|
|
الباب الثامن: الحياة الفطرية
|
|
|
|
ثانيًا: محميات المنطقة
أقيم في منطقة جازان محمية واحدة هي محمية جزائر فرسان. - محمية جزائر فرسان: جزيرة فرسان
تقع هذه المحمية في جنوب شرق الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، وتبعد عن سواحل جازان بنحو 40 كيلومترًا تقريبًا، وتتبع إداريًا منطقة جازان. ويضم أرخبيل جزائر فَرَسَان عددًا كبيرًا من الجزر، من أكبرها وأهمها جزر فَرَسَان الكبرى والسَّقِيْد وقُمَّاح، وهي الجزر الوحيدة المسكونة بصفة دائمة من الفَرَسَانيين.
ويمتاز سطح الجزر عمومًا بقلة ارتفاعه عن مستوى سطح البحر؛ إذ يراوح بين 10 و 20م، وقد يزيد هذا الارتفاع عند الأطراف إلى ما يقارب 40م، ويبلغ أقصى ارتفاع فوق مستوى سطح البحر 72م عند جبال البطن، وتمتاز جزائر فَرَسَان بتنوع نباتاتها وكثافتها في بعض المواقع على الرغم من قلة الأمطار، ولكن تكون الندى أدى إلى التخفيف من هذه المشكلة. وتختلف الجزر فيما بينها بالنسبة إلى الغطاء النباتي.
وتعيش طيور كثيرة في جزائر فَرَسَان، ولكن معظمها طيور بحرية تصل إلى عدة آلاف، وتقل أعداد الطيور البرية كثيرًا عن أعداد الطيور البحرية. وهناك عدد كبير من الطيور البحرية والشاطئية والبرية التي لا تتكاثر في جزائر فَرَسَان ولكنها توجد فيها، وبعضها يمر بها في طريق هجرته، وبعضها الآخر يقيم بها فترة من الزمن تراوح بين فصل من فصول السنة إلى طوال العام الوليعي، عبدالله بن ناصر. المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية، مرجع سابق، 263 - 291. ، ويمتاز الشريط الساحلي باحتوائه على غابات الشورة والقندل الساحلية التي تعد موطنًا مهمًا لجذب الطيور المهاجرة، علاوة على تكاثر العقاب النساري وكثير من الطيور البحرية والشاطئية فيها. ومن أهم أنواع الأشجار الموجودة في المحمية: الطلح، والبلسم، والسدر، والأراك. ولعل أهم ما تتميز به المحمية وجود قطيع طيب من ظبي الأدمي الفرساني المتوطن، ويوجد أيضًا في المحمية النمس أبيض الذنب، وعدد من القوارض. أما الطيور فتمتاز بتنوعها ووفرتها خاصة الطيور المائية والشاطئية والمهاجرة، ومن أهمها: العقاب النساري، والبجع الرمادي، والنورس القاتم، ومالك الحزين، وصقر الغروب، والقماري. ويوجد كذلك فيها بعض أنواع الزواحف من العظايا والثعابين.
وقد أظهرت بعض المسوحات الجوية التي تمت على محمية جزر فرسان بغرض جمع المعلومات الضرورية للإدارة وتقدير أعداد الظباء بها، أن عدد الظبي الفرساني في جزيرة فرسان الكبرى نحو 1200 ظبي. وفيما يتعلق بتعداد الظباء في جزيرة زفاف، فقد تعذر الحصول على المعلومات القابلة للتحليل الإحصائي؛ حيث تعرضت هذه الجزيرة لجفاف شديد نتج عنه هلاك كثير من الظباء. أما في جزيرة السقيد فيعتقد أن قلة الظباء فيها تعود إلى ازدياد أنشطة الصيد في هذه الجزيرة؛ وذلك نظرًا إلى قلة عدد الجوالين، ولبعد المنطقة عن مركز الحماية، وتركيز الجوالين على مراقبة فرسان الكبرى.
وقد أوصت فرق العمل الحقلي التي أجرت هذه التقديرات بضرورة إجراء مسوحات أرضية على كل من جزيرتي زفاف والسقيد للتحقق من الفرضيات السابقة، ودعم الحماية في فرسان بتعيين جوالين إضافيين، وتكثيف الدوريات في جزيرة السقيد.
ولأغراض تنمية غابات المانجروف تم جمع بذور الشورة من بيئتها في سواحل جازان والمناطق المجاورة، لاستزراعها في المشاتل التي خصصتها الهيئة لذلك. وأُنشِئت مشاتل بسعة أكثر من 7000 شتلة من أشجار الشورة في المحمية وفي منطقة جزيرة المرجان بالقرب من استراحة البلدية في جازان، وأجريت عملية تنظيف لشتلات نباتات الشورة التي سبق استزراعها في مواطنها الطبيعية على سواحل جازان من الطحالب العالقة بها، والتي قد تعوق نموها وربما تسبب موتها عبدالعزيز حامد أبوزنادة، حماية الحياة الفطرية وإنماؤها في المملكة العربية السعودية، بحث منشور ضمن كتاب: حماية البيئة في عهد خادم الحرمين الشريفين، تحرير: عبدالله بن ناصر الوليعي، (الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1422 هـ )، 52،53. .
|
السابق
|
|
|
|
|
|
|
|