الثاني فيخصَّص للصدقة، والقسم الثالث تحتفظ به الأسرة لأكلها.

ونظرًا إلى ما كانت عليه الحالة الاقتصادية في ذلك الوقت فقد كان نادرًا ما يؤكل اللحم في الأيام العادية، ما يتسبب في حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي في ذلك اليوم من كثرة الإسهال وغيره؛ لكثرة اللحوم التي تقدَّم للأفراد في أغلب الوجبات.