شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: أساايب التعليم التقليدية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل الحادي عشر: أساليب التعليم التقليدية » أولاً: مراحل التعليم » مرحلة التعليم الأولي

الفصل الحادي عشر: أساليب التعليم التقليدية

تطوَّر التعليم من أسلوبه التقليدي إلى أساليبه الحديثة، ونستعرض فيما يأتي مظاهر ذلك:

أولاً: مراحل التعليم

مرّ التعليم في المنطقة بمرحلتين هما: مرحلة التعليم الأولي، ومرحلة التعليم المتقدم.

أ - مرحلة التعليم الأولي:

تمثلت هذه المرحلة فيما يُعرف بـ (الكتَّاب) ، وهذه المرحلة تميزت بأنها ذات طابع تطوعي خيري، فيقوم الشيخ (أو المطوع) بما يشبه عمل المدرسة، فهو المدرس الوحيد وهو المدير وهو المرجع الوحيد في العملية التعليمية، أما من حيث المكان فهو جزء من المسجد أو بيت الشيخ، كما أنه لا رقابة على المطوع إلا رقابة الله - عز وجل - ثم ضميره.

أما من حيث المنهج فهو تعليم الطلبة حروف الهجاء على القاعدة البغدادية التي تهتم بمعرفة حركات الحروف من الفتحة والكسرة والضمة.. إلخ. ثم بعد ذلك تعليم الأبجدية عبر حروف مجتمعة (أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ)، ثم قراءة القرآن الكريم وتعليم الكتابة بنسخ الحروف المشار إليها منه، ومتى تدرب الطالب على ذلك انتقل إلى نسخ السور القصيرة من القرآن الكريم ثم صفحات منه، ويتم النسخ على ألواح من الخشب ، ويفضَّل خشب الأثل على أن يكون اللوح بطول أربعين سنتيمترًا وعرض عشرين سنتيمترًا وسُمك سنتيمترين، وله من أعلاه مقبض يُثبت به بوساطة مادة بيضاء من الجبس أو الحجر الرملي الأبيض تُسمى (بيضاء لوح).

ويقوم الطالب بكتابة الجزء الذي عُيِّن له، ويعرضه على (المطوع) الذي يعطي توجيهاته وإرشاداته، ثم يقوم الطالب بطمسه من جديد وإعادة الكتابة... وهكذا حتى يتعلم الكتابة. وبالنسبة إلى الأقلام المستخدمة في الكتابة فلا تعدو كونها أغصان الشجر الصلبة وأحيانًا أعواد القصب. أما الحبر فيصنعه الطالب محليًا من عدد من الأشجار مثل حَب شجر (الرال)، وقشور ثمرة الرمان أو القطن أو الصوف وبعض الأصباغ أو سناج الصاج الأسود مضافًا إليه نسبة من الصمغ العربي ليتكون من ذلك حبر صالح للكتابة، وبهذه الطريقة يتم تمرين الطالب على القراءة والكتابة في الوقت نفسه، ويركز الطالب على تعلم القرآن الكريم، وبعده يتعلم الأصول الثلاثة، ويبدأ بقراءة الكتب الفقهية والحديث وقواعد اللغة العربية.

أما حينما يريد الشيخ أن يعرف مدى تحصيل الطالب مما حفظ، فإنه يقوم بتوجيه السؤال إليه ويأمره بتفسير ما قال، وذلك بأن يبتدئ من يمين حلقة الطلاب، بعد ذلك يلاحظ الشيخ مدى تفوق طالب عن آخر بعد فحص وتمحيص وسؤاله الأسئلة الكثيرة، وبعد مرور الطلاب بمراحل تعليمية متعددة يقوم الشيخ بإعطاء إجازة (ورقة تزكية) للطالب المتفوق بأن هذا الطالب يصلح للقضاء أو الإفتاء أو فتح حلقات العلم.

