شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الرياض
الباب: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد
الفصل: الألعاب الشعبية
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
التحكيم العلمي: أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) - أ.د. أبو بكر بن أحمد باقادر ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا )

الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد

الصفحة الرئيسة » الرياض » الباب الرابع: الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد » الفصل الثامن: الألعاب الشعبية » أولاً: ميزات الألعاب الشعبية

الفصل الثامن: الألعاب الشعبية

مارس سكان المنطقة مجموعة من الألعاب الشعبية لملء أوقات فراغهم نظرًا إلى أنه لم تكن هناك وسيلة للتسلية غير ذلك، وامتازت بأنها "نشاط بدني حركي وذهني مستمد من البيئة، له جذور تراثية، نابع من ذات الفرد دون إجبار خارجي، يحقق لذة للممارس ومتعة للمشاهد، ولا يتطلب قواعد وقوانين وأدوات معقدة" محمد عفيفي، الألعاب الشعبية بالمملكة العربية السعودية بوحي من الجنادرية، (الرياض: المهرجان الوطني للتراث والثقافة، 1992 م)، 11، 17 - 20. .  

أولاً: ميزات الألعاب الشعبية

هذه الألعاب تتميز عن الألعاب المعاصرة بما يأتي:

أ - الأهداف:

يكمن الهدف من ممارسة الألعاب الشعبية في اللعب نفسه دون الاهتمام بالمكسب المادي أو الفوز أو الخسارة، فقد كان الإنسان يمارس هذه الألعاب لمجرد المتعة والارتياح النفسي، لذلك كانت هذه الألعاب تتسم بالمرح والسرور والترويح عن النفس.

ب - الانتقاء:

الذي يمارس الألعاب الشعبية يقوم بانتقاء ألعاب تساعده على تحقيق هدفه من اللعب الذي يتناسب مع الموجودين في ساحة اللعب، ومع الأدوات المتوافرة ووقت ممارسة اللعب ليلاً أو نهارًا، فالألعاب الشعبية نابعة من ذات اللاعب فهو غير مكره على ممارستها، وهذا خلاف الألعاب الرياضية المعاصرة؛ فهي تمارَس في الأندية، وعلى اللاعب حضور كل التدريبات والمنافسات في المواعيد المحددة، إضافة إلى إجباره على تنفيذ برنامج تدريبي معين وتوجد لوائح وقوانين تعاقب من يتأخر أو يتغيب عن التدريب، إضافة إلى ذلك فإن الألعاب الشعبية نابعة من البيئة في ممارستها.

ج - التلقائية:

ممارسة الألعاب الشعبية لا يسبقها أي تخطيط من حيث التوقيت الزمني للعب أو نوع الألعاب، وفترات اللعب تعبر عن هذه التلقائية فكانت بداية اللعب بعد صلاة المغرب أو العشاء، إذ يخرج أحدهم في ساحة كبيرة معدة للعب وينشد:

مــــن تعشَّــــى ورقَــــد      عضَّتــــه حيــــة جـــدَب
طولهــــا  طـــول الرشـــا      عرضهـــا  عــرض الخشَــب
رمــح  كبــير ورمــح صغـير      فـــي ظهــر (فلان) وصحبتــه
فيخرج من يريد أن يلعب ويتم اختيار اللعبة المناسبة، أما الألعاب الرياضية المعاصرة التي تمارَس في الأندية الرياضية فاللاعبون غالبًا مرتبطون بجدول تدريبي مقنن بفترة زمنية محددة ومتطلبات ضرورية. فهذه التلقائية في الألعاب الشعبية لها دور كبير في بعث الرضا والسرور، وتحقيق المتعة وتجديد نشاط اللاعبين ما يساعد على زيادة الإنتاج، وهذا خلاف الألعاب الرياضية التنافسية التخصصية التي قد تؤدي إلى السأم بسبب التكرار في التمرينات التي بدورها تصيب اللاعبين بالملل والضجر.

د - انتفاء الصراع والشحن النفسي:

الألعاب الشعبية بعيدة كل البعد عن الصراع والشحن النفسي، فمن أين يأتي الصراع النفسي ما دام هدفها تحقيق الرضا والسرور وهي نابعة من اللاعب نفسه، وتتم بتلقائية، وتحقق المتعة والارتياح النفسي؟! فهذه العوامل منفردة ومجتمعة تبعد الصراع والشحن النفسي عن مجال الألعاب الشعبية خلاف الألعاب المعاصرة داخل الأندية فقد تحمل عوامل الصراع والشحن النفسي مثل حدوث شغب الملاعب بين مشجعي الأندية المختلفة بسبب الفوز أو الخسارة.

هـ - الوظائف:

تتميز الألعاب الشعبية بأنها تؤدي للمجتمع وظائف متعددة، فهي ذات دور حضاري في إكساب عادات المجتمع وتقاليده لأجياله المتعاقبة، فهي تؤدي دور المعلم، كما أن هذه الألعاب تزرع في نفوس الصغار روح التعاون مع الجماعة، وتُكسبهم بعض الأنماط السلوكية التي نفتقدها اليوم في الألعاب المعاصرة، ومن ذلك تقبُّل الهزيمة واحترام آراء الآخرين، كما تساعد الألعاب الشعبية على النمو الشامل المتزن للاعبين من جميع الجوانب المادية والنفسية والاجتماعية، فهي تكسبهم الصفات الآتية:

تنمية القدرة الوظيفية للأعضاء الداخلية، وتنشيط الدورة الدموية مما يزيد من كمية الدم الوارد إلى القلب والمدفوع منه إلى جميع أجزاء الجسم ما يزيد من الطاقة الحيوية والنشاط للاعب.

تقوية عضلات أجسام اللاعبين واعتدال قاماتهم.

تنمية القدرات الحركية للاعب بالجري البسيط والمركب بحركات كر وفر وتمويه وخداع.

المساعدة على تنمية الحواس المختلفة وبخاصة السمع، فالألعاب الشعبية مليئة بتدريبات على سرعة رد الفعل، فهي تساعد اللاعب على تقليص الزمن بين حدوث المثير والاستجابة.

تُكسب اللاعبين صفات تربوية حميدة مثل الصدق في القول، والإخلاص في العمل، والإيثار، وحب العطاء، وإنكار الذات، وحب النظام، والأمانة، وعدم اليأس عند البحث عن شيء مفقود.

تُكسب اللاعبين سمات إرادية ونفسية مثل الشجاعة، والجرأة، ومطاردة المنافسين مهما بلغ عددهم، والتصميم على الفوز.

تساعد على النمو العقلي، وتحسين العمليات العقلية، كما أنها تحدد زمن الانتباه والتركيز وسرعتهما، وكذلك سرعة البديهة والمراوغة، واستغلال فرصة خطأ من الخصم، وسرعة الانطلاق.

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © م