شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الآثار والمواقع التاريخية
الفصل: آثار العصور الحجرية
رئيس اللجنة العلمية: أ. د. عبدالعزيز بن سعود الغزّي ( أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود )
إعداد: أ.د. عبدالعزيز بن سعود الغزّي ( أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود )
التحكيم العلمي: أ.د. عادل بن محمد نور غباشي ( أستاذ علم الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى ) - د. سامر بن أحمد سحله ( أستاذ آثار الشرق الأدنى المساعد بجامعة الملك سعود )

الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية » الفصل الأول: آثار العصور الحجرية » ثانيًا: آثار العصر الحجري الحديث » مدلولات المادة الآثارية العائدة إلى العصر الحجري الحديث

ج - مدلولات المادة الآثارية العائدة إلى العصر الحجري الحديث:

تدل المادة الآثارية العائدة إلى ذلك العصر على وجود كثافة بشرية عمرت أجزاءً من المنطقة، وفي أغلب الأحوال انتشر الإنسان مكانيًا حول الأودية والبحيرات، ومنابع المياه. وفي بيئات مختلفة منها الصخرية والسهلية.

كما دلت المادة التي وجدت في ورش التصنيع على أن إنسان ذلك العصر كان يصنع أدواته بنفسه من المادة الحجرية المتوافرة لديه في بيئته في غالبية الأحوال. وتدل أيضًا على وجود مراحل تطور مرت بها الصناعات الحجرية العائدة إلى هذه الفترة، فهناك أنماط أرخت بالألف السابع، وأنماط أرخت بالألف السادس، وأنماط أرخت بالفترة الزمنية الممتدة بين 5000 و 3000 ق.م.

وتتوافر في المجموعة أدوات تدل على دخول الإنسان في صراعات مع بني جنسه، ومع الحيوانات والزواحف التي تشكل خطرًا عليه وتميل إلى مهاجمته. وتدل صناعة رؤوس السهام على حدوث مثل تلك المواجهة، بالإضافة إلى أدوات القتال المختلفة.

وفي نهاية العصر الحجري الحديث توصل الإنسان في المنطقة إلى الصناعات الفخارية التي عُثر على القليل منها؛ وتظهر البدائية على الكسر الفخارية التي عُثر عليها في إعداد الصلصال، وخشونته الواضحة، وتدني مستوى حرق الأواني، وعدم وجود حافة خارجية أو زخرفة، ما عدا بعض الحزوز على سطوح الأواني، كما يظهر أنها صناعة يدوية هشة.

ويدل وجود الحجر البركاني في عدد من المواقع في المنطقة على اتساع دائرة تحرك الإنسان داخل المنطقة؛ إذ حتم عليه استخدامه تلك المادة أن يجلبها من مواقع وجودها التي تقع بعيدة عن الأمكنة المناسبة لوجوده، أو أن تجلب إليه بوساطة متجولين. وتدل بعض القطع، وبخاصة شظايا الحجر الصابوني، ورقائق الزجاج البركاني على اتصال مع جنوب الجزيرة العربية زارينس، يوريس، وآخرون، ''التقرير المبدئي لمسح المنطقة الوسطى''، أطلال، مرجع سابق، ع3، 25. ،   كما عُثر في بعض المواقع على أرحية حجرية مصنوعة من حجر لا يتوافر في بيئة المواقع التي وجدت فيها.

وربما دلّ تمايز البيئات التي وجدت فيها مواقع العصر الحجري الحديث على تنوع نشاط إنسان ذلك العصر؛ فمن المحتمل أن الرعاة كانوا يقطنون على ضفاف الأودية وحول الرياض ومنابت الكلأ، والصيادون كانوا موجودين حول البحيرات وأمكنة الغطاء النباتي الكثيف، بينما يوجد المستقرون وشبه المستقرين على أطراف الواحات.

إن المنطقة كانت مأهولة بالإنسان خلال العصر الحجري الحديث، ذلك الإنسان الذي انتشر في بيئات متعددة ومتنوعة تاركًا مئات المواقع المليئة بأدواته ومخلفاته الأخرى. ويتبين أن صناعة الأدوات والأسلحة الحجرية قد تطورت تطورًا كبيرًا في هذه المنطقة. وإضافة إلى ما سبق أظهرت الدراسات العلمية أن إنسان ذلك العصر كان على اتصال مع المناطق المجاورة، ويتضح أن بيئة الإنسان المحببة هي أمكنة وجود البحيرات القديمة التي لا تزال بقاياها إلى اليوم متمثلة في العيون مثل: عيون الخرج، وعيون الأفلاج وكمّ من العيون المتناثرة في أنحاء كثيرة من المنطقة. وتبين أن الأودية الكبيرة مثل وادي الشوكي، ووادي الدواسر، ووادي حنيفة، من البيئات التي عشقها إنسان ذلك العصر.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م