" ومن الملاحظ أن التدريس في ذلك الوقت كان مجانًا ومن دون مكافأة للمعلم، إلا ما يناله من الصدقة والزكاة، بالإضافة إلى ما يتقاضاه من هبات من آباء الطلاب إما نقدًا أو عينًا من المنتجات الزراعية حبوبًا أو تمورًا أو المنتجات الحيوانية كالأغنام أو مشتقات الألبان، وربما جعل (المطوع) على الطالب مقدارًا من هذه المنتجات شهريًا قد لا يتعدى صاعًا من أي نوع، أو نقدًا بحيث يكون ريالاً لفترة من الفترات على كل طالب، وعلى الرغم مما يقرره المطوع على كل طالب إلا أن الآباء والأمهات يبرونه ببعض الهدايا بغية الحصول على عنايته الخاصة بأبنائهم.

وينتظم لدى المعلم من عشرة إلى خمسين طالبًا، وقد يصل عددهم المئات، وفي فصل الشتاء قد يحتاج الطلاب إلى الدراسة في غرفة من بيت المعلم توقد فيها النار للتدفئة، ويُحضر الطلاب ما يستطيعون حمله من الحطب للمساهمة في العملية التعليمية " السويداء، عبدالرحمن بن زيد. نجد في الأمس القريب، مرجع سابق، 209، 210. .  

أما بالنسبة إلى تعليم البنات فقد كانت هناك مدارس تختص بتعليمهن، وكانت جزءًا من بيت المعلمة، وليست هناك مدارس أو غرف مخصصة خارج البيت، وكان التعليم في مدارس البنات يشبه - إلى حد ما في أصول التهجئة وطريقة التلقين والأداء والأسلوب - تعليم الصبيان في الكتاتيب عبدالله سعيد أبوراس، وبدر الدين الديب، الملك عبدالعزيز والتعليم، (الرياض: 1413 هـ)، 67. .  

يقوم التعليم في الكتَّاب على جهد معلم واحد، وأحيانًا يستعين هذا المعلم ببعض الطلاب المتميزين علميًا لديه ممن قضوا وقتًا كافيًا في التعليم ليقوموا بتدريس المستجدين في الدراسة، أو تدريبهم على ما لقنهم إياه.

والكتَّاب لا يخضع لسن معين للالتحاق به، وعادة يكون عمر الصبي سبع سنوات بما أنه عمر التمييز، كما أن الكتَّاب مستمر طوال العام ما عدا أيام الأعياد والجُمَع، لذا فالالتحاق به لا يقتصر على تاريخ محدد كما هو الحال بالنسبة إلى المدارس في وقتنا الحاضر.

ويتلقى الطالب في هذه المرحلة بعض علوم اللغة بناءً على مستوى المعلم العلمي ومدى استعداد الطالب وقدرته على الاستيعاب، أما الحساب فينحصر في تعلُّم الأعداد والتدريب على إجراء بعض العمليات الحسابية من جمع وطرح وغيرهما.

ويتدرج الطالب في حفظ القرآن بحفظ السور القصيرة أولاً ثم السور الأطول فالأطول، وهناك من يُنهي حفظ القرآن وهو في مرحلة التعليم الأولي وهم قلة، أما الغالبية فتكتفي بحفظ أجزاء من القرآن حسب مقدرتهم الشخصية وظروفهم الأسرية التي قد تضطرهم لترك الدراسة لسبب من الأسباب.

وهذه المرحلة من التعليم تُعد ركيزة في التأهيل للمرحلة التالية وهي مرحلة طلب العلم، ولكن درجة التحصيل العلمي تختلف من طالب إلى آخر؛ فهي مرتبطة بالمقدرة الشخصية للطالب وطموحه والفترة الزمنية التي أمضاها في الدراسة، ومواصلة الدراسة في المرحلة التالية (طلب العلم) كانت تقتصر على عدد قليل من خريجي المرحلة الأولية ممن تتيح لهم ظروف الحياة المعيشية فرصة التفرغ لطلب العلم مع توافر الرغبة في التحصيل والطموح.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م