تاسعًا: مستوطنة البليدة
مستوطنة البليدة في محافظة المزاحمية

تقع شمال المزاحمية، وتبعد عن مدخلها الشرقي 4.5كم عبر سلسلة من الجبال، وتبعد عن طريق ضرما 700م. والموقع أرض منبسطة تحيط بها الجبال من جميع الجهات؛ ولها أربعة منافذ، ثلاثة منها في الجهة الشمالية، والرابع في الجهة الجنوبية الغربية، وقد منحتها تلك الجبال الحصانة والمنعة.

ويمثل الموقع مستوطنة إسلامية يبلغ طول بقاياها 800م من الشرق إلى الغرب، و 1كم من الشمال إلى الجنوب. ويحتوي الموقع على مجموعة من الوحدات المعمارية التي لم يبق منها إلا أساسات حجرية مختلفة الأحجام.

ومع أن الموقع قد تعرض إلى التدمير بسبب نقل الأتربة منه واستخدام الآلات الحديثة التي تعمل في المزارع القريبة منه، إلا أنه يبدو أن الموقع قرية زراعية، إذا ما أُخذ في الحسبان الحوائط الممتدة على سفوح الجبال المحيطة به، وكذلك وجود الحوائط على شكل مربعات ومستطيلات بمسافات مختلفة الحمود، محمد بن سعود، وآخرون، '' مسح مدينة الرياض وما حولها '' ، أطلال، مرجع سابق، ع15، 159. .  

وبعد أن حدد فريق المسح عام 1414هـ / 1993م البليدة في المزاحمية ووصف منشآتها القائمة، شرع فريق آخر عام 1417هـ / 1996م في أعمال التنقيب بالموقع، وقد بدأها بجولة استكشافية للموقع حتى يستطيع بذلك اختيار أفضل الأمكنة لتنفيذ المجسات فيها فوضع لوحة شبكية الشويش، سعود بن فهد، وآخرون، '' تقرير عن أعمال مسح منطقة الرياض '' ، أطلال، مرجع سابق، ع16، 76. .   وقد جُمعت بعض الملتقطات السطحية المتمثلة في كسر فخار غير مزجج، وفخار مزجج، وبعض قطع الزجاج الذي يميل إلى اللونين الأخضر والأزرق المائل إلى الأخضر.

نفذ الفريق في الموقع موسم حفر واحدًا استمر أربعة عشر يومًا حفر خلالها عددًا من المجسات
حفريات في موقع البليدة في محافظة المزاحمية ، أهمها مجس (92د)، ومجس (90ذ)، ومجس (96ذ)، ومجس (52هـ).

وحفر مجس (92د) في الجهة الغربية للموقع في مبنى واضحة أساساته البالغة 5×10م المرجع السابق، 77. .   وفي هذا المجس عُثر على بقايا رماد، وأمكنة حرق، وقطع فخار، وفخار مزجج، وقطع من الزجاج والأحجار الصابونية المرجع السابق، 78. .  

ويقع مجس (90ذ) إلى الجنوب من المجس (92د) المرجع السابق، 79. .   ووجد فيه فرن دائري الشكل يبلغ قطره 51سم، كما عثر على بعض القطع الفخارية وعلى كِسر من الفخار المزجج وكِسر من الأحجار الصابونية المرجع السابق، 80. .  

ويقع المجس (96ذ) في المحيط نفسه الذي يضم تلك الأسوار الحجرية الضخمة، في الجهة الشمالية الشرقية من المجسات السابقة. وعثر فيه على مواد آثارية اشتملت على كِسر الأواني الفخارية غير المزججة، وكِسر مزججة، وكِسر من الأحجار الصابونية، وكِسر من الزجاج، وبعض الأواني الحجرية وأجزاء من أبدانها، كما عثر على بعض الرماد والكسر الجصية التي تدل على استخدام مادة الجص في عمارة الموقع المرجع السابق، 80، 81. .  

ويـقـع مجـس (52هـ) في الطـرف الشـمـالـي لـلمـوقـع، ويـبـعد عـن الـمجـسـات التـي حفــرت بـ 1.5كم، وبعد الحفر اتضح أن الأرضية مغطاة بطبقة من الجص، وأن مادة الحجارة والطين والمونة الطينية قد استخدمت في عمارة هذا الموقع المرجع السابق، 82. .  

وعثر كذلك في الموقع على كِسر فخارية عادية، ومزججة
كسر فخار مزجج من موقع البليدة في محافظة المزاحمية ، وكِسر زجاجية
كسر زجاج من موقع البليدة في محافظة المزاحمية ، وكِسر من الحجر الصابوني. ويُظن أن الامتداد الزمني لاستيطان الموقع المذكور يقع بين القرنين الثالث والتاسع الهجريين الحمود، محمد بن سعود، وآخرون، '' مسح مدينة الرياض وما حولها '' ، أطلال، مرجع سابق، ع15، 160. .