شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الحركة الثقافية
الفصل: الأ سس الفكرية للأدب الحديث
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. معجب بن سعيد الزهراني ( أستاذ الأدب الحديث وعلم الجمال بجامعة الملك سعود )
إعداد: أ.د. معجب بن سعيد الزهراني ( أستاذ الأدب الحديث وعلم الجمال بجامعة الملك سعود ) - د. عبدالعزيز بن صالح بن سلمه ( أستاذ الإعلام المساعد بجامعة الملك سعود سابقا )
التحكيم العلمي: أ.د. منصور بن إبرهيم الحازمي ( أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة الملك سعود سابقا ) - د. حسن بن فهد الهويمل ( رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، أستاذ أستاذ غير متفرغ بجامعة القصيم )

الباب الخامس: الحركة الثقافية

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الخامس: الحركة الثقافية » الفصل الأول: الأسس الفكرية للأدب الحديث » أولاً: التعليم » إدارة معارف نجد

أ - إدارة معارف نجد:

استحدثت الدولة منصب (معتمد المعارف) بنجد في بداية عام 1368هـ / 1949م؛ وقبل ذلك التاريخ كانت شؤون التعليم في منطقة الرياض تقع ضمن صلاحيات مديرية المعارف العمومية في مكة المكرمة، وآخر مدير لتلك المديرية قبل تأسيس وزارة المعارف هو الشيخ محمد بن مانع. في ذلك العام عَيَّن الأمير سعود بن عبد العزيز - ولي العهد آنذاك - الأستاذ عبد الرحيم صدّيق (مدير المدرسة السعودية) معتمدًا للمعارف في نجد، بهدف تمكينه من افتتاح مدارس أخرى في المناطق المحيطة بالرياض، ومنها: الخرج، والشعيب، وضرما، والمحمل، وسدير... وغيرها.

في العام التالي 1369هـ / 1950م كُلف الشيخ حمد الجاسر بهذه المهمة. وخلال سنتَي 1369 و 1370هـ / 1950 - 1951م تمكن من فتح المدارس اللازمة فيما يُسمى الآن (منطقة الرياض) الواقعة ما بين وادي الدواسر جنوبًا والزلفي شمالاً.

وبعد تولي الجاسر مهام عمله توجه إلى مكة المكرمة لمقابلة الشيخ محمد بن مانع (مدير المعارف العام في المملكة) للتباحث معه في احتياجات المنطقة التي كُلف بالإشراف على شؤون التعليم فيها، وكان أول عمل أنجزته مديرية المعارف بعد تعيينه هو فصل مدارس القصيم عن مدارس نجد. وبعد عودة الجاسر إلى الرياض قام بجولة تفتيشية على مدارس المنطقة، وشرع في مهمة إصلاح أحوالها، وتوفير ما تحتاج إليه من معلمين ومناهج، وسعى إلى إدراج عدد من المناهج التي لم تكن تُدرس في تلك المدارس، على غير ما كان معمولاً به في بقية مدارس المملكة.

وأمام ضعف قدرات المعلمين القلائل في مدارس المنطقة آنذاك (وكلهم ممن تلقى التعليم على المشايخ في المساجد، أو ممن حفظ القرآن الكريم في الكتاتيب) بادر إلى فتح مدرسة ليلية للمعلمين، لتلقِّي دروس خاصة بهم، وتطوير قدراتهم، وإكسابهم مهارات في التدريس وفق مناهج التعليم الحديثة. واستعان في أداء تلك المهمة بعدد من المدرسين المصريين الذين كانوا يُعلِّمون في مدرسة أبناء الملك سعود رحمه الله، وافتُتحت تلك المدرسة - الأولى من نوعها في المنطقة بأكملها - في جمادى الأولى سنة 1369هـ / مارس 1950م.

في ذلك العام سعى المسؤولون عن التعليم في المنطقة إلى فتح فرع لمدرسة تحضير البعثات في الرياض، بهدف إتاحة الفرصة لخريجي الشهادة الابتدائية لمواصلة الدراسة الثانوية، وقد تم افتتاح ذلك الفرع في العام التالي أي أول عام 1370هـ / 1950م، وخُصص له فصلٌ في المدرسة الأهلية بالبطحاء، وفي هذه المدرسة درس الطلاب - لأول مرة - دروسًا في العلوم والجبر واللغة الإنجليزية وغيرها.

من ناحية ثانية توثقت صلة الجاسر بسماحة المفتي العام للمملكة - آنذاك - الشيخ محمد بن إبراهيم، وعمل تحت إدارته في تنظيم (المعهد الديني) الذي كان من المزمع افتتاحه ليمد المدارس بمن يتخرج فيه للعمل في التدريس. في الوقت نفسه - وبناءً على طلب من ولي العهد آنذاك - أعد الجاسر تقريرًا شاملاً حول تنظيم المعهد نص تقرير: الجاسر، حمد، رقم 61 بتاريخ 28 / 2 / 1369 هـ الموافق 20 / 12 / 1947م، ونص خطاب الأمير سعود - آنذاك - ردًا عليه مذكوران في: المرجع السابق، 20-23. ،   اقترح فيه أن يحتوي على ثلاثة أقسام: قسم للتخصص الديني، وقسم للمعلمين، وقسم للبعثات يطابق منهجه منهج مدرسة تحضير البعثات. ولتشجيع الطلاب من خارج مدينة الرياض اقترح تأسيس قسم داخلي، وتخصيص راتب شهري للطلاب لا يقل عمَّا خُصص لطلبة كلية الشريعة بمكة، مع توفير الأدوات والكتب المدرسية التي يحتاجها الطلبة وصرفها لهم بالمجان.

