الفصل الأول: عصور ما قبل الإسلام

شهدت المنطقة الشرقية - كغيرها من مناطق شبه الجزيرة العربية - انتشار المستوطنات الحجرية وازدهارها، وبخاصة على أطراف الربع الخالي، إذ أظهرت المسوح الآثارية تمثيلاً لمختلف العصور الحجرية القديمة والحديثة لمزيد من التفاصيل، انظر: الباب الثالث (الآثار والمواقع التاريخية): الفصل الأول؛ الفصل الثاني. ،   وساعدت العوامل غير البيئية على عدم استقرار المستوطنات لفترات زمنية طويلة في سبيل البحث عن مناطق أفضل، أو بسبب موجات الجفاف، وأفضل المواقع التي تؤرخ للاستيطان البشري خلال العصور الحجرية هي المواقع المكتشفة في قطر التي تنتشر مثيلاتها في المنطقة الشرقية، والبحرين، ومعظم مناطق شبه الجزيرة العربية، حيث استخدم السكان طرقًا متشابهة في صناعة الأدوات الصوانية، مثل: الأدوات المكتشفة في مواقع الخور، ودخان، ورأس عوينة، وقد تم اعتماد أساليب الطرق، ونوع الأدوات المستخدمة معيارًا لمقارنة التطور الزمني لهذه المستوطنات بمواقع العصور الحجرية في المنطقة الشرقية ووجد تشابه كبير في الأدوات وطرق الصناعة مع مواقع عين قناص،
موقع عين قناص وعين السيح، وواحة يبرين سامي سعيد الأحمد، تاريخ الخليج العربي من أقدم الأزمنة حتى التحرير العربي، (البصرة: جامعة البصرة، 1985م)، 57 - 65. .  

وتتضح معالم الاستيطان في المنطقة الشرقية بشكل أكبر خلال فترة العصر الحجري الحديث 9000 - 3500 ق.م من خلال رصد آلاف المواقع المنتشرة على طول الساحل أو المناطق الداخلية وحتى في الربع الخالي، ومن أشهر المواقع: عين قناص، والدوسرية، وأبو خميس، وواحة يبرين سعد عبدالعزيز الراشد، وآخرون، آثار المنطقة الشرقية، سلسلة آثار المملكة العربية السعودية، (الرياض: وكالة الآثار والمتاحف، 1423هـ)، 26، 27. .  

وتتميز مواقع العصر الحجري الحديث في المنطقة الشرقية بضخامة حجمها وطول الفترة الاستيطانية، ما يشير إلى تقلص الموارد الطبيعية في المنطقة، كما تتميز بنشاط أكبر في مجال الصلات التجارية بين سكان المستوطنات والمناطق المجاورة الأحمد، سامي سعيد. تاريخ الخليج العربي، مرجع سابق؛ عبدالله حسن المصري، ما قبل التاريخ في شرق المملكة العربية السعودية وشمالها ، في: دراسات تاريخ الجزيرة العربية: الجزيرة العربية قبل الإسلام، تحرير: عبدالرحمن الأنصاري، وآخرون، (الرياض: جامعة الملك سعود، 1404هـ)، 79 - 88. .