شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: السياحة والتنزه
الفصل: عوامل الجذب السياحي
رئيس اللجنة العلمية: د. عبدالمحسن بن عبدالله الحجي ( أستاذ السياحة والترويح المساعد بجامعة الملك سعود )
إعداد: د. محمد بن عبدالرحمن الفارس ( أستاذ الجغرافيا السياحية المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن سليمان الأحيدب ( أستاذ الجغرافيا الطبيعية (المناخية) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. محمد بن عبدالعزيز القباني ( أستاذ الجغرافيا بجامعة الملك سعود )

الباب التاسع: السياحة والتنـزه

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب التاسع: السياحة والتنـزه » الفصل الأول: عوامل الجذب السياحي » ثانيًا: المقومات السياحية البشرية » أمكنة مرتبطة بالتراث المحكي

ج - أمكنة مرتبطة بالتراث المحكي:

ترتبط الكثير من المواقع في المنطقة بحكايات مشهورة على مستوى العالم العربي أبرزها تلك الأمكنة التي ترددت في الشعر العربي وفي القصص والأساطير، ولا شك أن من يتذوق الشعر العربي خصوصًا تلك الأبيات والقصائد المشهورة يحن إلى معرفة هذه المواقع ويرسم لها صورًا متخيلة من خلال وصف الشاعر لها، إن أمكنة مثل الدخول وحومل وجبل التوباد وليلى ووادي العرض واليمامة ووادي مرخ (ذي مرخ) والدهناء وحجر اليمامة ونمار ويذبل (جبل صبحا) والأفلاج وجبل ثهلان وغيرها من الأمكنة ترددت في الشعر العربي منذ الجاهلية وصدر الإسلام وزينت أسماؤها عيون الشعر العربي مثل المعلقات وغيرها، وهنا بعض الأمثلة:

قال امرؤ القيس:

قفـا  نبـك مـن ذكرى حبيب ومنزل      بسـقط  اللـوى بيـن الدخول فحومل
وورد في شعر الأعشى كثير من أسماء الأمكنة المحيطة ببلدته منفوحة، ومن ذلك قوله:

قـالوا  نُمـارٌ فبطـن الخَـالِ جادهما      فالعســجديةُ  فــالأبواءُ فــالرِّجلُ
فالســفحُُ يجـري فخـنزيرٌ فبُرقتـهُ      حتى  تتـابع فيـه الوتـرُ والحُـبَلُ الحسن بن أحمد الهمداني، صفة جزيرة العرب، (الرياض: دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، 1394 هـ)، 281.  
ومن هذه الأسماء ما هو معروف غير ملتبس، ومنها ما يثير الاختلاف بين الباحثين من متخصصين وهواة يدرسونها ويحققونها للمتعة والفائدة.

ومنها ما يرتبط بالأحداث والقصص كقصة مجنون ليلى التي يرتبط بها عدد من المواضع في محافظة الأفلاج، منها مدينة ليلى وجبل التوباد . وقد ولد الشاعر الأموي الشهير جرير في أثيثية (أثيفية قديمًا) ويبدو أنه عاش في المنطقة مدة من الزمن بدليل سكنى زوجته مدينة جلاجل ووفاتها في برقة ضاحك قرب بلدة تمير المعروفة إلى الشمال من مدينة الرياض، ورثاها جرير بقصيدة منها:

لــولا الحيــاء لهـاجني اسـتعبار      ولــزرت  قـبرك والحـبيب يـزار
إلى قوله:

فسـقى  صـدى جـدث ببرقة ضاحك      هــزم  أجــش وديمــة مـدرار
هــزم أجــش إذا اسـتحار ببلـدة      فكأنمــا  بجوائهـــا الأنهـــار محمد الفيصل، زوجة جرير بين جلاجل وتمير ، مجلة المها، ع2، (2004 م)، 52.  
وفي التاريخ الشعبي عدد من المواضع ذات الأهمية، فعلى سبيل المثال هناك الشاعر الساخر الحكيم حميدان الشويعر الذي عاش في نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر الهجري متنقلاً بين بلدات الوشم، وبخاصة القصب وأثيثية (أثيفية)، وله بها قصص وأحداث سجل بعضها في شعره وأجاد في حنينه لبلدته الأصلية القصب التي غادرها خائفًا بعد أن قتل ابنه غريمًا له ليسكن بلدة أثيثية التي أجاره حاكمها، يقول في شعره العامي من قصيدة طويلة:

الأيــام  مـا يرجـى لهـن رجـوع      غــدت بخــلان لنــا وربــوع
ربـوع لنـا قـد فـرّق البيـن شملهم      وشـوف  الديـار الخاليـات يـروع عبدالله الفوزان، رئيس التحرير حميدان الشويعر، (الرياض: مؤسسة الجريسي للتوزيع، 1408 هـ)، 164.  
وقد تكون هذه المواضع ذات أهمية سياحية محلية في التراث الشعبي العربي. ومن الأمكنة ما يرتبط بأساطير شعبية يتناقلها العامة وتعطي المكان جاذبية خاصة، ومنها رُسّ ذريّع وهو شق في أكمة صخرية جرانيتية تسمى جبل ذريّع يحفظ الماء في جوفه بعد سقوط الأمطار يشرب منه المسافرون، ويقول العوام إنه محروس بثعبان ضخم وإن أحد أبناء القبائل اعتدى عليه فأصبح يهاجم أي فرد من تلك القبيلة؛ لذلك امتنعوا عن وروده، بينما يسمح لغيرهم بورود الماء، ومن الطريف أن الجبل يشبه الشِّداد، وهو ما يوضع للراكب فوق الجمل وقد يسمى ذريّع أم شداد ، ويقع موضع هذه الأسطورة بالقرب من بلدة عفيف، يقول سالم العتيبي في شعره العامي:

حنـا طـراقي وماردنا الجبل فالطريق      اللـه  يكـافي مـن ذريّـع ومن دابها
أما  دخلنـا عليـه أو هـو علينا يويق      والـروح  مـا ينتزعها غير من جابها
داب يكشّـر بانيابـه مـن يعده صديق      يا  نـاس مـن يامن الديبان وأنيابها متعب العطاوي، هضبة ذريع يحرسها داب جني ، مجلة المها، ع2، (2004 م)، 15.  
السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م