ولتحقيق ما ورد في تقريره نُقل الجاسر نُقل الجاسر من وظيفة معتمد المعارف في نجد إلى وظيفة مساعد للشيخ محمد بن إبراهيم بأمر سامٍ. وحينما قابل الأمير سعود - فيما بعد - طلب الأمير من الجاسر اقتراح من يتولى مكانه في إدارة التعليم، فاقترح الجاسر اسم الأستاذ ناصر بن حمد المنقور، وكان المنقور - آنذاك - حديث التخرج في كلية الآداب بمصر ويعمل في وزارة الخارجية. انظر التفاصيل في: الجاسر، حمد، '' من سوانح الذكريات 102 '' ، المجلة العربية، مرجع سابق، ع204، (محرم 1415 هـ )، 20 - 23.   للعمل مع الشيخ محمد بن إبراهيم للتحضير لتأسيس المعهد العلمي هذا اسم أول ما أُنشئ من المعاهد العلمية التابعة لإشراف الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ رئيس العلماء،والتي عُممت في أكثر مدن المملكة، وأصبحت الآن تابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ويُعنى (المعهد العلمي) بالعلوم الشرعية، مثل علم تفسير القرآن الكريم، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكذلك علوم اللغة العربية مثل النحو والبلاغة والأدب العربي. .   وأسند إليه الشيخ مهمة السفر إلى مصر للاتصال بالعلماء لاختيار من يصلح للتدريس فيه، وإحضار مناهج المعاهد الدينية وكلية الشريعة وكلية اللغة العربية التابعة للأزهر، وطباعة ما يراه مفيدًا من الكتب في مطابع القاهرة باسم المعهد. أما منصب معتمد المعارف بنجد فقد أُسند إلى ناصر الحمد المنقور حصل ناصر المنقور على شهادة بكالوريوس في الآداب من جامعة القاهرة مطلع السبعينيات الهجرية من القرن الماضي، وعُين بعد تخرجه معتمدًا عامًا للتعليم بمنطقة نجد خلفًا لحمد الجاسر، ثم مديرًا للتعليم العام بعد تأسيس وزارة المعارف، فمديرًا عامًا بالوزارة. عُين في رجب 1380 هـ / ديسمبر 1960م وزيرًا للدولة لشؤون رئاسة مجلس الوزراء، ثم وزيرًا للعمل والشؤون الاجتماعية في العام التالي. عمل فيما بعد سفيرًا للمملكة العربية السعودية لدى عدد من الدول الأجنبية، آخرها المملكة المتحدة وأيرلندا.   خلفًا للجاسر.

وبعد ذلك تمت الاستعدادات لافتتاح المعهد، فقد جرى تأثيثه، وأُدخلت إليه الكهرباء للإنارة والتبريد، وتم تأمين وصول الماء العذب إلى مرافقه، في مبنى أُقيم منذ بضع سنين، مجاور لمسجد الشيخ ومنـزله في حي دخنة يذكر الجاسر في السانحة 102 أن المبنى أُنشئ قبل افتتاح المعهد ببضع سنوات، وأنه بقي دون استعمال، وعندما عاد الشيخ محمد بن إبراهيم من رحلة علاجية في مصر عام 1370 هـ / 1951م، وقابل الملك عبد العزيز - رحمه الله - سأله: ما الذي أعجبك في مصر؟ فقال سماحته: الأزهر وما أُلحق به من معاهد، فما كان من الملك إلا أن قال: ينبغي أن نفتح المعهد الآن. وأصدر أمرًا بإعداد جميع ما يلزم لذلك. .   وتم كل ذلك خلال سنة 1370هـ / 1950 - 1951م بأمر من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله. وقُسمت الدراسة في المعهد إلى ثلاثة أقسام: تمهيدي، وثانوي، وقسم خاص يُقبَل فيه بعض الطلاب الذين فقدوا نعمة البصر.

وخُصصت للطلاب - الذين حُدد عددهم بثلاثمائة طالب في سنته الأولى - رواتب وإعانات، وافتتحه الأمير سعود ولي العهد آنذاك - رحمه الله - في حفل رسمي أُقيم في العاشر من شهر محرم سنة 1371هـ الموافق 11 أكتوبر 1951م مقال غير موقَّع بعنوان: '' معهد الرياض العلمي '' ، اليمامة، س1، ع2، (محرم 1373 هـ ، سبتمبر 1953م)، 3 - 5، يشتمل على كثير من التفاصيل الخاصة بفكرة تأسيسه ونمو أعداد الطلاب المسجلين فيه، وتفاصيل أخرى عن القسم الخاص بالطلاب الذين فقدوا نعمة البصر، وسير الدراسة في فرع هذا المعهد في مدينة بريدة. .  

تبع ذلك تأسيس كلية الشريعة بالرياض التي افتُتحت في مقر المعهد نفسه بعد عامين من إنشائه، وتبعتها كلية اللغة العربية نُشر في (اليمامة)، س2، ع2، (صفر 1374 هـ ، أكتوبر 1954م)، 40، خبر عن افتتاح كلية اللغة العربية في معهد الرياض العلمي، لتنضم إلى كلية الشريعة.   مطلع عام 1374هـ / سبتمبر 1954م. وتبع هاتين الكليتين تأسيس كلية الملك عبد العزيز الحربية افتتح الملك سعود - رحمه الله - الكلية الحربية في يوم الخميس 7 جمادى الأولى 1375 هـ / 1955م.   في جمادى الآخرة من العام التالي 1372هـ / 1952م.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م